اختتمت مساء أمس الثلاثاء، بالمركز الثقافي ببودواو ولاية بومرداس، فعاليات الدورة 13 من الأيام الوطنية الثالثة عشرة لمسرح الطفل، التي شهدت تنافس ثماني فرق مسرحية على جائزة القناع الذهبي. وبعيدا عن روح التنافس وقائمة الفائزين، فقد كان أجمع المشاركون على أن الفوز الأكبر كان من نصيب الأطفال، الذين اكتظت بهم القاعة على مدار التظاهرة.
وعن هذه الدورة الـ13، قال رضوان زوقاري، رئيس جمعية المسرح البودواوي المنظمة للتظاهرة، إن من بين مميزاتها المرة الثانية، بعد سابقتها الدورة 12، التي تتمكن فيها الجمعية من فتح أبواب المشاركة لضيوف شرف من خارج الوطن. وأشاد زوقاري بالسمعة التي باتت تحظى بها هذه التظاهرة، مركزا على الجمهور الذي جاء بعضه من خارج ولاية بومرداس، حيث هناك من قدم من الجزائر العاصمة وولايات أخرى مجاورة، وهناك حتى من قدم من وهران، خصوصا مع تزامن هذه الأيام المسرحية مع عطلة الصيف.
وقد اختيرت كوكبة من المسرحيين لعضوية لجنة التحكيم، التي ترأسها الفنان القدير عبد الله حملاوي، ونجد فيها المسرحي القدير عبد القادر بلكروي، والأستاذ حيدر بلحسين، والفنانة الصاعدة أمال بن عمرة.
اقتربت «الشعب» من رئيس لجنة التحكيم، الفنان عبد الله حملاوي، وسألته عن رأيه في المستوى العام للفرق المشاركة، وأكد حملاوي رضاه عن هذا الجانب: «الأعمال التي تفرح الطفل وتبهجه هي بالنسبة لي أعمال في المستوى».
كما عبّر حملاوي عن فرحه بهذا المهرجان الذي بلغ عمره 13 سنة، وعن فرحه أيضا لرؤية مسرح الطفل يحتلّ حيّزا معتبرا في المشهد الثقافي الوطني، «والشيء الذي عزّز هذا الإعجاب لدي هو الأطفال الذين أتت بهم أمهاتهم إلى المهرجان بلباس جديد وهندام جميل وكأنهم آتون إلى عرس». وبالنسبة للعروض يقول: «هذا كله بالنسبة إلي مكسب كبير، أما العروض فكل كاتب ومخرج له نظرته ومستواه وتكوينه، لذلك نتحدث دائما عن أهمية التكوين، لأن شباب اليوم يملكون شيئا لم نملكه في السابق وهو أنترنت»، وهو العامل الذي يساعد على التكون والتعلم. ولكن يبقى أن لمسرح الطفل خصوصياته وقواعده، التي يجب احترامها والتقيّد بها، وهو ما اعتمدت عليه لجنة التحكيم في الفصل والمفاضلة بين الأعمال المشاركة. وخارج المنافسة، كان آخر عرض اختتمت به الأيام المسرحية هو العرض المسرحي التونسي «الديك والخفاش»، لجمعية الأمل المسرحي بالرديف التونسية، التي نزلت ضيف شرف على التظاهرة. وفي هذا الصدد، قال رئيس الجمعية منور عشيري لـ»الشعب» إن هذه المسرحية تتحدث عن الخير والشر، وتحاول إيصال رسالتين: الرسالة الأولى تخص الطفل، وهي أن الخير يتغلب دوما على الشر، «أما الرسالة الثانية فتتعلق بالكبار، الذين نحاول أن نوصل لهم فكرة مفادها تقول إياكم وعمل الظلام، إياكم وخفافيش الظلام، العمل يكون في النور وفي وضح النهار».
وعن محاولة إشراك الجمهور و»كسر الجدار الرابع» في هذه المسرحية، قال عشيري: «هذا يكون عادة في الأعمال الموجهة للطفل، هذا الأخير يتواجد في دور الثقافة أو المركبات الثقافية مع والديه، ونحن لا نريد أن يصاب مرافق الطفل، سواء والده أو والدته أو كلاهما، بالملل، ونحاول أن نخلق فرجة على الركح وداخل القاعة بشكل تفاعلي بين الممثلين والأطفال والضيوف، وهنا نخلف ذكرى وبصمة ولا نتفرج على مسرحية ثم ننساها بمجرد انتهائها».
وأكد عشيري أنه على الرغم من أن هذا العرض يمثل أول مشاركة مسرحية لهذه الجمعية بالجزائر، إلا «أننا لا نحسّ أننا ضيوف، بل أحسسنا أننا أولاد البلد ونساير المهرجان وكأننا في تونس، ونتمنى أن تكون هذه فرصة لناء علاقات أخرى مع جمعيات مسرحية نتمنّى أن تتواجد معنا في الرديّف التونسية».
للتذكير، فقد شهدت الطبعة الثالثة عشرة من الأيام الوطنية لمسرح الطفل، التي احتضنها المركز الثقافي لبودواو بولاية بومرداس على مدار أربعة أيام، واختتمت مساء أمس الثلاثاء، مشاركة ثماني فرق مسرحية ممثلة لولايات باتنة، سوق أهراس، تيارت، تيزي وزو، تلمسان، مستغانم، الجلفة، وسكيكدة. كما حرص المنظمون على تكريم وجوه فنية ومسرحية وتلفزيونية، على غرار عايدة قشود، عبد القادر شاعو، الصادق جمعاوي وعمر فطموش.