توقّع إنتاج 12 مليون قنطار عـبر 6 ولايات

الطماطم الصّناعية.. قصّة نجاح جزائرية

ربورتاج: خالد العيفة

بــلـديــة ابـن عزوز بـسكـيـكـدة رائـدة وطـنـيـا بمــسـاحـة مـزروعـة قـدرهـا 4 آلاف هكـتـار

تتوقّع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بلوغ إنتاج الطماطم الصناعية لهذا الموسم إلى مستوى 12 مليون قنطار، مع إعطاء إشارة انطلاق لحملة جني الطماطم الصناعية لسنة 2024، والتي تشمل 6 ولايات في شمال البلاد، خلال زيارته لوحدة تحويل الطماطم الصناعية “مصبرات بوكرعين” ذات قدرة تحويل 2300 طن يوميا، تسجيل ارتفاع في الإنتاج خلال هذا الموسم بالنظر إلى توسيع المساحات المغروسة، حيث وصلت إلى 28 ألف هكتار مقابل 22 ألف هكتار سنة 2023 بمعدل مردود قدر بـ 800 قنطار في الهكتار.

 تعتبر سكيكدة من الولايات الرائدة في شعبة الطماطم الصناعية، بمساحة تزيد عن 7 آلاف هكتار، مخصّصة لهذه الشعبة التي تضمّ 2138 فلاّح منخرط في هذا البرنامج، كما يتواجد بها 03 وحدات تحويلية، بإمكانهم تخفيف الضغط، ومن ثمّة إعطاء نفس جديد للشعبة بالخصوص القضاء على طوابير الانتظار أمام وحدات التحويل.
تتوقّع المصالح الفلاحية بولاية سكيكدة خلال الموسم الفلاحي الحالي، جني ما يقارب 06 ملايين قنطار من الطماطم الصناعية، بمردود 800 قنطار في الهكتار الواحد، وعلى مساحة مغروسة تقدّر بـ 7500هكتار، حيث تحتل سكيكدة المركز الاول وطنيا اذ تساهم بـ 50 % من الانتاج الوطني للطماطم الصناعية.
ويأتي هذا الإنتاج بالرغم من التقلّص النسبي الذي عرفته المساحة المزروعة، والذي نزل من 8000 هكتار، خلال السنوات الماضية، إلى 7500 هكتار السنة الحالية، وذلك بسبب لجوء بعض المنتجين إلى التنويع في الزراعة من خلال تهوية الأرض، وتركها ترتاح حتى تضمن في السنة الموالية إنتاجا نوعيا من الطماطم الصناعية.
وتعود وفرة المنتوج أيضا إلى الظروف المناخية المواتية التي تتميز بها المنطقة، لاسيما نوعية التربة، والاستعمال الجيد للشتلات وتوفر الماء، حسب ذات المصالح.
وتبقى بلدية ابن عزوز الرائدة وطنيا في إنتاج الطماطم، حيث تقدّر المساحة المزروعة بها بـ 4 آلاف هكتار، تليها بلديات بكوش لخضر عزابة وجندل، موازاة مع 15 بلدية أخرى تقع معظمها بالجهة الشرقية والجنوبية من الولاية المشهورة بزراعة الطماطم الصناعية.
في هذا الشأن، اعتبرت مصالح مديرية الفلاحة، أن النتائج الجيدة التي حقّقتها هذه الشعبة، يعود بالأساس إلى الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة للمنتجين، والحملات التحسيسية التي أشرف عليها المعهد الوطني لحماية النباتات ضد الأمراض الفطرية، خاصة مرض “المليديو” في وسط المنتجين، ناهيك عن الظروف المناخية المواتية التي تتميز بها المنطقة، لاسيما نوعية التربة، والاستعمال الجيد للشتلات، وتوفر الماء.
وتقدّر المساحة الفلاحية ببلدية بن عزوز المعروفة بطابعها الفلاحي أزيد من 26 ألف هكتار، منها قرابة 5 آلاف هكتار مخصّصة للطماطم الصناعية، والتي أهّلت المنطقة لتكون الأولى على المستوى الوطني في إنتاج هذه المادة الاستراتيجية، ويبلغ عدد فلاحي المنطقة 1.200 فلاح موزعين عبر 1.500 مستثمرة.

