لماذا تقترن دائما فرحة الجزائريين بالألم و الموت ؟ أين الخلل ومن المسؤول ؟ هل يعقل أن تنقلب بهجة معجبين بنجمهم وتلهفهم الكبير لحضور حفله الفني إلى مأساة ؟ . هي الأسئلة التي تطرح نفسها وتحتاج إلى إجابة و تحليل لأحوال الواقع المر الذي نعيشه للأسف.
أضحت عادة سيئة، أن يدفع الجزائري ضريبة الفرح بدمه وروحه، فبالأمس القريب لطخ موت أطفال و مراهقي جيجل تتويج المنتخب الوطني لكرة القدم بكأس إفريقيا للأمم 2019 ، هاهو الموت يعيد الكرّة من جديد، وتعاد الكرة، سهرة أول أمس، على أبواب ملعب 20 أوت ببلوزداد بالعاصمة، حيث أحيا الفنان عبد الرؤوف دراجي، المدعو «سولكينغ»، حفله الفني العملاق.
هذا الحفل الذي حضره الآلاف من المعجبين وعشاق سولكينغ، الذين جاؤوا من كل ربوع الوطن أفرادا عائلات وجماعات، والذي بثته مباشرة معظم قنوات التلفزيون الجزائري. الحفل الذي أشاد الكثير ممن حضره «بروعته « تميز للأسف بكارثة إنسانية خطيرة تستدعي البحث عن أسبابها وتحديد المسؤوليات فيها، والتي وقعت ساعة قبل انطلاقه عند إحدى مداخل الملعب بعد تدافع الوافدين، ومحاولتهم الدخول، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا وكم هائل من الجرحى كلهم لا يتعدى سنهم 22 سنة ( 5 قتلى و 70 جريحا، بحسب ما تداولته بعض المصادر).
كارثة فتحت المجال واسعا أمام التساؤلات والانتقادات عن تنظيم الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة للحفل وعن طريقة بيع التذاكر التي وصلت في السوق السوداء إلى 9000 دج للتذكرة، استفسارات أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، لكن تلبس العديد منها للأسف الشديد العصبية والتهكم ضد من شارك في الحفل والتعدي الصريح عن الحريات الشخصية...
من المسؤول؟ هو السؤال الذي سيجيب عنه التحقيق الأمني، لكن قبلها سؤال آخر يطرح نفسه، ألم يحن الوقت لإعادة النظر في تصرفاتنا، بحكم المواطنة والتحضر؟ كيف يصطحب أطفال ورضع إلى حفلات ضخمة تتميز بالضوضاء و الازدحام وربما انعدام كل معايير السلامة؟
أليس هذا تعريض حياتهم للخطر؟