ودّع سكان عاصمة الاوراس مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته 41، أول أمس، بعد إن أستمتع خلال خمسة سهرات متتالية بلوحات فلكلورية مميّزة وحضور فنانين مميزين منهم من شارك لأول مرة في المهرجان، نظم داخل المسرح الروماني المنجز بغرض حماية المعلم العتيق الذي يجاوره بمدينة تيمقاد مع الحفاظ على تقاليده في الشكل وتغييرها في المضمون.
تميزت سهرة الاختتام بحضور الطابع التراثي الأصيل ورقصات الشاوي بقوة، التي تجاوب معها الجمهور الذي أثنى على اختيار محافظة المهرجان للفلكلور الشاوي الأصيل في حفل اختتام هذه التظاهرة الثقافية، مؤكّدا أنّ هذا الطابع الموسيقي يمثّل تقاليد مدينتهم التاريخية ويعكس ثراها الفني.
صنعت آلة القصبة والبندير أجواء حماسية في مدرّجات مسرح الهواء الطلق بتيمقاد، قدمتها فرق مشهورة في الولاية على غرار فلكور «ديوان الزمالة» وفلكلور شاوي «ثازيري» وكذا فلكلور «ركروكي عيدودي»، حيث رسمت هذه الفرق لوحات فنية فلكلورية من التراث الأوراسي على وقع آلاتها الموسيقية التراثية وسط تفاعل كبير من الجمهور، الذي بقي إلى غاية الساعات الأولى للفجر.
في مشاركته المميزة ولأول مرّة على ركح تيمقاد، رسم مسرح «همسات أجيال» لوحة فنيّة مميّزة في ديكورٍ يُحاكي مسيرة أربعة أجيال في تاريخ الجزائر، بداية بجيل الثورة مروا بالاستقلال وصولا إلى جيل التسعينات الذي ذاق ويلات العشرية السوداء وإنتهاء بجيل اليوم، المنادي بالحرية، حيث لاقى العرضٌ اهتماما كبيرا من طرف الجمهور الذي صفق طويلا له.
زيّنت الموسيقى الكلاسيكية سماء خامس ليالي تيمقاد وآخرها، في أداء مميّز للمعهد الموسيقي باتنة بقيادة المايسترو حليم بوعزّة، حيث تكونت الفرقة للعديد من الطبوع الجزائرية الأصيلة وصنعت متعة وسط جمهور باتنة الذّواق، خاصة العائلات التي حضرت بقوة السهرة الختامية.
كان للأغنية الشاوية المحلية نصيبها في سهرة الاختتام، إذ أمتع الفنان عيسى براهيمي العائلات الحاضرة بعد غيابه عن مسرح تيمقاد لمدّة تجاوزت العشرين عاماً، وأدّى أجمل وأشهر أغانيه التي تدافع عن قضيّة الهوّية و الأوراس الأشمّ.
بالدّموع اعتلى الفنان المشهور مليك الشاوي ركح المهرجان، وهو يؤدّي أحلى أغاني سفير الأغنية الشاوية المرحوم «كاتشو»، ليطرب الحاضرين بعدها بـ «باقة من أفضل و أشهر أغانيه من رائعة «راكبة العابر» إلى «عبد الله الجيلالي» ومسك الختام «القوجيل».