في شهر المغفرة والرحمة تكثر الدعوات إلى التوبة النصوح، حيث تساعد روحانية الشهر الفضيل كل العصاة على التخلص من ذنوبهم وآثامهم، فهم في رحاب شهر عظيم وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار»، ولذلك ينبغي على المسلم أن يستغل أجواء رمضان الروحانية وبركاته الإلهية ليتوب توبة نصوحاً، ويتخلص من كل ذنوبه وآثامه ليبدأ صفحة جديدة بعد رمضان، والتوبة هنا لا ينبغي أن تكون توبة شكلية، فينطق بها اللسان والقلب متعلق بالمعاصي والذنوب.. بل ينبغي أن تكون توبة صادقة خالصة لوجه الله عز وجل.
على المسلم أن يثق دائماً في أن رحمة الله تحيط به في كل وقت، وأبواب الأمل مفتوحة أمامه في كل أيام وشهور السنة، ولا بأس أن يكون له في شهر رمضان توبة صادقة، وسيجد المسلم الاستجابة التي يتطلع إليها فالله سبحانه في رمضان قريب من عباده بفضل ما في هذا الشهر الفضيل من عبادات وطاعات لا تتوافر للمسلم في غيره من شهور السنة، وبفضل ما خص الله به هذا الشهر من مكانة فهو أعظم شهور السنة عند الله، وفيه أعظم ليلة وهي ليلة القدر التي نزل فيها القرآن هادياً للبشرية كلها، ولذلك بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن صيام هذا الشهر يوصل إلى رحمته سبحانه ومغفرته فقال في الحديث الصحيح: «إن الله تبارك وتعالى فرض صيام رمضان عليكم، وسننت لكم قيامه - أي صلاة التراويح - فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا - أي قاصدا بصيامه وجه الله تعالى - غفر له ما تقدم من ذنبه»، هذه النصوص تؤكد أن الصوم المقبول الذي يستهدف صاحبه عفو الله ورحمته يخلص الإنسان من ذنوبه وآثامه.