^ من علماء الجزائر الحبيبة

الشيخ محمد الأكحل شرفاء

ولد في 18 فبراير 1928 في قرية إغيل علي بمنطقة بني ورتلان. وهو ينتمي إلى أسرة عريقة اشتغلت بنشر العلم وتعليم القرآن.
لقد بدأ مساره العلمي بحفظ أجزاء من القرآن على والدته ثم أكمل الأجزاء الأخرى على عمه الشيخ محمد السعيد شرفاء. والتحق بعد ذلك بحلقة جده العالم المعروف الشيخ السعيد البهلولي فضلاء لدراسة اللغة العربية والعلوم الشرعية. سافر محمد الأكحل إلى قسنطينة في عام 1938، لمواصلة دروسه في جامع الأخضر على يد رائد الإصلاح الشيخ عبد الحميد بن باديس. ولما توفي هذا الأخير في أفريل 1940، درّسه الشيخ مبارك الميلي.
وعاد بعد تخرجه إلى منطقته ببني ورتلان للقيام برسالة الدعوة والتعليم. غير أن نفسه اشتاقت من جديد إلى التحصيل العلمي فهاجر إلى تونس للدراسة في جامع الزيتونة العريق.
وبعد عودته إلى الجزائر، عينته جمعية العلماء مديرا لمدرسة حرة قريبة من أقبو (بجاية). وفي عام 1953، عيّن مديرا لمدرسة التهذيب ببرج بوعريريج، ثم انتقل في سنة 1955 إلى مدرسة الإحسان بالقليعة. وبعد استعادة الاستقلال، واصل مشواره في التعليم في عدة مؤسسات تربوية كثانوية عقبة بن نافع بالعاصمة، وثانوية ابن تومرت ببوفاريك، وثانوية وريدة مداد بالحراش، وثانوية الثعالبية بحسين داي، ومعهد التكوين التربوي بابن عكنون.
شارك الشيخ شرفاء في تأسيس جمعية القيم في 9 فبراير 1963، وانخرط في نشاطها الفكري بإلقاء محاضرات في نادي الترقي وفي فضاءات أخرى عبر التراب الوطني.
وكان يكتب أيضا في مجلتها: «التهذيب الإسلامي».
وفي عام 1982 انتقل الشيخ شرفاء إلى وزارة الشؤون الدينية بعد أن عيّنه صديقه الوزير الشيخ عبد الرحمان شيبان مفتشا عاما.
واختير عدة مرات عضوا في المكتب الوطني لجمعية العلماء، كنائب للرئيس ثم رئيسا شرفيا للجمعية.
اشتغل الشيخ محمد الأكحل شرفاء بالدعوة بعد تخرجه من جامع الأخضر، فدرّس في عدة مساجد ومدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وصبر في سبيل الوعظ والتعليم على مضايقات الإدارة الاستعمارية التي كانت تضايقه بذريعة عدم حصوله على رخصة التدريس، بينما كان السبب الحقيقي هو الرغبة في إسكات صوت الحق بعد أن أدركت خطورة خطابه التوعوي المباشر، وحديثه الصريح إلى الشباب الجزائري، فقد كان يقول لهم: «برهنوا للعالم مرة أخرى على أن الإسلام بهذه الديار جمعية تربي أشبالا وتكون أبطالا وتبني أجيالا؛ أعينوا رجالها على ذلك، أعينوهم لتنقذوا أمتكم من بين مخالب الجهالة وتخرجوا بها إلى فضاء الحرية والعلم الواسع».
وفي الحقل النظري، كتب الشيخ مقالات عديدة في جريدة  «البصائر» شرح فيها أهمية الوعظ والإرشاد لنشر تعاليم الدين الحنيف وتحرير العقول وإيقاظ النفوس وشحذ الهمم. فكان ينشر مقالاته في ركن الوعظ والإرشاد في السلسلة الثانية من جريدة البصائر في الخمسينيات، وفي ركن: «هذه سبيلي» في سلسلتها الثالثة (التسعينيات)، وفي صفحة «في رحاب القرآن والسنة؛ في سلسلتها الرابعة بداية من عام 2001. توفي الشيخ شرفاء في الجزائر في 8 فبراير 2015 بعد مرض عضال لازمه عدة سنوات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024