أمسية بمقهى هافانا تنعش الحضور
استضاف اتحاد الكتاب الجزائريين فرع بسكرة الروائي المعروف، سمير قاسمي، بالتنسيق مع دار الثقافة أحمد رضا حوحو والمسرح الجهوي ببسكرة ، وكان اللّقاء بمناسبة إصداره لروايته التّاسعة (سلالم ترولار)، التي وضعت رحالها في محطتها الأولى مع الجمهور بعاصمة الزيبان.
خلال اللّقاء، أشاد الروائي محمّد الكامل بن زيد، رئيس فرع اتحاد الكتّاب الجزائريين ببسكرة، في كلمة ترحيبيّة وتعريفية بالروائي سمير قاسمي، الذي تحدت شهرته الآفاق في العالم العربي، بنيله جائزة آسيا جبار في الرواية عن روايته ( الماشاء ).
قال بن زيد أنّ الاحتفاء يكون اليوم بروايته الأخيرة (سلالم ترولار)، ولتحظى بسكرة بالعرض الأول لهذه الرواية التاسعة في رصيد المؤلّف، بعد أخواتها الثماني( حبّ في خريف مائل) و(الحالم ) و( الماشاء ) والأخريات.. !
ثمّ تولّى مقاليد الحديث الدّكتور النّاقد الأمين بحري ( جامعة بسكرة )، ليقدّم الرواية والروائي معا، وكان أن عرض لمحتوى الرواية وبنائها الفنّي، والرّائع في مداخلته أنّه ارتجل كلمة نقديّة قويّة، غاصت في تفاصيل الرواية وعوالمها المدهشة، بشكل جميل جدا، يحبّب الرواية لكل مستمع ويشوقه إلى قراءتها.
ثم تكلّم الروائي سمير قاسمي عن تجربته الروائيّة، وما قاله حول رواية ( ترولار ) أنّه استغرق في كتابتها حوالي أربع سنوات، وأنّه كثيرا ما كان يستعمل عملية الكتابة والمحو وإعادة الكتابة ، مضيفا، أنّ تفاصيل السرد الروائي كثيرا ما جعلته يتوقف ، ويشرع في البحث التاريخي عن حقيقة الأحداث وملابساتها .
وواصل الروائي مداخلته قائلا في الختام :» أنّ عمله لا يصل إلى درجة الكمال ، وأنّ هناك مساحات بياض تركت عمدا ليسهم القارئ في تكملة بنائها الروائي ، ويصبح شريكا للكاتب في تحمّل أعبائها. وتمثل الرواية رصدا ذكيّا لمجريات الأحداث السياسية والاجتماعية الأخيرة التي مست الجزائر، وخلخلت استقرارها، وهي قراءة روائي بعين راصدة.» بعدها فُتح المجال للجمهور من أجل طرح الأسئلة، ومناقشة الروائي، وكان أبرز المتدخلين الشاعر والأديب شارف عامر، الذي أثار عدّة تساؤلات مهمة حول الرواية والكتابة الروائيّة.
حضر اللقاء عددٌ من الوجوه الأدبيّة والإبداعيّة في بسكرة ، وكذلك مدير المسرح الجهوي أحمد خوسة، ومدير دار الثقافة مراد بن عيسى. وفي ختام هذه الأمسية الروائية بامتياز ، قام الكاتب بعملية البيع بالتوقيع لروايته الجديدة ( سلالم ترولار ). بعد هذه الأمسيّة كان للروائي جلسة حميميّة خاصة مع عدد من المثقفين بمقهى ( هافانا ) بأعالي بسكرة الشماليّة، حيث أثيرت كثير من قضايا الفكر والأدب والكتابة الروائيّة.