اختتمت فعاليات الطبعة الثامنة للصالون الدولي للطاقات المتجددة والطاقات النظيفة والتنمية المستدامة على مستوى مركز المؤتمرات محمد بن احمد بوهران، بعد ثلاثة أيام كاملة من المحاضرات والندوات واللقاءات وعروض خاصة، شاركت فيها أزيد من 80 مؤسسة وطنية ناشطة في هذا المجال وحضور دولي ممثل في 4 بلدان أجنبية.
في جولة استطلاعية قادتها إلى مختلف أجنحة الصالون الذي حظي باهتمام العام والخاص، وقفت «الشعب» على أهم البرامج النموذجية والمشاريع العمومية والخاصة لإنجاح البرنامج الوطني لتنمية الطاقات المتجددة الذي تم اعتماده خلال مجلس الوزراء المنعقد في ماي 2015 حيث أمر رئيس الجمهورية آنذاك بجعله أولوية وطنية وتحيينه ليتماشى مع السياسة الطاقوية الجديدة للبلد، بعد أن تمت المصادقة عليه سنة 2011.
بولخراص: مساع لإنتاج 22 ألف ميغواط من الطاقة المتجددة
في مشاركتها الرابعة بصالون وهران للطاقات المتجددة والطاقات النظيفة والتنمية المستدامة، تؤكّد من جديد شركة الكهرباء والطاقات المتجددة، الرائدة في هذا المجال بالجزائر مساعيها الجادّة لبناء قاعدة صلبة بمرافقة ومشاركة كل الفاعلين في البرنامج الوطني لتنمية الطاقات المتجددة الذي يحظى برعاية كبيرة من فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
هذا ما أكّده الرئيس المدير العام لشركة الكهرباء والطاقات المتجددة لـ«الشعب»، موضّحا أن الهدف الذي تم تسطيره السنة الماضية لإنتاج 22 ألف ميغاواط في آفاق 2030، يسهم في تحقيق مزج طاقوي في الحصيلة الوطنية الطاقوية لإنتاج الكهرباء التي تعتمد في أغلبها على الغاز الطبيعي، معبرا في الوقت نفسه عن طموحاتهم لتحقيق رقم مزج يتماشى مع المعدلات العامية التي بلغتها الدول المتطورة في هذا الميدان.
بحسب بولخراص شاهر فإنّه «إذا تم تنفيذ هذا البرنامج بالكامل سيسمح بمزج طاقوي بنسبة 27 بالمائة عن طريق تحويل الطاقة الشمسية إلى كهربائية ويعتمد هذا التحويل على آلية التحويل الكهروضوئية»، مبيّنا أن برنامج الطاقات المتجددة جاء ليكون «مكملا» للطاقة الكلاسيكية التي يعرف الطلب عليها ارتفاعا متزايدا من سنة لأخرى.
أشار في هذا الإطار إلى المشاريع الكبيرة لمجمع سونلغاز في هذا الميدان، وعلى رأسها حوالي 12 محطة في طور الانجاز ومولدات شبكة نقل واستثمارات هامة في مجال التوزيع قامت بها الشركة في السنوات الماضية وبالتوازي مع مخطط تطوير الاستثمارات في الطاقات المتجددة، استجابةً للطلب المتزايد على الكهرباء والمساهمة الفاعلة في المجهودات المبذولة من أجل إيجاد حلول للمخاطر التي تهدد البيئة في العالم.
تشرف حاليا شركة الكهرباء والطاقات المتجددة على تسيير 24 محطة بسعة 350 ميغاواط، مكنتها من احتلال الرتبة الثانية إفريقيا بعد جنوب إفريقيا، فيما تتواجد خاصة في الهضاب العليا بحوالي 13 محطة وعلى مستوى الجنوب الجزائري بتيميمون وعين صالح وكبرتان وببلدية تسابيت وزاوية كنتة في ولاية أدرار وبعض المناطق بتمنراست، إضافة إلى 3 محطات أخرى على مستوى الشبكات المعزولة بجانيت وتندوف وتمنراست بسعة 350 ميغاواط، وكذا محطة عبر الرياح في منطقة أدرار بقوّة 10.2 ميغاواط دخلت الخدمة في 2014.
