عاد فارس الأغنية العربية، عاصي الحلاني، إلى الساحة الفنية من باب الأناشيد الوطنية، حينما أهدى الجزائر في عيد استقلالها أنشودة «لبّيكِ يا جزائر»، التي أدّاها رفقة ابنته ماريتا، على خلفية موسيقية ملحمية ببضع لمسات عصرية. وقد جمع الفيديو الرسمي للأغنية على قناة يوتيوب الخاصة بـ»روتانا» أكثر من مليون و400 ألف مشاهدة في الثلاثة أيام الأولى فقط، ناهيك عن المنصات الإلكترونية الأخرى، رغم أن الأنشودة لم تسجّل في شكل فيديو كليب.
الجزائر تحتفي بعيد استقلالها السابع والخمسين، وسط زخم سياسي غير مسبوق، وبأداء تاريخي وأكثر من مبهر للمنتخب الوطني في كأس أفريقيا، جاءت أنشودة «لبيكِ يا جزائر»، التي أهداها الفنان اللبناني عاصي الحلاني للجزائر، وأداها بصوته رفقة ابنته ماريتا. ولا داعي للتذكير بعلاقة عاصي بأرض المليون ونصف المليون شهيد، وهو الذي اعتلى ركحها وغنى في قاعاتها حينما كانت الجزائر تعيش أياما حالكة فيما عرف بالعشرية السوداء، ولم تنقطع هذه العلاقة رغم غياب الفنان اللبناني منذ سنوات عن المشهد الجزائري.
موسيقيا، فإن مدخل الأغنية مدخل ملحمي، فيه إشارة واضحة إلى بطولات الجزائريين في حرب التحرير المجيدة، وهي الثورة التي تعبّر عنها لازمة الأنشودة، والتي تقول كلماتها:
«يا درة الأكوان.. يا مجد كل ثائر
يا تحفة الأزمان.. يا روض كل طائر
لا تعرفي المحال.. للمجد والكمال
لأجل الاستقلال.. صدحت فيك حناجر
لبيكِ يا جزائر».
كما يظهر للعيان، فإن الكلمات جاءت بلغة عربية سهلة، مع بعض المقاطع المستلهمة من عامية مهذبة، وهي كلمات سهلة ولكن معبرة، ما يجعل وصولها إلى أكبر جمهور ممكن أمرا سهل الحدوث.
وبعد هذه اللازمة، تؤدي ماريتا بصوتها:
«يا عروس مهرها ألف ألف شهيد
يا فرحة عمرها خمسون عاما ويزيد
بشعبها تجلت.. بصمودها تحلت.. بشهيدها استقلت
ونالت ما تريد».
ليعقبها عاصي ويغني:
«من بلاد أهلها.. للوفا عنوان
جئت حاملا لها.. سلاما من لبنان
تغنيت فيها.. عشقت ماضيها
وزادتني تيها.. بالحب والحنان».
وتعود ماريتا الحلاني وتغني:
«كيف يضام تربها.. وإلهي قد رعاه
من شرقها وغربها.. كم وريدا قد سقاه
وأزهرت رجال.. تخالهم جبال
يعشقوا النضال.. وهم لها حُماة».
فيجيب عاصي:
«لا تلمني في هواها.. فالمحبّ لا يلام
والجزائر مِن سواها.. همت فيها بالغرام
توحدت أجيالها.. وحطمت أغلالها
ونالت استقلالها.. وعمّ فيها السلام».
مادامت الأغنية، أو بالأحرى الأنشودة، قد تمّ إطلاقها على يوتيوب، فمن البديهي الإشارة إلى التعاليق على الفيديو، والتي جاءت في مجملها على سبيل الإشادة بالكلمات ومؤديها، ونقرأ في أحد التعاليق: «أنشودة تقشعر لها الأبدان، فيها روح الشموخ الجزائري التي جسدها الفارس عاصي والناعمة الجميلة ماريتا الحلاني، كجزائرية تعشق بلادها كل الحب والتقدير لكما، من أروع ما سمعت»، وفي تعليق مشابه: «شكرا عاصي شكرا ماريتا، أغنية جاءت في الوقت المناسب من الرجل المناسب»، وجاء تعليق آخر باللغة الأجنبية ويقول: «شكرا عاصي وماريتا، هي هدية جميلة جدا للجزائريين»، كما نجد تعاليق عديدة من فلسطين وليبيا والمغرب وسوريا ولبنان والأردن ومصر والعراق واليمن والصحراء الغربية، وهي على الأقل التعاليق التي وقعت عيننا عليها، والتي تثبت مكانة الجزائر في قلوب بنيها، وبني أمّتها ومحبّيها.