نغيب عن الحياة ربع أعمارنا.. نقضيها في نوم عميق هاديء.. أو متقطع مضطرب! نرى أحلاما وردية أو كوابيس مزعجة!.
وكلما دخلنا في النوم.. تستبد بنا الحيرة ونهمس لأنفسنا كيف ندخل في النوم؟ وكيف ننفصل عن الحياة فيه؟ وكيف نستيقظ ونعود لممارسة أنشطتنا الحياتية من جديد؟؟.
القرآن الكريم يؤكد أن ذلك يحدث بإعجاز إلهي.. فالنوم بكل ما يتخلله آية من آيات الله.
والعلماء توصلوا إلى أجهزة علمية بالغة الدقة تابعوا من خلالها كل ما يحدث لنا أثناء النوم وخرجوا من أبحاثهم التي تضمنت إحصاءات وحقائق وظواهر علمية بأنها تطابق تماما كل ما جاء في القرآن الكريم..
@ طبيعي أن نتساءل: ماذا قال القرآن عن النوم باعتباره قد سبق ما توصل إليه العلماء بما يزيد علي ألف عام؟
@@ شرح لنا القرآن الكريم ما يحدث لنا في النوم في الآية الكريمة {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ويمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}، (سورة الزمر آية 42).
إذن النوم هو حالة من حالات الموت وهو الموتة الصغرى كما جاء في الآية الكريمة وفي نومنا ننفصل عن الدنيا تماما بكل أحداثها ونصبح في حالة موت.
@ ويعود سؤال آخر يلحّ علينا.. وكيف تفيدنا منحة السماء هذه في مشوار حياتنا؟
النوم منحة السماء التي تمنحنا الراحة بعد عناء يوم نقضيه سعيا وراء الرزق فتجدد نشاط جسمنا وتمنحه قوة تساعده لكسب قوته في اليوم الثاني وقد قال - جل شأنه - في كتابه العزيز «وجعلنا الليل لباسا وجعلنا والنهار معاشا».
وتتدافع الأسئلة.. واحد تلو الآخر تلح علينا.. وكيف رأى العلماء ظاهرة النوم؟
ويفسر لنا الدكتور فتحي عفيفي أستاذ المخ والأعصاب: غموض حالة النوم بالنسبة لنا ويقول «تواكب العلماء على دراسة ظاهرة النوم منذ الأربعينيات حتى توصلوا الآن إلى أدق الأجهزة التي رصدت لهم ما يحدث للإنسان أثناء النوم ومما تأكد لهم أن النوم هو حالة من الراحة الطبيعية للإنسان تقل فيه حركات الجسم الإرادية ويصبح رد فعله ضعيفا على ما يحدث حوله من أصوات ومثيرات خارجية وحينما تقدم العلم استخدام العلماء أجهزة بالغة الدقة لرصد كل ما يحدث داخل جسمه فثبتوا هذه الأجهزة على مخه وأجزاء جسمه المختلفة، فثبت للعلماء أن النوم يجدد نشاط الإنسان ويعوضه عن كل ما فقده أثناء السعي لكسب العيش.
وعن إعجاز الخالق أن الإنسان حينما ينام تفرز في جسمه هرمونات خاصة بفترة النوم فقط ويسمي هرمون «البلاتينين» وحتى يجدد النوم نشاط الإنسان فإن المخ يتخلص من فضلاته وأهمها الإرهاق أثناء النوم وأثناء النوم يزداد معدل التمثيل الغذائي وينخفض معدل الهدم والنوم العميق ضرورة حتمية لبقاء الإنسان.
وبالأرقام ثبت أن نقص النوم يعني توتر المزاج وانهيار الأعصاب واضطراب السلوك وانخفاض التركيز واضطراب القدرة على ضبط الكلام وحدوث رعشة في اليدين ومن رحمة الله الواسعة بالإنسان أنه ثبت للعلماء أن قسطا من النوم المريح كفيل بإزالة كل هذه المتاعب ولقد انقسم العلماء إلى فريقين فريق أطلق على «النوم» نظرية التعويض باعتباره يعوض الجسم عما أصابه من تعب وإرهاق خلال العمل وأطلق الفريق الآخر على النوم نظرية «التواتر» حيث يتعب الإنسان ويشقي في النهار وحينما ينام الإنسان في الليل يعوض ما فقده من طاقة ونشاط ولذا خلق الله لنا تواتر الليل والنهار ولم يجعل الليل سرمدا ورحمة بالخلق كان تواتر النوم واليقظة.
* هذا ما يحدث في النوم لكن السؤال الهام الذي مازال يُلحّ علينا هو كيف ندخل في النوم؟
ارتأى العالم بريمور أشهر وأول من أجري أبحاثا على النوم أن حالة النوم تنشأ عن انخفاض الوارد الحسي في منطقة المخ الأمامية فإذا انخفض الوارد الحسي انسحبت حالة اليقظة وحل محلها النوم ومعلوم للجميع، أن كل ما يحدث في أجسامنا يتم بإعجاز إلهي وقد تأكد للعلماء الكثير عن الحقائق حول ما يحدث أثناء النوم سواء في حالة اضطراب النوم من أخطار صحية جسيمة قد تودي بحياة الإنسان كذلك رصد العلماء ما يحدث للنائم من أحلام سواء أكانت أحلاما وردية جميلة أو أحلاما مزعجة فيها أحداث مرة أو كوابيس وهذا ما سنقدمه في الحلقة القادمة من هذه الحوارات التي تبسط الحقائق عما يجري في أجسامنا من إعجاز إلهي فتبارك الله أحسن الخالقين.