الفطرة الإنسانية دائماً تبحث عما يتواءم معها.. تبحث عن التوحيد الخالص، والمنهج الأخلاقي الراقي.. والفطرة الإنسانية تبحث عما يناسبها.. وهو الإسلام.
فالتوحيد والأخلاق الإسلامية عاملان لهداية البشر وإقبال الغرب على الإسلام. مريتا السويسرية (23 سنة) أحد هؤلاء.. بحثت عن شيء يتناسب مع فطرتها.. حاولت كثيراً واهتدت للإسلام بمحض إرادتها.
وعن بداية معرفتها بالإسلام قالت: كانت بدايتي مع الدين الإسلامي أثناء دراستي في سويسرا.. عندما كنا ندرس في المدرسة الديانات الأخرى غير المسيحية.. كمادة عن الآثار الإنسانية.. والحقيقة كانت معلومات هامشية لا تفيد، ولا تعطي فكرة كاملة عن الإسلام.. وغالباً كان التناول بالهجوم على هذا الدين العظيم، ولذلك كانت النغمة السائدة عند المدرس والطالب هي الهجوم على هذا الدين.. والغريب أنها اللغة السائدة.. الهجوم على الإسلام لا لشيء إلا لمجرد الهجوم.. هذا التطاول على الإسلام جعلني أفكر في هذا الدين.. لماذا يهاجم بهذه الشراسة؟ وما الذي يفعله لنناصبه هذا العداء المرير؟ المهم كنت أبحث عن بعض الكتب الصغيرة التي تتحدث عن الإسلام بتفصيل أكثر حتى أستطيع أن أرد على من يهاجمه.
وعن سبب تعاطفها مع الإسلام تقول في الحقيقة كانت هناك عدة عوامل، أهمها: شيء داخلي داخل نفسي أن أدافع عن هذا الدين، ثانياً أن هناك هجوماً شرساً وحكماً شديداً عليه دون وجود من يدافع عنه، والأمر الثالث أننا جميعاً ندين بالمسيحية ديناً فقط دون الالتزام بأي شيء فيها، حتى الذهاب للكنيسة أمر سنوي للجميع.. كانت هذه العوامل هي التي تدفعني إلى الدفاع عن هذا الدين على رغم كوني غير مسلمة.
وعن نظرة الناس هناك لدينهم المسيحي الناس هناك مسيحيون اسماً فقط.. لا يلتزمون بأي شيء فيها.. حتى الذهاب إلى الكنيسة منعدم جداً.. فالمسيحية عندهم شعائر يعلنونها فقط، وحتى المتمسك بدينه هناك على خلاف مع الآخرين، فهم مذاهب متعددة.. يعبدون الله حسب المذهب لا حسب الدين.
وعن نظرتها للإسلام، بعد أن أصبحتِ أحد أتباعه ما قلته عن المسيحية سلفاً كان هو المنطلق لاعتناقي الإسلام.. فمن خلال القراءة والحوارات مع بعض المسلمين أدركت أو بمعنى أدق حصلت على يقيني.. حصلت على الدين الذي يدعو للتوحيد الصحيح، التوحيد الخالص، الرب واحد في الإسلام، هو رب العالمين، خالق البشر أجمعين، القادر على كل شيء، المهيمن على كافة الأمور، وهو الأحق وحده بالعبودية، والرسول محمد (صلي الله عليه وسلم) هو بشر، ورسول من قِبل الله سبحانه وتعالى وليس إلهاً.. وهذا هو الأقرب إلى الفطرة الإنسانية.. أضف إلى ذلك منهج الأخلاق في الإسلام.. في الحقيقة هذا المنهج فريد من نوعه.. راقٍ إلى أقصى درجة.. فالإسلام يدعو إلى التسامح الحق ومع الجميع، التسامح داخل الأسرة الصغيرة.. التسامح داخل المجتمع المسلم.. التسامح بين المجتمع المسلم وغير المسلم.. الصدق في القول والعمل.. الصدق مع النفس، مع الأهل، مع المجتمع، مع غير المسلمين.. وأجمل ما في الموضوع أن الأخلاق الإسلامية لم تكن منهجاً أقره الإسلام لمن شاء أن يعمل به، ومن شاء تركه أبداً.. فقد نصَّ القرآن الكريم على أن هذه الأخلاق مادة ثواب وعقاب.. بمعنى من يعمل يحصل على الثواب، ومن لا يعمل يعاقب في الدنيا والآخرة.. فالأخلاق في الإسلام مبدأ إلزامي لا اختياري.