14 محطة تجريبية نموذجية لاستغلال طاقة الرياح
في سؤال لـ «الشعب» عن طاقة الرياح التي تعتبر من أنواع الطاقة الكهروميكانيكية المستخرجة من الطاقة الحركية للرياح بواسطة استخدام عنفات الرياح «توربينات» لإنتاج الطاقة الكهربائية، قال: فضلنا أن نسير في مرحلة تجريبية، نظرا لخصوصيتها بالمقارنة مع الاستثمارات عبر الصفائح الشمسية «فتو فولتاييك»، مشيرا في الوقت ذاته إلى عديد الاتفاقيات التي تم إبرامها مع الجامعات ومراكز البحث والتطوير والفاعلين في هذا الميدان.
كما أوضح بأن هذا النوع من الطاقات يتطلب دراسات معمّقة تشمل المناخ والإمكانيات المتاحة لطاقة الرياح التي تبدو، بحسبه محدودة مقارنة بالطاقة الشمسية، ماجعلهم يقومون بدراسات ساتيليتية، تم على إثرها إنتاج حوالي 14 محطة أرضية تجريبية عبر الولايات المعروفة بالرياح.
أوضح بأنّ النتائج ستظهر بعد سنتين، لكن هذا لم يمنعهم من تبني مشروع تجريبي بمنطقة كبريتان على بعد 80 كلم من أدرار، حيث تم إنجاز 12 هوائية بسعة 10.2 ميغاواط و850 كيلوواط لكل واحدة، وهي تشتغل منذ 2014 بدون أية مشاكل، فيما يكمن الهدف الرئيسي، بحسبه في «التأقلم مع التكنولوجيا».
تنفيذ أكثر من 40 دراسة وربط 12 تجمعا للبدو الرحّل بالتيار المتوتر
تمكّن مركز البحث وتطوير الكهرباء والغاز التابع لمجمع سونلغاز من إنشاء 12 مخبرا وتنفيذ أكثر من 40 دراسة في مجال الكهرباء والغاز وعديد التجارب في الميدان، حسبما علم أمس لدى صالحي وسيلة، المديرة العامة لهذا المركز.
ساهمت التجارب الميدانية التي قام بها مركز البحث وتطوير الكهرباء والغاز على مستوى تجمعات البدو الرحل بأقصى الجنوب الجزائري في عام 1990 في استقرارهم وتوطينهم وتحسين نسبة مواضبتهم، بعدما تمّ إيصالهم بالكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية.
يتعلق هذا المشروع الذي تم تنفيذه لوزارة الطاقة بإنجاز 18 قرية كانت معزولة تماما عن الشبكة الكهربائية بولايات إليزي، تمنراست، تندوق وجانيت بأقصى الجنوب الجزائري ولا وجود لها في الخريطة، بحسب ما أوضحته صالحي، معتبرة « أنها التجربة الأولى من نوعها على المستوى العالمي لإنتاج الكهرباء بالتيار المتوتّر، وذلك حتى يكون للمواطن نفس الحظ مع إخوانه في الشمال ولا يكون مجبرا على استخدام أجهزة أو منتوجات كهربائية خاصة».
بحسب توضيحات المكلفة بالإعلام، السيدة فرحات فريدة، فتكمن المهمة الرئيسة لهذه المؤسسة في إجراء التحاليل والتجارب في جميع الميدان المتعلقة بالكهرباء والغاز وتطوير الدراسات الخاصة بالطاقات المتجدّدة من حيث الإنتاج وحماية البيئة، ويحتوي حاليا على 80 باحثا و115 عاملا و12 مخبرا في ميادين الطاقات المتجددة والتجارب الميكانيكية وعلم القياس أو المترولوجيا.
أنشئ مركز البحث وتطوير الكهرباء والغاز، وهو فرع تابع لمجمع سونلغاز كمركز في سنة 2005 بأولاد فايت بالجزائر العاصمة، وكان سابقا عبارة عن مديرية البحث والتطوير لسونلغاز قبل تحويل الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز إلى مجمع صناعي في جانفي 2004.
اختراع محفظة تعمل بالأشعة الشمسية لشحن الأجهزة الإلكترونية
من بين الباحثين الشبان عباسة عبد الرحيم، مهندس في فرع الطاقات المتجددة، تمكّن خلال 2016-2017 من إنجاز حقيبة ظهر تعمل بالأشعة الشمسية، تم عرضها بالصالون الدولي للطاقات المتجددة والطاقات النظيفة والتنمية المستدامة في طبعته الثامنة بوهران.
