اندمجت ولاية ورڤلة من خلال مجموعات «ورڤلة تقرأ»، «تڤرت تقرأ» وغيرها التي أنشأها مهتمون بالكتاب محليا في مشروع الجزائر تقرأ، هذا المشروع الذي كان يراد به مصالحة المواطن الجزائري على الكتاب وتشجيع المقروئية والمطالعة، وتبنته في كل ولاية المكتبات الرئيسة للمطالعة وكذا النوادي التي أسسها المثقفون والمجتمع المدني.
على الرغم من أن هذه المجموعات كانت لها بدايات قوية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كما نجحت في تجسيد مشاريع مهمة لصالح مشروع تدعيم المطالعة من خلال مبادرات عديدة حاول أصحاب الفكرة إخراجها إلى الجمهور العام ومن العدم أحيانا من أجل تحقيق الهدف المراد الوصول إليه منها، إلا أن نشاطات هذه المجموعات تصادفت مع عدة عراقيل ويمكن القول أنها خرجت من حدود العالم الإفتراضي لتصطدم بعدة صعوبات على أرض الواقع أبرزها تحدد في بعض العراقيل المتعلقة بإجراءات النشاط واستمراريته فعليا حسبما أكد في حديث لـ»الشعب» بعض أعضاء هذه المجموعات والنوادي.
في هذا الموضوع تقول هاجر بوغرباش وهي عضو مؤسس لنادي «ورڤلة تقرأ» أن نشاط ورقلة تقرأ كان منحصرا في بداياته في مواقع التواصل الاجتماعي، أين تم إنشاء مجموعة على الفيس بوك انضم إليها العديد من الأعضاء أغلبهم كانوا طلبة وبمرور الوقت ارتفع عددهم وكبرت المجموعة بمنشوراتهم المختلفة حول القراءة.
من خلال هذه المساحة، كما أوضحت محدثتنا تم إطلاق العنان للعديد من المبادرات كما نظمت مسابقات في الكتابة والرسم، فضلا عن انضمام المجموعة في تجسيد أفكار أخرى ضمن سياق عام من بينها فكرة مكتبة الشارع التي كانت تضم أعضاء من مختلف الولايات وكان الهدف من إنشاء مكتبة شارع في كل ولاية هوتبادل الأفكار وقد شهدت هذه المبادرة التي جسدت على أرض الواقع بتبرعات من طرف العديد من قراء ورڤلة وأغلبهم طلبة نجاحا كبيرا، حيث تم جمع كتب من المتبرعين ومن المال الخاص لبعض أعضاء النادي كما تم اختيار موقع جد مميز لها وسط عاصمة المدينة ورڤلة وتحديدا بسوق لحجر نظرا لإستراتجية الموقع ورغم كل المشاكل التي صادفت الفكرة إلا أنها تجسدت بمجهود أعضاء «ورڤلة تقرأ».
ورغبة في إيجاد جهة رسمية تتبنى المشروع تم فتح نادي من طرف الأعضاء على مستوى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية «محمد التيجاني» بهدف القيام بأنشطة قراءة وأخرى متنوعة ومن بين الأنشطة التي تم تنظيمها خلال الموسم الماضي بيع الكتب بالتوقيع لكتاب محليين وكتاب من خارج الولاية، بالإضافة إلى ورشات مختلفة كتبادل كتاب ورقي وإلكتروني وورشة رسم على شكل مسابقة ثقافية وغيرها وعلى الرغم من أن هناك بعض الصعوبات التي تواجه استمرارية نشاط «ورڤلة تقرأ» خلال هذا الموسم، إلا أن النادي كما أدت العضو المؤسس فيه هاجر بوغرباش مزال مصرا على تحقيق أهدافه وقد يمضي نحوتجسيد مشروع تأسيس جمعية «ورڤلة تقرأ» للوصول إلى تحقيق طموحات أعضائه والأهداف التي تم تسطيرها وأهمها إنشاء جيل يقرأ لتصبح ورڤلة تقرأ.
أما سلمان بومعزة العضوفي مجموعة «تقرت تقرأ» التي هي عبارة عن نادي تابع لإحدى دور الشباب بمدينة تقرت فيعتبر أن تأسيس هذه المجموعة كان وليد الحاجة إلى إنماء وتكوين وعي ثقافي مجتمعي يرجى منه تطويع مكتسبات وأفكار أفراده من أجل إنماء المجتمع وتوجيهه إلى الاهتمام بالكتاب مطالعة ومناقشة.
الفكرة كما أوضح محدثنا كانت مقتصرة في لقاءات من خلال الواقع الافتراضي ومن ثمة تم تنظيم لقاءات جماعية من أجل مراجعة كتاب تحت اسم «المناقشة الجماعية» والتي تم تجسيدها على أرض الواقع في مبادرة «ملتقى العقول» الذي كان الرهان الأول وهوعبارة عن ملتقى فكري دوري يطرح موضوعا أوكتابا معينا للمناقشة ومن بين الأفكار التي تم إطلاقها أيضا «المخيم اللغوي للطفل» الذي كان في شكل نشاط لغوي مغلق لمدة 3 أيام والذي هدف إلى توجيه اهتمام الطفل باللغات الأجنبية وحثه على معرفة أبجدياتها من خلال ورشات عن المسرح والرسم والموسيقى، هذا فضلا عن نشاط بيع وتبادل الكتب بين القراء الذي كان متداولا بين مختلف النوادي والمجموعات التي أنشئت في هذا الإطار إلا أن «تڤرت تقرأ»، كما ذكر مازالت متمسكة بتطوير نشاط «ملتقى العقول» الذي يعد اللبنة الأساسية لهذا النادي ويرجى من خلاله الحفاظ على استمرارية رابط القارئ المحلي بالكتاب وإنماء حس القدرة على النقد لديه وكذا إيجاد مساحة للنقاش وطرح الأفكار بين مختلف القراء.
بحسب سلمان بومعزة، فإن الصعوبات تبقى متوقعة ومرتبطة أساسا بتطوير حدود نشاط هذه النوادي التي تبقى ملتزمة بالجهة التي تنتمي إليها في حين يهدف نشاطها إلى أبعد من ذلك أحيانا.