قدرات عـالـــيـة

 ورافق التطور الذي تشهده شعبة الطماطم الصناعية وارتفاع الإنتاج وتزايد انخراط الفلاحين فيها، تزايد وحدات التحويل من أجل مواكبة التزايد المسجل في الإنتاج، حيث تتوفر الولاية على 3 وحدات بقدرة تصل إلى أكثر من 08 آلاف طن يوميا.
واعتبرت مصالح الفلاحة لسكيكدة، أن هذه الوحدات كافية مقارنة بالإنتاج، خاصة وأن هناك وحدة في بلدية بن عزوز بصدد إنجاز توسعة لتبلغ طاقتها حدود 1500 طن في اليوم، وهناك مساع من أصحاب الوحدات للاتفاق والتعاقد مع الفلاحين لزيادة المساحة المغروسة وفق أسعار ترضي الطرفين، بينما تقدم الدولة دعما للمنتجين بـ 1.54 دج، في وقت تتواصل عملية الجني حسب المتحدث في ظروف ملائمة مثل ما هو الحال بالنسبة لشحن الطماطم إلى المصانع التي تستقبل يوميا آلاف القناطير.
وكشف مدير المصالح الفلاحية لولاية سكيكدة حمزاوي الربيع، أنّ مردود الطماطم الصناعية للموسم الحالي جد مرتفع، بفضل الظروف الطبيعية المناسبة، ويستمر استقبال وتحويل الطماطم الصناعية، بفضل تضافر جهود مديرية المصالح الفلاحية لولاية سكيكدة، والغرفة الفلاحية، ومحولي الطماطم الصناعية في الولاية.
وأشار مدير المصالح الفلاحية إلى أن وفرة المنتوج هذه السنة تعود للظروف المناخية الملائمة، وانعدام الأمراض الفطرية، التي تؤثر على المردود، وأضاف ذات المسؤول أن سير حملة جني وتحويل الطماطم جيد، لاسيما وأن وحدات التحويل تعمل بكل طاقاتها الإنتاجية.
وقدّرت المصالح الفلاحية ارتفاع مردود الطماطم الصناعية لتحويل الطماطم الصناعية بسعة تحويل وقدرات عالية جدا، وهي وحدة بن عمر التي تقع في منطقة بومعيزة بلدية بن عزوز وبسعة 4500 طن/يوميا، وحدة بوكرعين بلدية بكوش لخضر بسعة 2200 طن/يوميا، وحدة ازدهار المتواجدة في منطقة عين نشمة بلدية بن عزوز بسعة 1400 طن في اليوم.

إشـارة الانــطلاق

 وقد أشرف يوسف شرفة وزير الفلاحة والتنمية الريفية، على إعطاء إشارة انطلاق حملة جني الطماطم الصناعية من وحدة تحويل الطماطم بوكرعين ببلدية بكوش لخضر، بعد أن اطلع على القدرات التحويلية التي تحققها هذه الوحدة والمقدرة بـ 2200 طن في اليوم، حيث أكد الوزير على عزم الدولة على مواصلة دعمها ومرافقتها لمجالات الاستثمار الفلاحي لا سيما ما تعلق بالصناعة التحويلية قصد بلوغ الأهداف المرجوة بعيدا عن الاستيراد.
وكان وزير الفلاحة والتنمية الريفية قد تفقّد وحدة لتحويل الطماطم الصناعية تم إنجازها في إطار الاستثمار الخاص، وتعد من بين 3 وحدات تحصيها الولاية والتي دخلت حيز الاستغلال سنة 2016، كما طاف بمعرض خاص بالمنتجات الفلاحية التي تزخر بها الولاية على مستوى الوحدة.
وأشار وزير الفلاحة، إلى أن الزيادة المستمرة في الإنتاج تستدعي توسيع قدرات التحويل، ممّا سيعزز فرص التصدير بعد ما تم تحقيق اكتفاء ذاتي من هذه المادة وطنيا.

