نسبه ونشأته: هو بكتة بن ابراهيم بن عمر بن آهمة بن موسى بن ابراهيم بن محمد ينتهي نسبه إلى علي بن ابي طالب رضي الله عنه، ولد بقرية تاظروك بولاية تمنراست وترعرع فيها وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد والده الذي كان يعد قاضي وإمام تاظروك آنذاك، وعندما قدم بعد ذلك إلى تازروك أحد الشناقطة يدعى بابا أحمد هذا الذي قرر بكته بن إبراهيم الذهاب معه عندما يعود إلى بلاده، وتم له ذلك فعلا، بقي بكتة ثماني سنوات في نواحي تمبكتو بمالي يأخذ العلم ويتزود بالمعرفة بعدها قرر الحج إلى البقاع المقدسة بواسطة الجمال والدواب غير أنه وفي طريقه إلى الحج قرر الرجوع إلى لدته وأهله بتاظروك حيث استقبل من طرف أهل بلدته استقبالا حارا وصادف الأمر أن وجد والده طريح الفراش الذي بدوره فرح به وما إن قدم إليه حتى أجلسه وباشر يمتحنه ليعرف ما حصل عليه من علم أثناء غربته وبعد شهر من الدراسة والشرح والتفصيل سلم له والده القضاء والتعليم وكتب إلى القبائل وأعيانه بذلك.
جهوده: بدأ في نشر العلم والمعرفة معتمدا على عقد المجالس وإلقاء الدروس في الوعظ والإرشاد وتعليم القرآن والمبادئ الفقهية وتعلم الناس عن طريقه ما استقاه من دراية بعلم الفرائض وأحكام الطهارة والصلاة.
موقفه من الاستعمار: عندما سمع بكتة بوصول قوات المستعمرين إلى عين صالح حرّم كل ما يأتي منهم من مواد غذائية وملابس وكان لا ينظر إلى وجوههم، وإن كثيرا من أهل البلدة ماتوا ولم ينظروا إلى وجوه النصارى، واصل الشيخ رحمه الله جهوده في نشر العلم والتصدي للمنصرين الذين نشط عملهم بعد وصول المستعمرين أرض الهقار، ولم يكن جهده قاصرا على الهقار بل تعداه إلى مختلف مناطق الصحراء الكبرى، حيث كان يجيب أهلها عن أسئلة في أحكام فقهية وقضايا شرعية مختلفة.
قضاؤه وأهليته: بذل الشيخ دورا كبيرا في الحفاظ على الإسلام ونشر تعاليمه السمحة في هذه المنطقة، ومن جهوده في نشر الإسلام نقله لعلم التوحيد من العربية إلى التارقية ليسهل على أهل هذه المناطق الذين كانوا لا يتقنون اللغة العربية.
مخطوطاته: خلّف الشيخ تراثا كبيرا من المخطوطات التي كتبها بيده لكن مع الأسف الشديد ضاع كل ما تركه وتبعثر بين جانت وليبيا.
وفاته:
توفي رحمه الله خلال 1913 م بعد أن قدّم الكثير لأهل الهقار رحمه الله وجعل الجنة مثواه.