معارض جوارية وحملات تحسيس للشباب لاقتحام الصناعة التقليدية
من المعلوم أن للمجتمع المدني والجمعيات المحلية أو الوطنية، دورا فعالا في ترقية الصناعة التقليدية والحفاظ على التراث والتقاليد الجزائرية، وكذا الترويج للوجهة والمقصد الوطني، هو الدور الذي تحاول القيام به مند الإعلان الرسمي عن تأسيسها في 11 أفريل 2014، الفيديرالية الوطنية للحرفيين الجزائريين، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين.
وتشهد الفيدرالية اليوم، حسب رئيسها يايسي رضا، انخراط 35 بالمائة من أصل 6600 حرفي عبر الوطن، كما تعكف جاهدة على تحسين أوضاع الحرفي ومساعدته على تسويق منتوجه وترقيته.
ومن أهدافها يقول، يايسي لـ«الشعب”، تشجيع “استفادة الحرفي الجزائري من التكوين المتواصل، وإعادة تأهيله، وكذا استفادته من كل التسهيلات التي تقدمها الحكومة في سبيل ترقية قطاع الصناعة التقليدية والحرف، والمؤسسات الصغيرة الخاصة بالخدمات في مجال البناء التي تعتبر هي الأخرى حرفا”.
فالفيدرالية، يشرح رئيسها، “تحاول جاهدة فتح الأبواب أمام الحرفيين وتمكينهم من تسويق منتجاتهم، كما تساعد حرفي البناء والخدمات على التأقلم مع على عالم الشغل والمشاركة عن طريق المناولة في المشاريع العمرانية التي تعرفها الجزائر في إطار المخطط التنموي الكبير”.
وتنتهج الفيدرالية الوطنية للحرفيين الجزائريين، التي “تعمل بدون أي دعم مادي”، حسب رئيسها، خطة فعالة لتمكين أكبر عدد ممكن من الحرفيين والحرفيات للمشاركة بالتناوب في المعارض والتظاهرات الثقافية، حتى يتسنى للجميع التعريف بما تبدعه أنامله، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.
وتتم عملية إشراك المعنيين بالأمر، يضيف يايسي، في المسابقات والمعارض عن طريق القرعة.
وذكر يايسي بالمناسبة، بفوز حرفيتين جزائرتين سنة 2013 بمسابقة معرض “توران” الايطالية للخزف الفني، الأمر الذي شجّع اليوم الكثير من الحرفيين على المشاركة في التظاهرات والخروج من ورشاتهم للتعريف بمنتوجاتهم وتسويقها.
فضاءات جوارية للتسويق
وفي شأن آخر، أكد رئيس الفيدرالية على دور هته الأخيرة، في تشجيع الشباب الجزائري وخاصة منهم من انقطع عن الدراسة أو رسب بمؤسسات التربية الوطنية، على امتهان حرفة تساعده في بناء مستقبله.
وقال يايسي بهذا الخصوص، أن عملية التوعية والتحسيس أصبحت ترافق كل التظاهرات التي تنظمها الفيدرالية بمعية الجماعات والسلطات المحلية وكذا النشاطات الجوارية، والتي شرع فيها سنة 2013، كعملية نموذجية ببلدية الجزائر الوسطى لتتوسّع اليوم لتشمل 39 بلدية بالعاصمة ومجمل ولايات الوطن.
وترتكز النشاطات ـ يضيف المتحدث ـ على أكثر من جانب، انطلاقا من المعرض الذي يسمح للحرفي ببيع منتوجه، إلى الورشات الحية لفائدة الأطفال للتعريف بكل مراحل الصنعة، أو النقش على صناعة حرفته، عن طريق ورشات حية وبيداغوجية خاصة بالنقش على النحاس أو الخشب، صناعة الحلي، الخزف الفني... وغيرها، مرورا بمنتديات تعريفية بالحرف والحرفيين.
هذا، إضافة إلى حملات التوعية والتحسيس، التي تتوسّع إلى مساعدة الشباب الراغب في الالتحاق بمراكز التكوين والتعليم المهنيين لتعلم حرفة، أو الذي يهتم بإنشاء مؤسسة صغيرة.
وتوفر الفيدرالية في هذا الإطار، خدمة المساعدة على تحضير الملفات وتوجيه الشباب نحو الحرفيين الذين يتولون تكوينهم، كما أنشأت لجنتين لمتابعة هذه العملية عن كتب وتقييم نتائجها.
المنتوجات المستودة تهدّد الصناعة التقليدية المحلية
وانتقد من جهة اخرى يايسي ظاهرة استيراد الخزف الفني والأثاث والحلي والجلود وغيرها، والتي تضر كثيرا بالمنتوج التقليدي الجزائري، حيت أرغم إغراق السوق الجزائرية ببعض المنتوجات العديد من الحرفيين على غلق ورشاتهم، وهنا ناشد السلطات المحلية إلى التدخل لحماية الحرف والمنتوج الوطني من هذه المنافسة السلبية.
وتطالب الجمعية اليوم، يضيف يايسي، بإنشاء مخزن استراتيجي للمواد الأولية عل مستوى كافة ولايات الوطن، حتى يتسنى للحرفين المحليين اقتناء ما يلزمهم، هذا إضافة إلى إنشاء سوق وطني للمنتوج المحلي، وأن لا تقتصر المشاركة في التظاهرات والنشاطات خاصة الكبيرة منها والدولية دائما على نفس الوجوه والأسماء، بل من المهم إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الحرفيين لإبراز مواهبهم وإبداعاتهم.
وفي سياق آخر، شدّد يايسي على أهمية تشجيع الحرفيين على العصرنة والتأقلم مع متطلبات السوق وكذا أذواق الزبائن التي تطلب دوما الدقة والجودة والإبداع.
معرض البريد المركزي ابتداء من 30 ماي
وبمناسبة موسم الاصطياف، تنظم الفيدرالية بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى ابتداء من 30 من الشهر الجاري، معرضا للحرف والصناعة التقليدية يشارك فيه 30 حرفيا من كل ربوع الوطن، يستبدلون كل 10 أيام، حسب تصريحات يايسي رضا.
ويقام المعرض بساحة البريد المركزي الجديد في هذه التظاهرة الجوارية، هو فتح المعرض حتى منتصف الليل طيلة أيام الأسبوع في إطار برنامج عاصمة لا تنام.
وقد دعت الفيدرالية كل الحرفيين المشاركين لفتح ورشات حيّة لمن تسنّت له الفرصة، للتعريف أكثر بالصناعة التقليدية الجزائرية.