06 محـيـطـات امـتــيـاز بمسـاحـة 10685 هكتـار

 وتراهن شعبة الطماطم الصناعية بالولاية على محيطين كبيرين هما محيط سهل الصفصاف المسقي ومحيط سهل زيت العنبة، لكونهما من بين أهم وأكبر المحيطات المسقية على المستوى الوطني، ففيما يخصّ المحيط المسقي لسهل الصفصاف الذي يوجد على امتداد سهلي وادي الصفصاف وامجاز الدشيش، أي على مساحة اجمالية للمشروع تقدر بـ 5496 هكتار.
وتتوفّر سكيكدة على عديد المقوّمات والخصائص الطبيعية جعلتها تحقق نتائج إيجابية مشرّفة ومشجّعة في إنتاج مختلف الشعب الفلاحية، لا سيما أنها تزخر بمساحة فلاحية تقدر بـ 193197 هكتار، أي ما نسبته 47 % من إجمالي مساحتها، فيما قدّرت المساحة الصالحة للزراعة 131879 هكتار، 24637 هكتار منها مساحة مسقية، ناهيك عن الإرادة التي أثبتت نجاحها في تكريس مسعى الدولة، الرامي إلى النهوض بقطاع الفلاحة والرقي به، وجعله بديلا عن الثروة الطاقوية ومنه المساهمة في تقوية وتعزيز الاقتصاد الوطني.
وقدرة استيعاب سد زيت العنبة بـ 116 مليون متر مكعب، يمون بلديات عزابة وجندل وعين شرشار والسبت بالماء الشروب، بالإضافة إلى استغلاله لسقي مساحات زراعية.

تــوقّع إنتاج 05 مـليون قنطار بـالـطــارف

 تجاوزت المساحة المغروسة خلال الموسم الفلاحي الجاري بولاية الطارف،5000 هكتار حسب المصالح الفلاحية، وهي نفس المساحة تقريبا التي تم غرسها السنة الماضية، وتتوقع هذه الأخيرة انتاج ما يزيد عن 4.5 مليون قنطار من الطماطم الصناعية.
وتعمل مديرية المصالح الفلاحية بالطارف على توسيع مساحة زراعة الطماطم الصناعية سنويا، وبالموازاة تكوين الفلاحين واطلاعهم على آخر التطورات التقنية في مجال الزراعة والسقي والمعالجة الوقائية، وذلك لتطوير الصناعة التحويلية للطماطم.
ولترقية وتطوير هذه الشعبة بالولاية، وضعت مديرية القطاع مخطط عمل خاصا يهدف إلى مكافحة الأمراض والآفات الزراعية، وتنصيب لجنة ولائية متكونة من فلاحين وشركاء من عديد القطاعات، إضافة إلى إطارات بمعاهد فلاحية متخصصة لمتابعة الصحة النباتية لهذا المحصول إضافة إلى القيام بخرجات ميدانية تحسيسية إلى المستثمرات الفلاحية لاسيما تلك المتواجدة بسهل الجهة الغربية للولاية، تمّ خلالها تقديم شروحات حول كيفية التعامل مع الأمراض والآفات الزراعية التي يحتمل أن تصيب نبات الطماطم الصناعية.
وتحظى شعبة الطماطم الصناعية بالطارف بدعم السلطات الولائية من خلال المرافقة الميدانية للفلاحين والمنتجين الناشطين في مجال تحويل الطماطم الصناعية، إضافة إلى تخصيص حصص معتبرة من المياه للسقي الفلاحي ومنح رخص حفر الآبار.

