دعا الباحث والمختص في الإسلام وعلوم الدين صهيب بن شيخ يوم أمس من منبر «الشعب» إلى تجاوز لاعقلانية الخطاب الديني السائد حتى يتسنى للمجتمع العيش بشكل كامل في الحداثة.
وأوضح صهيب بن شيخ أن الخطاب الديني الغامض وغير العقلاني السائد في المشهد العمومي والمؤسساتي يعيق تحقيق الحداثة. مشيرا إلى أن العنصر الإقصائي في الخطاب الديني المعاصر تجلى في ثلاثة مظاهر بارزة هي النزعة الذكورية التسلّطية التي تغيّب المرأة، والنهج التكفيري ـ التخويني الذي يشكك في عقيدة الآخر ونواياه، والنظرة الاتهامية التآمرية التي ترى أن «الغرب» عدو متربص لا يأتي منه «خير»، وهو المسؤول الأكبر عما يعانيه المسلمون من أوضاع مزرية وتخلف ومآس وفشل في التنمية والإنتاج والتعليم.
مؤكدا على الدعوة إلى الأمان والاستقرار، وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية، وتوحيد الصف من أجل العمل والإنتاج، ونشر الحق والعدل والمساواة والحرية، والنهوض بالعطاء الحضاري في إخلاص وتجرد من الأثرة والأنانية، فيكون بحق خطابا مطابقا لمقتضي الحال.
كما أشار أن مراجع الخطاب الديني الحالي «ليست سوى قراءات شخصية لأفراد في حين أن الإسلام هو مرجع مطلق». وأبرز أن «للرجال والنساء أفكار ويقومون بقراءات عن الإسلام وفقا لتطلعاتهم وظروفهم وتقديرهم» مذكرا بأن مراجع الإسلام أربعة وهي القرآن والسنة والإجماع والإجتهاد. واعتبر بن شيخ أنه ينبغي على أي بحث حتى ولو كان علميا في مسائل الدين أن «يتحلى بالحذر والتواضع والإهتمام». كما شدد على ضرورة «إجراء بحث أثري حقيقي حول الكلمات عن طريق مقاربات متعلقة بفقه اللغة واللسانيات»، وذكر أنه «يتعين على الباحث العثور على المعاني الحقيقية التي ترجع إلى النص المؤسس للدين وكذا النصوص التفسيرية والحذر من علم أصل الكلمة بإعتبار أن معاني الكلمات تتغير بمرور الزمن وفقا لاتفاقيات ضمنية تفرض على كل جيل من مستخدمي اللغة».
للإشارة الشاب صهيب معلوم الأصول فهو ابن الشيخ العباس بن الشيخ الحسين، العضو في جمعية العلماء المسلمين، ورئيس سابق للمجلس الإسلامي الأعلى، والعميد الأسبق لمسجد باريس. وقد ولد بجدة حيث كان والده سفيرا للجزائر بالسعودية، ومحيطه الأسري المتدين أو على الأقل المحافظ لا يخفى، حيث سجل بالمعهد العالي لأصول الدين بالجزائر، وهو من الدفعة الأولى أو الثانية التي تخرجت من المعهد الذي لم يؤسس إلا في الثمانينيات!!! ثم رحل إلى الأزهر ليتم دراسته، ومن الأزهر الذي لم يجد فيه رغبته «التجديدية» إلى جامعة الصربون التي نال فيها شرف فهم الإسلام العصري، فحصل على دبلوم في تاريخ الفلسفة ودكتوراه بعنوان التحديات التي تواجه الجاليات المسلمة في الغرب.
للتذكير فقد ألف صهيب بن شيخ الذي هو مفتي مرسيليا سابقا عدة كتب تتناول الإسلام بفرنسا والحداثة والعلمانية. ومن بين مؤلفاته الأكثر شهرة تجدر الإشارة إلى «ماريان والرسول» و«الإسلام في مواجهة العلمانية الفرنسية».
ضرورة العودة إلى النص المؤسس للاسلام
نريد خطابا دينيا يرسخ دعائم الوحدة الوطنية
عبد الكريم.ل
شوهد:1332 مرة