شجّعتني والدتي وحلمها أن ألج يوما إلى عالم الشهرة
جعلت من موهبتها في الكتابة متنفسا ووسيلة للتعبير عن أفكارها واهتماماتها وعن واقعها ومسؤولياتها العائلية و المهنية، فكتبت القصة و السيناريو و النص المسرحي والرواية، نشرت بعض نصوصها في الجزائر العمومية والخاصة وشاركت بها في عديد المسابقات والملتقيات، إنها الكاتبة العصامية وفاء براني من مدينة بريكة، بباتنة، التي تكشف من خلال هذا الحوار عن التهميش الذي تعرفه.
- ”الشعب” : من هي وفاء براني وما هي قصتها مع الكتابة والإبداع ؟
الكاتبة وفاء براني: لويزة براني هو الاسم الحقيقي للكاتبة وفاء براني المولودة في 18/ مارس / 1969 بمدينة بريكة والتي تظن أنها ولدت كاتبة ونمت معها هذه الموهبة فهي لم تكن تلعب مع أترابها وتكتفي بالمتابعة والتأمل ولان هذه الطفلة لم تغرها العاب ولا تصرفات من في عمرها لقّبها أقاربها بالعجوز فهي لم تلعب أي لعبة من ألعاب الأطفال وكانت لعبتها المفضلة جمع أطفال الحي وفي مدخل العمارة بمدينة بني سليمان ولاية المدية حيث تقيم وعائلتها توزع عليهم ادوار مسرحية ثليجة البيضاء وكان هذا في سن مبكرة وهي تدرس في الابتدائي تمادت في حبها للمسرح وهي تجهل السبب وبدأت تمثل في مسرحيات المدرسة، ولجت التمثيل في المسرح المدرسي ومثلت عدة مسرحيات في عديد السنوات، بدأت الكتابة أول مرة واكتشفت هذه الموهبة منذ نعومة أظافري، قصتي مع الكتابة قصة عشق أبدي، علاقة وفاء بالإبداع علاقة التوأم، بل هي روحها وتسري في عروقها كالدم فكتبت أول قصة بداية الثمانينات تلتها كتابات أخرى ودائما في القصة القصيرة وعام 1988 نشرت لي قصة “آخر لحظة” بجريدة النصر ولأني كنت أجالس من عايشوا الثورة وناضلوا من اجل تحرير الوطن كانت بداياتي الإبداعية تتحدث عن الثورة فكتبت سيناريو مسلسل “ اعتراف “ثم كتبت أول مسرحية للكبار بداية التسعينات. بعدها مسرحية للأطفال لازالت أشعر بأنني طفلة تحب النوم وفي حضنها دمية بشعرها ظلت تمشطه لها يوما كاملا.
- عن ماذا تكتبين ومن أين تستلهمين مواضيع نصوصك ؟
رغم أن المستوى الدراسي لم يتعد الثالثة ثانوي، إلا أن وفاء تعتبر نفسها مجموعة أفكار إصلاحية، وهي تكتب عن القضايا الاجتماعية فجلّ كتاباتها هي نقل للواقع بطريقة أدبية وفنية، نعم تستلهم مواضيع نصوصها من الواقع ومن المجتمع أحيانا تنطلق في الكتابة من حادثة، وأحيانا من كلمة أو فكرة أما بخصوص قصص الأطفال ومسرحياتهم فهي تربوية تعليمية هادفة مستمدة من الواقع أيضا في دروس وعبر وترفيهية في آن واحد.
- من شجعك ؟ وما هي العراقيل التي اعترضت طريقك ؟
أقدم كل الشكر والامتنان للذين شجعوني من أهلي وأساتذتي فأمي كانت ولازالت تدفعني لمواصلة الكتابة فأملها في نجاحي لا ينتهي، بعدها صديقتي التي من أهم أحلامها في هذه الحياة أن ترى أعمالي بلغت الهدف وتسعى بقدر المستطاع لدعمي إنها الغالية صبيرة بن الشيخ و زوجة خالي، وبعدهما تشجيع الأستاذ العراقي المخرج السينمائي والشاعر خلدون جاويد فاضل فهو من قال أمام زملائي في القسم وبعد اطلاعه على قصة “بطل سيناء “ بأن القصة جميلة واصلي على هذا المنوال وقبله شجعني أستاذان من فرنسا فرنسيس و فيليب لأني كتبت القصص بالفرنسية وعدت للكتابة بالعربية لما أخبرنا أستاذ العربية بأن من يكتب بالفرنسية من الجزائريين عجزوا في تصنيفه أدبيا ولا أنسى تشجيع الدكتور الشاعر أحمد شنة والدكتور طارق ثابت والأستاذ سليمان قراوي ولا أنسى تشجيع معالي وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي فسيادته أشاد بتميز كتاباتي وقال فيها شهادات اعتز بها.