2 مليـون و456 ألف قـنطار بـــقالمـة

تتوقع مصالح الفلاحة لولاية قالمة، إنتاج 2 مليون و456 ألف قنطار من الطماطم الصناعية خلال الموسم الفلاحي الحالي، على أساس المعطيات التقنية والمعاينات الميدانية للمساحات الفلاحية المغروسة بالطماطم الصناعية، حيث تم غرس مساحة تقدر بـ 3049 هكتار، بمردود 800 قنطار للهكتار الواحد، وفي بعض البلديات فاق 1400 قنطار في الهكتار، وهو مردود لم تشهده الولاية منذ سنوات طويلة، لاسيما وأن الظروف المناخية التي شهدتها الولاية خلال الموسم الفلاحي الجاري كانت مساعدة ومشجعة للفلاحين للعودة إلى ممارسة نشاطهم في إنتاج الطماطم الصناعية بعد تخلي البعض عن ممارسة هذا النشاط في الموسم الفلاحي الماضي، للظروف الطبيعية وبسبب انعدام مياه السقي.
وتتمثل أهم المؤشرات الإيجابية لشعبة الطماطم الصناعية خلال الموسم الجاري، حسب ذات المصالح، في تجهيز أغلب المساحات بأنظمة مقتصدة للمياه، حيث أن ما مساحته 3049 هكتار من المساحة الكلية المغروسة بالطماطم الصناعية تعتمد على نظام السقي بالتقطير مقابل 14 هكتارا فقط تعتمد على الري بالرش.
وعرفت عملية جني المحصول انطلاقة جيدة، الامر الذي يبشر بموسم ممتاز، لتوفر الظروف المناخية الملائمة، وعملية السقي انطلاقا من سد “بوهمدان” الممول الرئسي للمحاصيل الزراعية، حيث تم ضخ كميات مخصصة تقدر بـ 6 ملايين متر مكعب، لسقي الطماطم الصناعية بصورة كافية، على امتداد محيط السقي قالمة بوشقوف، بعدما تقدمت السلطات المحلية في قالمة بطلب إلى وزير الموارد المائية من أجل منح حصة إضافية تقدر بـ 4 ملايين متر مكعب، ليصبح إجمالي كمية المياه الممنوحة 10 ملايين متر مكعب.
وتتوفّر ولاية قالمة على 5 وحدات تحويل تتوزع على بلديات بوعاتي محمود والفجوج وبلخير وبومهرة أحمد وعين بن بيضاء، لاستقبال المنتوج بكل أريحية.

تخصيص أكثر مـن 2500 هـكتـار بــعنابـة

سعت المصالح الفلاحية لولاية عنابة إلى غرس أكثر من 2500 هكتار من الطماطم الصناعية، بسبب توفر الظروف المناسبة لزراعة الطماطم الصناعية، حيث نجحت هذه الاخيرة في مرافقة شركاء هذه الشعبة، وتدعيمهم بالأسمدة والبذور الموجهة لغرس المستثمرات الموزعة بالشرقة الحجار، عين الباردة، العلمة وضواحي البوني.
كما أنّ القرض الرفيق كان له الفضل الكبير في مساعدة كل الفلاحين، والسعي إلى فتح أبواب الشراكة مع أصحاب المستثمرات الفلاحية العاجزة عن تغطيه مصاريف زراعة الطماطم عن طريق عقود شراكة موسمية تحمل اسم صاحب الأرض والمستثمر، الذي من حقه أن يتلقى أرباحا أو ثمن بيع طماطم باسمه الخاص، بالإضافة إلى حرص المصالح الفلاحية على توسيع المساحات المغروسة بعد تراجعها خلال السنوات الماضية، بعد أن كانت ولاية عنابة من الولايات الرائدة في إنتاج الطماطم الصناعية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024