مجلة رافقت المرأة في مرحلة البناء والتشييد
وكانت لسان حال الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات
بعد رحلة بحث طويلة استطعت الحصول على نسخ من “الجزائرية” التي تعتبر أول منبر إعلامي موجه إلى المرأة واهتماماتها المختلفة في الجزائر، فضاء صنعته نساء واعيات بالمهمة الملقاة على عاتقهن، في دفع المرأة لتحمل مسؤوليتها لتساهم في مرحلة البناء والتشييد، بعدما أثبتت خلال حرب التحرير جدارتها في الميدان وقوة تحديها للواقع الذي تعيشه.
تضمن العدد الأول للمجلة الشهرية الصادر في 1 جانفي 1970، مجموعة من المواضيع كالميثاق الوطني، المرأة الجزائرية عبر التاريخ وكذا مشاكل الطفولة وكل ما يتعلق بها، المرأة في العالم، الأدب والفن وكل صغيرة في عالم النصف الثاني من المجتمع، لكاتبات وإعلاميات بارزات كزهور ونيسي، مباركة مرابطين، المرحومة نفيسة ركيبي، نجاة العامودي، زوينة خلفاوي ...... أعجبني تفانيهن ونجاحهن في نشر الوعي وسط المجتمع في فترة متميزة جدا بأحداثها وتحدياتها على الصعيد الداخلي والخارجي.
كانت تصدر مجلة “الجزائرية” عن الاتحاد العام للنساء الجزائريات بإشراف الوزيرة السابقة والكاتبة زهور ونيسي التي أشرفت على إدارتها اثنتي عشرة سنة كاملة، كتبت في عددها الأول الصادر في 1 جانفي 1970، في ركنها القار “لنا رأي”: “هذه الخطوة من شأنها أن تمكن المرأة من تخطي حدود إطارها الضيق البسيط ووضعت فيه الوصول إلى صميم الحياة الخلاّقة، بعد أن برهن من خلال الأحداث الكثيرة ،...على أنها قد دخلت مجتمعها الرحب، من أبوابه العريضة، وهي نتيجة منطقية لمشاركتها الفعالة في الثورة، وفي صنع الحاضر الذي تعيشه وفي المستقبل الزاهر الذي نطمح إليه”. أضافت زهور ونيسي أن الهدف الأساسي من إنشاء مجلة “الجزائرية “: “هو إنارة طريق المرأة، وتسهيل دورها المطلوب في بناء المجتمع والسعي بدون كلل لتوفير توازن في وضع المجتمع وذلك بتحسين ظروفها الاجتماعية والفكرية والاقتصادية”.
لا تفوّت مجلة “الجزائرية” أي مناسبة وطنية أو عالمية إلا وتطرقت إليها من خلال إصدار عدد خاص يتناولها بإسهاب ومن زوايا متعددة كمؤتمرات الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، اليوم العالمي للمرأة، احتفاء بمرور عشر سنوات على صدور المجلة و اليوم العالمي للطفولة.
وعن سبب صدور المجلة قالت زهور ونيسي لـ«الشعب”: “ميلاد هذا المنبر الإعلامي الجديد فرضته الظروف الجيوسياسية في تلك الفترة بناء على القانون الأساسي للاتحاد العام للنساء الجزائريات في ضرورة خلق وسيلة معبّرة عن المرأة، تعكس بشكل مكثف نضالاتها في مختلف مجالات الحياة إلى جانب المساهمة في توعيتها لتكون مسلّحة بالوعي واليقظة ...”خاصة وأن تلك الفترة كانت مليئة بالنشاط والأحداث الوطنية.
اختفت المجلة عن الصدور منذ نوفمبر 1986 لتستأنف نشاطها مؤخرا بإشراف فتيحة مواسة الأمينة الوطنية المكلفة بالإعلام في الاتحاد العام للنساء الجزائريات التي صرحت لـ«الشعب” ،أن المجلة اليوم هي امتداد لما كانت تقوم به من قبل، خاصة وأن المرأة الجزائرية تواجه الكثير من التحديات الداخلية والخارجية لذلك أعيد إحياء هذا الفضاء الإعلامي من أجل توعية المرأة وتحسيسها بدورها الفعّال داخل المجتمع سياسيا واجتماعيا.