- وماذا عن مشوارك الأدبي؟
للأسف أن مشواري الأدبي لم يبلغ الهدف أو المبتغى، فرغم الإنتاج الكثيف للقصص والمسرحيات والسيناريوهات، إلا أن كتاباتي تقبع مكانها منذ سنين فهي لم تتجاوز الأوراق التي كتبت عليها. وجدت الدعم والتسهيلات من عائلتي الكريمة، لكن كانت العراقيل من جهة أخرى كبيرة. في التسعينات شاركت بقصة قصيرة في مسابقة نظمتها جمعية أضواء بمدينة بسكرة، لكن تشابه الأسماء بيني وبين قريبتي منع إشعار النجاح من الوصول إلي أغلب عثرات أعمالي أرجعها لسوء الحظ وهناك عراقيل متعمدة من أصحاب القرار كذلك ورغم الصعاب اذكر أن بعض أعمالي خرجت إلى النور ولأن هدفي الأول كان وصول ما أكتب إلى المجتمع فنشرت قصصي في موقع سيدي عيسى، ومنذ 2005 وأنا أسعى لنشر قصص الأطفال لكن لم استطع لظروف مادية، ولأني أيضا ضد فكرة نشر الكاتب على حسابه الخاص يصبح بهذه الطريقة وكل من لديه مال أن يطبع وينشر دون مراعاة جودة المؤلفات، لكن اختيار لجنة مسابقات وانتقاء أصحاب الاختصاص لكتابات ووصفها بالمميزة والفائزة سيجعل من النشر عملية تخدم القارئ وتغذيه بعلم وأفكار نافعة وفي 2008 تواصلت مع دار نشر سوريا لأجل نشر قصة أطفال تلقيت منهم رد ايجابي وأرسلوا لي وقتها رقم الإيداع آنذاك بعدها تملصوا واقترحوا علي المشاركة في مسابقة الرواية، عام 2014 اتفقت مع صاحب دار نشر المؤسسة الصحفية على نشر قصة أطفال “ ثمرة الخير “ وكان كل مرة يتصل بي ويخبرني بأن قصتي تحت الطبع وسأستلمها بعد أسبوع بعد أيام وهكذا مرت الأيام والأشهر والسنوات والقصة لم تطبع، اختارت وزارة الثقافة من مجموعة قصص قصتي أطفال التي كانت تحت الطبع وقصة أخرى موسومة “ بالتعاون “ لتكون في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ، تولت المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية عملية طبع القصة وعلى حساب وزارة الثقافة،، كنت على تواصل مع هذه المؤسسة وكانوا يخبروني بكل خطوات الطبع، وفي الأخير بلغنا أنه تم إلغاء معرض الكتاب من التظاهرة ثم التقليص ولحد الساعة أجهل مصير القصة، وأنتجت تعاونية عرائس دامو مسرحية النملة والصرصور وعرضت مسرحية العرائس هذه في العديد من المدن وفي كثير من المناسبات غير أن ما أعيبه على المنتج هو أنه لم يسلمني حقي المادي كاملا واكتفى بدفع مبلغ رمزي بل زهيد، كذلك قام المخرج اليمني الدكتور عزيز عايض السريحي بإخراج مونولوج “ آه يا زمن “ ومثله الطبيب السوري ريبر حسنو ظننت أن الأبواب فتحت وأنه آن لأعمالي الظهور فأسعدني عامل بالتلفزيون الجزائري الذي كان وأوصلني بمنتج فأعجب المنتج وصديقه المخرج بالسيناريو الذي يحمل عنوان:
« حب في قلعة العنكبوت “، وفي الوقت الذي كان المنتج يبحث عن جهة تساعده في إنتاج هذا المسلسل اتصل بي العامل بالتلفزيون وطلب مني أن لا أسلم السيناريو لهذا المنتج وأسلمه للتلفزيون، وفعلت ذلك وسلمت السيناريو للتلفزيون شهر مارس 2015، وهو في التلفزيون لحد الساعة وبخصوص السيناريو نفسه تواصلت مع مجمع قناة mbc وأرسلت لهم ما طلبوا وكان هذا عام 2017 ولم أتلق أي رد، إذا هي عراقيل غير مباشرة
- بين القصة والنص المسرحي والسيناريو، أين تجد وفاء نفسها؟
إنها السعادة التي لا تضاهى، لما أخلو بأفكاري وقلمي وأبطال قصصي، نعم أشعر بالسعادة لما تهمس بعض الأفكار وتحمل روحي وقلبي في جنح الليل لرسم حروفها على الأوراق، فأنا لا أجد وفاء في أي شيء إلا مع الكتابة ومع هذا فميولي لكتابة المسرح وقصص الأطفال والسيناريو أكثر من كتابة القصة القصيرة.