بــتــهــمــة الــتــحــريــض عــلــى “الــفــيــس بـــوك”

اعــتـــقــال الــكــاتــبــة والمــربــيــة إســراء عــبــوشــي وتمــديــد تــوقــيــفــهــا لــلــتــحــقــيــــق..

تقرير : علي سمودي - جنين - القدس

 

كعائلتها، افتقدت طالبات مدرسة بنات المغير، يوم الأربعاء الماضي، معلّمتهم الكاتبة والشاعرة والمربية إسراء مصطفى محمد عبوشي، 53 عاماً.


 إسراء غيّبها الاحتلال عن دوامها ومدرستها وطلابها، بعد إقتحام منزلها في مدينة جنين، وانتزاعها من وسط أسرتها وزجّها خلف القضبان، بطريقة كما يرى رفيق دربها المربّي مروان البري “ غير قانونية ومنافية لكلّ الأعراف الإنسانية، فهي مربية للأجيال ومعلّمة متميّزة، وربّة منزل، وصاحبة دور ونشاط اجتماعي وثقافي وإنساني، وقلم ملتزم ومعطاء، وليس لها علاقة بالسياسة”، ويضيف “ عندما حاصرها الجنود، وقيّدوها، سألتهم عن سبب هذا الاعتقال الظالم، فأجابه الضابط: نحن نطبّق الأوامر فقط !!”.
المربّي مروان بري مدير مدرسة كفيرت الأساسية في محافظة جنين، روى لمراسل “القدس”، أنّ عائلته فوجئت في حوالي الساعة الخامسة من فجر يوم الأربعاء الماضي، باقتحام قوّات الاحتلال لمنزله في حي خلة الصوحة في مدينة جنين، بعد كسر البوابة الرئيسية، ويضيف “داهموا المنزل مستنفرين، صلبوا أولادي الدكتور عمر والممرض محمد دون معرفة الأسباب، ثم عرض ضابط المخابرات عليّ صورة، وسألني من صاحبة الصورة ؟«، ويكمل “ أجبته أنّها زوجتي إسراء والتي كانت ما زالت نائمة في غرفتنا، فداهمها الجنود فوراً برفقة مجنّدة، وأيقظوها من نومها، وكانت صدمتها كبيرة عندما شاهدتهم في هذه الحالة التي لم نكن نتوقّعها “.
يقول المربي البري” أبلغنا الجنود بقرار اعتقالها، وطلبت معرفة السبب، فرفضوا، وعندما كانت تستعدّ للاعتقال، قلت للضابط المسؤول: زوجي تعاني من أزمة في الصدر وخشونة في الركبة، وطلبت منه السماح لها بأخذ أدويتها معه لكنّه رفض وسمح لنا بوداعها”، ويضيف “احتجزوا إسراء في ساحة المنزل، وقاموا بوضع العصبات على عينيها وتقييد يديها بالكلبشات، فطلبت منه إزالة العصبات بسبب مرضها ومعاناتها من أزمة، ووافق لكنّهم اقتادوها معهم لدورياتهم، ونحن في حالة صدمة وذهول ولا نصدّق ما يجري”.
في البداية، نقل الاحتلال المربية إسراء لمعسكر “سالم “ الاعتقالي غرب جنين، لكنّها تقبع حالياً في قسم الأسيرات الأمنيات في سجن “هشارون”، ويقول زوجها” تعرّض للتحقيق، وجرى عرضها على محاكمة سالم العسكرية التي مدّدت توقيفها لاستكمال التحقيق بناء على طلب المخابرات الصهيونية، بتهمة التحريض في كتاباتها على “الفيس بوك “، فالاحتلال أصبح يحاسب كلّ فلسطيني على أيّ كلمة يكتبها أو يعبر فيها عن مشاعره ويزجّه خلف القضبان “.
ويضيف “ معنوياتها عالية، لكن وضعنا في غيابها صعب ومؤلم، منزلنا فارغ دون إسراء وننتظرها على أحرّ من الجمر، ونصلّي جميعاً، لحريتها وخلاصها من هذا الاعتقال الظالم “، ويكمل “ الجميع يفتقدها، وتخيّم أجواء الحزن لغيابها القسرى لدى العائلة وفي مدرستها وزميلاتها المعلّمات وطالباتها الذين يشاركون الدعاء لعودتها إلينا قريباً”.  
في مدينة جنين، ولدت وتعيش الكاتبة إسراء، والدها المفتي السابق لمحافظة جنين فضيلة الشيخ مصطفى العبوشي، ووالدتها المربية سهام الزاغة، وتنشط في المجال الأدبي، حيث تدير ملتقى رواد المكتبة وأمينة سر ملتقى الأديبات الفلسطينيات وتتميّز بالإبداع في مجال الأدب من قصص، روايات، شعر، وخواطر، صدر لها كتاب الكتروني قصص وخواطر عام 2014، كما أصدرت عن دار الشامل في نابلس مجموعتها القصصية بعنوان ( ياسمين )، وتشارك بنشاط وفاعلية في الحراك الثقافي الفلسطيني، فهي عضو في الصالون الثقافي”يمام “صالون جنين الأدبي، ونشرت كتاباتها في العديد من الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية، وشاركت في لقاءات أدبية وأُمسيات شعرية ومناقشات نقدية لعدد من الكتب، يذكر أنّه صدر لها عدّة منشورات منها : رواية “آن أوان الحب”، و«ياسمين”، و«رادا “.
ويقول شقيقها ياسر عبوشي “بشكل دائم، انحازت لقضايا وهموم شعبها، ومنحت قضية الأسرى مساحات واسعة في كتاباتها وتمكّنت من إيصال صوتهم ورسالتهم للعالم، لذلك، استهدفها الاحتلال الذي يعتبر الحديث عن الأسرى تحريض، وهذه مزاعم تتنافى وكافة الأعراف وأبسط حقوق الإنسان.

 

رأيك في الموضوع

« جانفي 2025 »
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
    1 2 3 4 5
6 7 8 9 10 11 12
13 14 15 16 17 18 19
20 21 22 23 24 25 26
27 28 29 30 31    

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19665

العدد 19665

الأحد 05 جانفي 2025
العدد 19664

العدد 19664

السبت 04 جانفي 2025
العدد 19663

العدد 19663

الخميس 02 جانفي 2025
العدد 19662

العدد 19662

الثلاثاء 31 ديسمبر 2024