رمي النفايات من السيارة في الشارع، ظاهرة نراها يومياً على الطرقات، وتدلّ على خلل في التربية الأخلاقية والاجتماعية وعدم احترام الآخرين. والبعد عن الالتزام بمبادئ الدين الحنيف الذي يدعوإلى النظافة ويحث عليها ويعتبر ذلك من الإيمان وأن الوسخ من الشيطان، ولقد اعتبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة وأن الإيمان بضع وسبعين شعبة أعلاها لا إله إلاّ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.
ويبدوأنّ تراجع مستوى الأدبيات لدى البعض من المواطنين أصبح ظاهراً بشكل بارز خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً في ما يتعلّق باحترام النظافة والحقوق العامة، حتى أصبحنا بحاجة إلى قانون يجرّم هذه الأفعال ويجبر الجميع على الالتزام به. فظاهرة رمي النفايات في الشوارع على رغم أنها مسألة غير حضارية، لكنها ليست جديدة وتنتشر بشكل كبير على الطرقات الجزائرية كونه لا يوجد قانون يمنعها، وحتى إن وُجد، فإنهّ لا ينفَّذ مثله مثل الكثير من المواد الأخرى. لكن في دول العالم المتحضّرة، نجد أنّ القانون يمنع بشكل صارم إلقاء أيّ شيء من السيارة في الشارع، وذلك تحت طائلة التعرّض لغرامة مالية كبيرة. ويعد هذا السلوك أذى للجميع حيث ويسبب الكثير من المفاسد العامة ثم إنّ القيادة على طرقات لا تطبَّق فيها القوانين أوالوقوف في زحمة السير لفترات طويلة، أمر يؤثر في أعصاب المواطنين بشكل عام. وهو ما يجعل هؤلاء يشعرون أكثر بالضيق، حيث أولئك الذين يسيرون بسياراتهم وسط الشوارع ويقومون برمي أكواب البلاستيك أو المحارم الورقية، أوبعض صحون الأكل الكرتونية والبلاستيكية أوالفواكه والخضار مثل الفول وغيرها، وكل ما تراكم من نفايات في سياراتهم وسط الشارع وكأنه مكبّ للنفايات، غير مبالين بنظافته والأذى الذي قد يسبّبوه سواءٌ للبيئة أوالنظافة أوللمواطنين بشكل عام. لذلك، يجب محاربة هذه الظاهرة بكل الوسائل الممكنة حتى لو بتحرير المخالفات المرورية. وهنا تجدر الإشارة الى أنّ الجزائري عندما يسافر الى الخارج، يطبّق القوانين كاملة ومنها عدم رمي النفايات في الشارع، لكنه في بلده يتحوّل الى شخص آخر، ويقوم بأمور لا يجرؤ على القيام بها في الخارج.
إنّها السلوك المعوج يقتضي مكافحته بكل الوسائل المتاحة ولعلّ من أبرز الوسائل لمكافحة رمي النفايات في الشوارع تبقى توعية المواطنين، وتثقيفهم على أنه لا يمكن أن يقوموا بأمر من هذا النوع مهما كانت الأسباب والدوافع، علماً بأنه يجب محاكمة الشخص الذي إرتكبها. كذلك، لوسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة دورٌ لا يُستهان به في تغيير السلوك العام للقراء والمشاهدين والمستمعين ومَن يحيطون بهم لمواجهة هذه الظاهرة، لتبقى بلدنا دائماً نظيفةً وجميلةً ومتميَّزةً.