مونولوغ «أنا الكلب المدّاح» يتألق في أيام «شو معسكر» الأولى
شارك الفنان المسرحي عبد الموجيب عبد العزيز، صاحب مونولوغ «أنا الكلب المداح» الذي تجاوز 500 عرض مسرحي منذ إخراجه في بداية التسعينات، في الطبعة الأولى لأيام «الشو» ، من تنظيم جمعية النشاطات والتظاهرات الفنية والثقافية. التظاهرة التي اختتمت فعالياتها، سهرة أول أمس، بعد منافسة دامت خمسة أيام بالمسرح الجهوي لمعسكر، ومشاركة 5 فنانين مسرحيين، من بينهم مبدعون شباب في المونولوغ على منصّات التواصل الاجتماعي وعلى ركح المسارح الجهوية، يتطرق لها الفنان، من خلال هذا الحوار.
- «الشعب»: هل يمكنك تقديم صورة عامة للقراء عن الأيام الفنية التي حظيتم بشرف افتتاحها بالمسرح الجهوي لمعسكر؟
الفنان عبد العزيز عبد الموجيب: أعتبر النشاط الذي نظمته الجمعية مبادرة جيدة وإضافة قيمة للمشهد الثقافي بولاية معسكر ، التي تنام على زخم ثقافي هائل، ونتوقع أن تضيف الجمعية المنظمة لهذه التظاهرة جرعة أخرى من الدعم والتحفيز للمواهب الفنية المحلية خدمة لقطاع الثقافة.
شاركنا في الطبعة الأولى لأيام «الشو» بالمسرح الجهوي لمعسكر، بمونولوغ «أنا الكلب المداح «، وممثلا لجمعية الفن الرابع لمعسكر، المونولوغ المقدم هو نص لمحمد مقدم الجزائري، يؤديه بتواضع عبد المجيد عبد العزيز، صاحب 61 سنة بمساعدة كل من حبيب عبد الموجيب وسراق خليل على التوالي في الموسيقى والإضاءة.
- حدّثنا عن مونولوغ «أنا الكلب المداح» الذي يحظى بإعجاب جمهور واسع من محبي المسرح ؟
المسرحية عبارة عن مونولوغ اجتماعي –سياسي في قالب النقد الهزلي، تصوّر وقائع حرب البسوس، التي دارت رحاها بين قبيلتين عربيتين في الجاهلية طيلة 40 سنة، لدرجة أصبح الثأر و الانتقام هي شريعة القوم، ونص المسرحية لكاتبه مقدم الجزائري مقتبس من رواية الزير سالم لألفريد فرج، حيث يروي المونولوغ حيثيات حرب البسوس باللغة العربية الفصحى والعامية، مع طرح مزيجا من الحكم والأقوال المأثورة التي تغذي شغف الجمهور المسرحي المتعطش للإبداع ولعروض تحكي واقعه المعاش، حيث تفاعل الجمهور كثيرا مع المونولوغ، لأنه يحاكي فنيا الواقع الاجتماعي والسياسي المعاش.
- من خلال ذلك التفاعل، هل تعتقد أن جمهور مونولوغ أنا الكلب المداح جمهور استثنائي أم أن العرض بحد ذاته فريد من نوعه؟
تم إنتاج المونولوغ في أواخر الثمانينات وعرف رواجا كبيرا خلال فترة التسعينات رغم الظرف الأمني، تمكنا منذ ذلك الوقت من تقديم نحو 500 عرض، كانت كلها ناجحة واستقطبت جمهور واسع من كافة الشرائح والمستويات. العرض المسرحي أنا الكلب المداح عرض بسيط يمكن تأديته في أي مكان على الركح أو في ساحة عمومية، هو نوع من فن القول المتجذر في التراث الشعبي، لكن محتواه ومشاهده تجعله يتكيف مع كل الظروف، بل حتى يمكن القول أنه ينافس عروض المسرح العصري.
رغم ذلك، لا أنكر أن ‘’أنا الكلب المداح’’ يتميز بصعوبته، لا يمكن أن يؤديه أي شخص أو أي فنان وينجح بتلك الطريقة التي أحبها الجمهور و لا يمل من تكرارها على الركح، إنه عرض مسرحي شيّق وخالد لا يموت ولا يملّ.
أدائه يحتاج إلى إبداع خارق، إلى خبرة المداح ومعرفة الفنان المسرحي، أعتبره اختيارا صعبا، لكن يسعدني أن يتألق من جديد أمام الزخم الفني والمسرحي المعاصر الذي لفظته التكنولوجيا وأسهمت في رواجه و تسويقه.
- ما هي العلاقة بين عنوان العرض المسرحي ومحتواه؟
«المداح» هو شاعر و الشاعر يظل طفلا و الطفل يحب كل ما هو جميل، أما الكلب حيوان أليف معروف بالوفاء، أما الأنا – فمن خلالها يعبر كل مضطلع على عنوان العرض المسرحي على إحساس خفي لا يكاد يوصف، يحمل الكثير من المعاني العميقة.
- وأنت تبدع في أدائك للمونولوغ، ما هي الرسالة والمضامين التي تجتهد في تبليغها ؟
المسرح ابن بيئته، والعرض المسرحي «أنا الكلب المداح» يطرح ثلاثة مضامين أساسية في العمل هي إبراز قوة الحرف العربي وشاعرية الكلمات وقوة المعاني، مع إبراز التراث العربي، وقائع المونولغ الشيّق تتحدث عن حرب البسوس، عن فتنة أهلكت الحرث و النسل لمدة 40 سنة بسبب ناقة جرباء و مع إدخال الحكم و الأقوال المأثورة على النص الأول للرواية، نسلط الضوء على الواقع المعاش في فترة عرفت اهتزازا لأواصر الأخوة بين أبناء الوطن الواحد، بسبب السلطة، ونسعى من خلال العرض إلى استهداف الضمائر وتحريكها حتى تتشبع بالعبر التاريخية و تفهم أننا بحاجة إلى الحب والتسامح حتى نؤمن على حياتنا و حياة أبنائنا.
- كلمة أخيرة؟
أتقدم بالشكر من خلالكم إلى جمهور المسرح الذواق والمتعطش لعروض هادفة، أتصوّر أن المسرح يبني المجتمع ويؤثر في أفراده و يعمل على الإصلاح وهذه حقيقة لا غبار عليها، لذلك لابد من دعم المبدعين الشباب وتحفيزهم على تفجير طاقاتهم على الركح ، الكثير من المواهب الفنية المسرحية لجأت إلى منصات التواصل الاجتماعي لما توفره هذه الأخيرة من فرص للظهور والشهرة، مع تمنياتي للجميع بالتألق.