بحسب توضيحات صاحب الاختراع، فإنّ هذه المحفظة، تم تزويدها بالصفائح الشمسية «فوتو فولتاييك» وجهاز الكتروني مزوّد ببطارية شحن تخزّن الطاقة الشمسية لتستعمل في شحن كل الأجهزة الالكترونية التي تسير بجهاز أي أس بي usb بتيار مستمر 5 فولت خارج المنزل ودون الحاجة لوجود مصدر للكهرباء على غرار الهواتف النقالة والألواح.
«أوراس سولار» تواصل ربط المدارس والمساجد بالطاقة الشمسية
كما بدأت الشركة المختلطة الجزائرية الفرنسية «أوراس سولار» تفعيل الاتفاقية التي تم إبرامها مع الاتحاد الأوروبي والبلديات في إطار مشروع ربط المدارس والمساجد بالطاقة الشمسية، بحسب ما أكده المدير العام للشركة حسين نواصر.
المشروع الذي أسند لمؤسسة «أوراس سولار» مدعم من الإتحاد الأوربي بـ 70 بالمائة والبلديات بـ 30 بالمائة، وسيتم التركيز في المرحلة الأولى على سيدي بلعباس وباتنة وبومرداس كولايات نموذجية قبل تعميم التجربة على كامل التراب الوطني.
بحسب التوضيحات المقدّمة لـ «الشعب» فقد تم ربط مدرسة الأمير عبد القادر بولاية باتنة بهذا النوع من الطاقات المتجدّدة وتجري العملية على قدم وساق لتجهيز جميع المدارس والمساجد المبرمجة بالألواح الشمسية، مع العلم أن المدرسة الواحدة تكلف 100 مليون سنتيم. كما تجدر الإشارة إلى أن المطار الدولي أحمد بن بلة بوهران مزود بألواح الطاقة الشمسية « التابعة لأوراس سولار» بقدرة 1 ميغاواط، فيما بلغت تكلفة أشغال تركيب هذا النظام 8 ملايير دج.
إنتاج 3 آلاف صفيحة شمسية في ظرف 6 أشهر
أنتجت الشركة المختلطة الجزائرية الفرنسية «أوراس سولار» لتصنيع الألواح الشمسية الكهروضوئية أكثر من 3 آلاف صفيحة شمسية في مدّة لا تتعدى الـ 6 أشهر، بحسب ما أكده، نفس المصدر. كما أكد المدير أن هذا المصنع الذي تم تدشينه في 24 أفريل المنصرم بعين ياقوت، سينتج صفائح شمسية من الجيل الأخير بقدرة سنوية 30.000 ميغاواط من الألواح الشمسية باستخدام أحدث التكنولوجيات وسيكون بذلك الأول من نوعه في إفريقيا، مشيرا إلى أنّ منتجات شركته خاضعة لمعايير تقييس «توف» وهي هيئة ألمانية تعمل في مجال المصادقة على المنتجات المتعلقة بالمنشآت الطاقوية من أجل حماية البيئة وصحة الإنسان.
كما تجدر الإشارة إلى أن شركة «أوراس سولار» مملوكة من مؤسسة خاصة جزائرية ومجمع «فانسن اندوستري» طبقا لقاعدة 51/49 حول الاستثمار الأجنبي حيث تقدر القيمة الإجمالية لهذا الاستثمار بحوالي 10 ملايين أورو.
نفطال..جهود متواصلة لإنتاج مليون طن من سيرغاز سنويا
تمكنت الشركة العمومية الجزائرية نفطال، خلال السنة الجارية 2017 من إنشاء 100 محطة «سيرغاز»، ليرتفع بذلك عدد المحطات التي تسوّق هذا النوع من الوقود إلى 600 محطة عبر القطر الوطني، وسط توقعات لبلوغ 1000 محطة في آفاق 2022.
أرجع مصطفى نوري، مدير نشاطات سيرغاز لدى شركة نفطال ذلك إلى مجهودات الشركة المتواصلة والمكثّف على المستوى اللوجيستيكي، أمام الطلب المتزايد على وقود(سيرغاز)، مبيّنا أن نفطال قامت بتطوير هذا الوقود منذ الثمانينيات، ولكن اللجوء إليه لم يكن كبيرا بسبب تقارب سعر البنزين والمازوت مع سعر السيرغاز الذي يشهد أعلى طلب عليه منذ سنة 2016، بسبب الزيادة المطبقة على الأنواع الأخرى، ناهيك عن خاصياته الكيميائية الآمنة والنظيفة. في هذا الصدد، تسعى نفطال أيضا ضمن أهدافها المسطرة إلى بلوغ مليون طن من وقود «سير غاز» في أفق الفترة 2025 و2030، فيما يتراوح الإنتاج حاليا ما بين 330 ألف و340 ألف طن سنويا.
