أكّد الدكتور رمضان العوري من جامعة باجة بتونس على أهمية هذا الملتقى في كونه يطرح إشكاليات من الواقع الراهن، خاصة ونحن في عصر العولمة والثقافة الكونية وغيرها من المقولات التي اعتبر أنّها «بصبغة كيدية، تقف وراءها قوى استعمارية نافذة، هدفها السيطرة على العالم».
وقال أيضا: «الألفاظ حصون المعاني، والمصطلح هوالذي يحصّن المعنى ويشكّل له نوعا من المتاريس، ومتى لم نتفق،تسود حالة من الضبابية واختلاف شديد لا يمكّن اللغة العربية التي هي مكوّن أساسي من الهوية أن تنتعش»، معلنا بذلك دعوته الأكيدة على ضرورة توحيد المصطلحات وتوطينها واستعمالها، إضافة إلى تركيز الهيآت الأكاديمية على سن القوانين ومأسسة هذه المصطلحات على غرار باقي دول العالم.
عزا العوري في تصريح ل»الشعب»، أسباب تأخر العرب والمسلمين في توحيد مصطلحاتهم وتبنّيها، إلى «أنّ قوى نافذة تقف في وجه وحدتنا وعزمنا ونهضتنا، وهمها وديدنها القضاء على أي مكون من مكونات الهوية القومية والوطنية، بما في ذلك اللغة»، منوها في سياق متصل إلى تطورات «العبرية» التي كانت من اللغات الميتة، قبل أن تتجنّد إسرائيل لإحيائها وسعيها الدائم لترجمة العلوم وتطويرها، وخاصة بعد تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948 والتركيز الكياني في كونها أدركت حقيقة أنّ «من خلال اللغة يمكن أن تسيطر»، على حد تعبيره.
ومن جانب آخر دعا المتحدث،جميع العاملين في حقل الترجمة بالوطن العربي إلى الاحترام التام لقواعد وﺿﻮاﺑﻂ الترجمة، دون التوسل بالدخيل، مردفا بالقول: « لولا المظنات والتأويل لقلت أن الاستهلال الذي يسقط فيه بعض المترجمين باستعمال ألفاظ أعجمية وأجنبية، هواستهلال يؤدي إلى إسهال»، كما أكّد مرّة أخرى على ضرورة توحيد المصطلح ووضعه موضع الاستعمال والتطبيق في الكتابات النقدية والمسرح ومختلف المجالات الاجتماعية والإنسانية وغيرها.
وأوضح قائلا: «إذا لم نسعى لتوحيد المصطلحات وتوحيدها، كأننا نطحن الريح، ولا يمكننا أبدا أن نتقدم ونتوحّد ونحافظ على الأمن الهووي واللغوي، وهذا هوالمتراس الوحيد الذي باستطاعته أن يفرض تواجدنا ويقينا من هذا العالم الموحش في زمن العولمة الكونية الفضيحة التي تقف وراءها قوى تحاول السيطرة واستغلال الآخر وطحنه».