افتقار الولاية لفضاء مسرحي تسبّب في تراجع نشاطه

حركيـــــة محتشمــة لمسرح الكبـار بورقلـة رغــــم مساعــــي الجمعيــــات

ورڤلة: إيمان كافي

يشكّل الفن المسرحي أحد الفنون الثقافية التي تسجل حركية محتشمة بولاية ورقلة خاصة في مسرح الكبار، ويرتبط هذا بعدة عوامل، أبرزها غياب الهياكل المجهزة لاحتضان مختلف العروض المسرحية، حسبما يرى المتابعون للشأن الثقافي المحلي. وعلى الرغم من هذه المؤشرات السلبية إلا أن بعض الفرق المسرحية والجمعيات مازالت اليوم تتحدى الظروف من أجل استمرارية نشاط فن المسرح محليا سواء من حيث العمل على تطوير ما تقدمه من عروض أو من خلال الحرص على عامل التكوين والتأسيس لفرق مسرحية جديدة.

 من بين هذه الفرق والجمعيات التي قررت التمسك بالاستمرار في النشاط رغم قلة الإمكانيات المتاحة والسعي من أجل إثبات وجودها، جمعية ركح الواحات الثقافية التي اختار أعضاؤها النشاط بدار الثقافة مفدي زكرياء عبر فضاء لإنشاء العروض المسرحية والتدريب عليها، كما تعمل الجمعية على التحضير لإطلاق طبعة مغاربية لمهرجان ليالي مونودام الواحات خلال الأشهر القليلة القادمة.
وبهذا الصدد، أوضح مروان بلجراف الممثل المسرحي الهاوي والعضو بالجمعية، أن فكرة تخصيص قاعة لإنشاء العروض كانت تراود الفنانين في المنطقة، وتهدف بالأساس وبأقل الإمكانيات المتوفرة إلى خلق جو ثقافي مسرحي مناسب لإنشاء العروض المسرحية والتدريب داخل القاعة التي تتوفر أيضا على كتب موجهة للمطالعة بدار الثقافة.
وعلى الرغم من الإرادة التي تبديها العديد من الفرق المسرحية والجمعيات من أجل الحفاظ على حركية المسرح محليا كما يقول محدثنا، إلا أن أبرز ما يفتقر إليه النشاط في الفنون المسرحية، وجود فضاءات للعرض المسرحي بورقلة مجهزة طبقا للمعايير المطلوب توفرها في أي خشبة مسرح ومفتوحة في فائدة الفنانين الناشطين في مجال المسرح.
من جهتها جمعية المطربية للفنون المسرحية وحسبما ذكر في حديث لـ «الشعب» رئيسها بلخير بوكري، فإنها ستسعى من خلال الفضاء الموجه لاحتضان نشاطها بدار الثقافة إلى العمل على تكوين فرق مسرحية جديدة، وتركيز جهودها من أجل اكتشاف المواهب الجديدة التي لم تتح أمامها الفرصة للظهور والبروز للعلن.
تهدف هذه المبادرة كما أكّد محدثنا أيضا إلى التأسيس لفرقة مسرحية جديدة قادرة بإمكانيات المنخرطين فيها على تمثيل ورقلة في محافل الفنون المسرحية المختلفة الوطنية، معتبرا أنه متفائل جدا بهذه الخطوة التي تعد تحديا خاصا بالنسبة له في ظل هذه الظروف والإمكانيات المحدودة، والتي تتطلب التفرغ من طرف المهتمين بهذا المجال من أجل تخصيص وقت للعمل بشكل تطوعي في هذا المجال.
وفي حديثه عن واقع الحركة المسرحية محليا أكد أن كل المؤشرات الواقعية وإن كانت غير مشجعة للاستمرار، إلا أن المحب لهذا الفن ملزم بالتضحية والمبادرة من أجل الحفاظ على حركة المسرح بالمنطقة والتي من الضروري الالتفات إلى دعمها بمرافق قادرة على احتضان العروض المسرحية المختلفة أولا، وذلك دعما للفنانين الناشطين في هذا المجال وكذا الراغبين في الانخراط في حركة الفنون المسرحية وتمكينهم من مواكبة تطوراته وطنيا وعالميا، هذا فضلا عن إتاحة الفرصة أمام الجمهور المحلي لحضور مختلف العروض المسرحية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024