هذا ما يؤدي، بحسب مصدر «الشعب» إلى محور آخر ضمن إستراتيجية نفطال الرامية إلى تحويل 30 ألف سيارة من البنزين إلى السير غاز في سنة 2020، فيما تطمح إلى بلوغ 18 ألف سيارة محوّلة في نهاية 2017، بعدما كانت تتراوح ما بين 2000 إلى 5000 سيارة في أحسن سنواتها.
خلص إلى أن خطة نفطال في هذا المجال تعتمد على محورين، الأول يكمن في الإكثار من محطات البنزين والثاني في تطوير إمكانيات التحويل، حتى تصل إلى الهدف المنشود المتمثل في إنتاج مليون طن من سير غاز المسوق سنويا وبلوغ مليون سيارة تسير به سنويا.
يتوقف تحقيق هذا الهدف، بقدر كبير، على تطوير الإمكانيات اللوجيستيكية، يضيف محدّثنا مؤكدا أن الشركة بعدما كانت تمتلك نحو 27 مركز تحويل تسعى حاليا لبلوغ 45 مركز تحويل في نهاية 2017، بهدف مواكبة المجهود الوطني والمساهمة الفاعلة للمتعاملين الخواص، فيما تحصي الجزائر حاليا حوالي 100 مركز تحويل.
مؤسسة التنقيب «اينافور» تطمح لرفع حصتها في السوق
أعلن بن يسعد رشيد، مدير الأمن والجودة والصحة بالمؤسسة الوطنية للتنقيب «اينافور» enafor عن عزم مؤسسته لرفع حصصها في السوق المحلي، فيما تنفّذ حاليا ما معدله 120 عمليّة سنويا بين التنقيب الاستكشافي والتنقيب التطويري وصيانة الآبار.
بخصوص وسائل الإنتاج، أوضح بن يسعد لـ «الشعب» على هامش فعاليات الصالون الدولي للطاقات المتجددة والطاقات النظيفة والتنمية المستدامة في طبعته الثامنة بوهران أن العدد الإجمالي لحظيرة أجهزة التنقيب لمؤسسة «اينافور» يناهز حاليا 52 حفارة، من بينها 49 حفارة في طور الاستغلال، وهو ما تمثل 31 بالمائة من السوق الوطنية.
أكبر حفارة على المستوى الوطني بطاقة 3.000 حصان
تدعّمت الشركة بأكبر حفارة على المستوى الوطني بطاقة 3.000 حصان، بدأ تشغيلها في مارس 2017 وتعد من أقوى المعدات الأرضية للتنقيب عن البترول والغاز في عمق 10.000 متر والحفر في درجة حرارة عالية وفي الضغط الكبير، كما أشير إليه.
من جهة أخرى، أكد نفس المسؤول بأن برنامج الاستخلاف الوظيفي وتكوين العمال يعد «أكثر من ضروري» لمرافقة التطور التكنولوجي، مشيرا في هذا الإطار إلى المدرسة التطبيقية للتنقيب التي أنشأتها المؤسسة بطاقة قدرها 4 قاعات بسعة 20 مقعدا بيداغوجيا بكل قاعة. تتوفر هذه المدرسة على حفارة بكافة معداتها بهدف تكوين العمال في الظروف الواقعية للممارسة وعلى عدة مستويات من الخبرة، فيما تكون سنويا حوالي 300 مهندس في التنقيب والصيانة البترولية والميكانيك والكهرباء ومختلف التكوينات التي تعد فرعا لمجمع سوناطراك.
في سؤال لـ «الشعب» حول المواد الكيميائية والمياه المستعملة في الحفر ومصيرها، قال محدّثنا أنها تخزن وتؤخذ في صهاريج لتعالج في مؤسسات معينة، مشيرا إلى أنّ المؤسسة قامت باستحداث منصب مكلف بالبيئة التي تعتبر من أولويات سياسة المؤسسة «إينافور» والتي أنشئت في 1966، وفق ثلاثة محاور كبرى، حدّدها نفس المصدر في الجودة والصحة والمحافظة على البيئة، ويقصد بها الأمن وسلامة الموظفين وحماية وتأمين المنشآت والمحافظة وعدم المساس بالبيئة والمحيط.