أعلنت مؤخرا جمعية ركح الواحات الثقافية بولاية ورقلة عن تنظيم ليالي الواحات للمونودرام المغاربي، ويعد هذا المهرجان الذي دأبت الجمعية على تنظيمه كل عام من بين المهرجانات الناجحة والتي كانت متنفسا للجمهور المحلي وفرصة للتعريف بالطاقات المحلية والوطنية الناشطة في الفنون المسرحية، والذي كانت آخر طبعة له سنة 2013، كما يعود توقّفه عن النشاط لأسباب ربطها المنظّمون بمشكل غياب الدعم المادي والمعنوي الذي تعاني منه الفرق المسرحية المحلية بورقلة.
ينتظر حسب رئيس جمعية ركح الواحات الثقافية سفيان هبال، أن يتم إطلاق هذه الطبعة التي ستكون في عددها الخامس، وستأخذ طابعا مغاربيا خلال شهر نوفمبر القادم، وذلك بعد الانتهاء من عملية استقبال طلبات المشاركة نهاية شهر سبتمبر الجاري، مشيرا إلى أنه سيتم التركيز من خلالها على إعادة بعث حركية مثل هذه التظاهرات المسرحية التي تسجّل نشاطا محدودا وإعطائها نفسا جديدا بالنظر إلى ارتباط ذلك بعدد الناشطين في مجال الفن المسرحي بالمنطقة، والذي هو في تزايد يوما بعد يوم والاستياء الذي يبديه في كل مرة الجمهور المحلي المتعطّش لمثل هذه المهرجانات الثقافية المتخصصة بالمنطقة.
وذكر رئيس الجمعية، أنّ هذا المهرجان الذي ستحتضن قاعة سدراتة وسط المدينة ورقلة أهم فعالياته، يهدف إلى فتح المجال أمام الفنانين المسرحيين من أجل ربط نشاط الفنون المسرحية محليا بمختلف التطورات الحاصلة في هذا النوع من الفنون، حيث يعتبر فرصة للم شمل الفنانين ومد جسور التواصل بين مختلف الأجيال وتبادل الخبرات، وكذا إعطاء فرصة لإبراز العديد من المواهب والفنانين المسرحيين وتسليط الضوء عليهم من خلال أعمالهم التي ظلت تحت الظل بسبب غياب مبادرات من هذا النوع، ومنه استرجاع أمجاد أبي الفنون الذي يحظى بمكانة خاصة وتقدير كبير لدى الجمهور المحلي بورقلة.
من جهته، كشف الفنان المسرحي حمزة رحماني أن برنامج هذه الطبعة الذي سيحمل اسم الفنان المرحوم «يوسف بكوش» سيكون حافلا، إذ سيتضمّن بالإضافة إلى تقديم العروض المسرحية المشاركة تنظيم ورشات تكوينية وقراءات وندوات في عدد من الأعمال المسرحية، كما أكّد أن الرغبة في استعادة نشاط هذا المهرجان كانت لعدة أسباب، أهمها الطلبات التي تهاطلت على الجمعية من فنانين من داخل وخارج الوطن لإعادة إحيائه نظرا للصدى والنجاح الذي حققه في الطبعات السابقة، بالإضافة إلى الإرادة النابعة من الفنانين المحليين أنفسهم الذين يرغبون من خلال تقديم مساهماتهم وإطلاق مثل هذه المبادرات في إثراء المشهد الثقافي المحلي.