مكاسب تستدعي الحفاظ عليها

الحركة الطلابية خزان للروح الوطنية

جلال بوطي

قال ممثلو تنظيمات واتحادات طلابية لدى نزولهم ضيوفا على “الشعب”، بمناسبة الذكرى 59 ليوم الطالب، أن المنظمات حققت تواجدا واسعا وسط الأسرة العلمية، من خلال إرساء قاعدة متينة مع كل طبقات الأسرة الجامعية، التي في مقدمتها الطالب الجامعي، باعتباره الحلقة الهامة في حياة المؤسسات الجامعية، موضحين أن الطالب بمعية الحركات أرسوا دعائم حماية البلد قبل الجامعة.

 أكد زين العابدين بومليط، مسئول التنظيم بالاتحاد العام للطلبة الجزائريين، أن توسع الاهتمام بالمنظمات الطلابية لدى شريحة واسعة من الطلبة على المستوى الوطني، نابع من القيم التي تناضل لأجلها التنظيمات الطلابية، لاسيما فيما يخص مساندتهم القضايا المتعلقة بمسارهم البيداغوجي، خاصة البرامج المسطرة.
من جهته قفاف محمد الأمين، المكلف بالإعلام لدى المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين، أوضح هو الآخر أن الاتحادات الطلابية بأطيافها وتوجهاتها الإيديولوجية، جعلت من النضال الطلابي قناعة راسخة لدى شريحة واسعة من الطلبة وذلك انطلاقا من المبادئ التي رسمها ممثلو الطلبة أثناء سنوات خلت ويسير على نهجها أبناء اليوم في مواصلة مسار النضال الطلابي.
التنظيمات والطلبة رهان واحد
كما أوضح بومليط أن الرهانات المطروحة اليوم أمام الاتحادات الطلابية هي ليست رهانات سنوات السبعينيات أو الثمانينيات من القرن الماضي، كون تلك الفترة تميزت بالأحادية الأيدلوجية والاستقرار السياسي الذي تحقق بفضل رجال بنوا الجزائر بعد الاستقلال، بعكس التحديات التي تواجه العقل البشري اليوم، جراء الأفكار القادمة من الخارج، لاسيما الداعية إلى التغيير.
وأشار عضو المكتب الوطني لاتحاد عام الطلبة، أن الطالب الجزائري تمسك بمبادئ التنظيمات ووقف في وجه دعوات التغيير، التي استجابت لها بعض الدول، في حين تمس شباب الجزائر عموما والطلبة بوجه خاص بمبادئ الاستقرار والحفاظ على القيم والمكاسب التي تحققت من خلال مشاركتهم في المنابر الوطنية وحتى الدولية منها، موضحا أن هذا أكبر دليل على متانة العلاقة بين الطالب والمنظمات الطلابية، بعكس ما تروج له بعض الجهات.
مكاسب تحققت وأخرى تنتظر
أكد قفاف محمد الأمين، أن التنظيمات الطلابية حققت مكاسب لا يمكن لأحد نكرانها قديما أو حديثا، سواء تعلق الأمر بمصلحة الطالب أو مصلحة المؤسسة الجامعية ككل، كون الطالب حلقة من حلقاتها الرئيسية. وفي هذا الصدد قال، إن الكثير من القرارات التي صدرت من جهات رسمية بقصد أو بسوء فهم وشكلت إجحافا في حق الطالب الجامعي، كان للمنظمات لزاما الوقوف أمامها، كونها لا تصب في مصلحة الطالب. وذكر في الصدد، قرار وزارة التربية في بداية السنة، حول إلغاء التوظيف لحاملي الشهادات الجامعية، باستثناء المدارس العليا الوطنية، حيث قامت المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين بوقفات واحتجاجات سلمية للتنديد بالقرار، كونه يحرم مئات الخريجين من حلم الالتحاق بالتوظيف وعلى إثر البيانات المنددة بالقرار، عدلت الوزارة الوصية وتحفّظت على قراراها بفتح المجال أمام كل الخريجين، مشيرا أنه أحد المكاسب التي لا غبار عليها.وردا منه على الصور السلبية المروجة حول أداء الحركات الطلابية في مسارها المهني، قال المتحدث إن المنظمات لا تكتفي بالمطالبة فقط، بل تساهم في ديناميكية الحياة العلمية داخل الحرم الجامعي، من خلال عقد الندوات والملتقيات العلمية التي تعنى بالجانب الأكاديمي وربطه بالحياة المهنية، ناهيك عن دورها في إشراك كل الفاعلين في قرارات تخص شأن الطالب بالدرجة الأولى.
في سياق آخر، قال بوحزام كمال، عضو المكتب الوطني للاتحاد العام للطلبة الجزائريين، إنه ليس بوسع التنظيمات الطلابية تلبية كل المطالب المرفوعة من طرف الطلبة، موضحا أن طالب اليوم مطالب بمزيد من العمل والجهد عبر مساره العلمي، لأنه قاعدة الجامعة وهو المرآة العاكسة لصورتها، من خلال تمثيله للطبقة المثقفة.
وتوجه المتحدث إلى طلبة اليوم بدعوتهم لمواصلة الرسالة التي حملها الشهداء أثناء ثورة التحرير، دفاعا عن الوطن ونيل الاستقلال، بتضحيات سيبقى التاريخ يسجلها ويحفظها بماء من ذهب، وأشار إلى ضرورة تحلي طلاب اليوم بروح المسؤولية لمواصلة مسيرة البناء والتشييد التي رسم معالمها أولئك الذين أناروا درب الجامعة بدمائهم الزكية لينعم بها أبناء جزائر اليوم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024