تصدر بالجزائر مجلة الاتحاد الأوروبي دوريا كل ثلاثة أشهر عن بعثة الاتحاد الأوروبي، تهتم بمختلف نشاطات البعثة وبعلاقة الاتحاد بالجزائر. مسؤول النشر فيها هو رئيس البعثة السفير “ماريك سكوليل”، الذي وصل الجزائر بداية سبتمبر من سنة ٢٠١٢، ويتواجد مقرها بمنطقة بن واضح بنهج ١١ ديسمبر ١٩٦٠ بالأبيار أعالي العاصمة.
يشارك في إنجاز كل عدد العديد من الأقلام، فعلى سبيل المثال نحدّد العدد رقم ٢٢ الخاص بالثلاثي الرابع من سنة ٢٠١٢ موضوع القراءة قد شارك فيه (أنطوان فاندر ـ برنارد سيغارا ـ سيلفيا دي سانتو ـ فيليب برتراند ـ سيلفيا فافري ـ ستيفان دوفو ـ عبد الرزاق خيار ـ وهيبة لبرش ـ أليكسي ـ كنتانتو بولوس) والصور كانت للوزيرة سيد عمي.
صدر العدد باللغتين العربية والفرنسية، ولكل منهما ٢٦ صفحة إضافة إلى القائمة الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد في الجزائر وعددهم ١٧ مع عنوان كل منها ورقم هاتف وفاكس وعلم البلد الذي تمثّله بالغلاف الداخلي للمجلة، وهذه السّفارات تتواجد في غالبيتها ببلدية الأبيار كسفارات ألمانيا، بلجيكا، بلغاريا، إسبانيا، فرنسا، اليونان، إيطاليا، هولاندا والبرتغال بينما نجد في حيدرة سفارات النمسا، بريطانيا، رومانيا والسويد ويوجد بالمرادية سفارتي فنلندا وهنغاريا.
جاءت افتتاحية العدد بالصّفحة الثّانية وهي كلمة المندوبية الممثلة في سفير ورئيس البعثة “ماريك سكوليل”، الذي حل بالجزائر في سبتمبر ٢٠١٢ حول دور الاتحاد، الذي قال “أنّه يسير أزمة الديون السيادية التي تعصف ببعض الدول الأوروبية، والتي تتطلّب إصلاح النظام المصرفي والمالي لمنطقة الأورو مع انعكاسات هامة لمجموع الاتحاد”.
بينما خصّصت الصّفحتان الثالثة والرابعة للزيارة الأولى التي قامت بها السيدة
«كاترين أشتون” إلى الجزائر في خطوة جديدة لتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، وقد حظيت باستقبال المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والوزير الأول سلال ووزير الخارجية آنذاك مراد مدلسي.
كانت الزيارة فرصة لتعميق الحوار حول اتّفاق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر لاسيما في إطار تطبيق اتفاقية الشراكة والتعاون القطاعي، وقد ناقشت كاترين مع المسؤولين الجزائريين التحديات الاقتصادية التي تواجه الجزائر، حيث أشارت إلى ضرورة دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البلد باعتبارها العمود الفقري الذي يقوم عليه الاقتصاد ، كما ناقشت مع الرئيس أزمة مالي ومنطقة الساحل، حيث قالت أنها أعجبت واستفادت كثيرا من رؤية وخبرة الرئيس بوتفليقة بخصوص هذه المسألة، كما وقّعت مع السيد مراد مدلسي على ثلاث معاهدات لتمويل برامج خاصة بالشراكة تمّ إنجازها بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي خاصة بالتشغيل ومشاركة الشباب وحماية وتثمين التراث الثقافي، وبرنامج دعم قطاع النّقل.
كما اهتمّت المجلة في هذا العدد بعدة مواضيع تتعلّق بعلاقة الجزائر مع دول الاتحاد كالمصادقة على اتفاقيات التوأمة الخمس الأولى والتي تدخل في إطار دعم تنفيذ اتفافية الشراكة التي انطلقت سنة ٢٠٠٩ بين الجزائر ونظيراتها في الاتحاد الأوروبي في قطاعات عدة، وذلك في الصفحات الخامسة والسادسة والسابعة. أما الصّفحة التاسعة فقد خصّت لجانب التكوين في الدعم المالي ببعثة الجزائر ودعما لاصلاح تسيير المالية العامة في وزارة المالية الجزائرية. وتطرّقت المجلة للقاءات البعثة الأوروبية مع المجتمع المدني الجزائري ومناقشة مجال حقوق الانسان والمواطنة، وكذا زيارات وفد الاتحاد للديوان الوطني للتطهير ومحطة تصفية المياه ببني مسوس، وزيارة منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الارهاب إلى الجزائر تلبية لدعوة عبد القادر مساهل.
وتناولت مجلة مندوبية الاتحاد الأوروبي أيضا في الصفحة ١٧ موضوع تنظيم مائدة مستديرة في إطار مبادرة مراكز الامتياز للتخفيف من الأخطار النووية والاشعاعية والبيولوجية والكيميائية لمنطقة شمال إفريقيا، والتي نظّمت في إقامة الميثاق بالعاصمة يومي ١٢ و١٣ سبتمبر من عام ٢٠١٢.
وخصّ العدد الصفحتين ١٨ و١٩ للنتائج المتوصل إليها في الاجتماع الأوروبي حول مالي من قبل وزراء خارجية ووزراء دفاع الاتحاد الأوروبي المنعقد في ١٩ نوفمبر ٢٠١٢ أين صادق على ١١ توصية.
وأبرزت المجلة في صفحتها العشرين جائزة نوبل للسلام التي منحتها اللجنة النرويجية سنة ٢٠١٢ للاتحاد الأوروبي، الذي قال رئيسه “فان رومبوي” ورئيس المفوضية الأوروبية “خوسيه مانويل” أنّ الجائزة دليل على أن الاتحاد لايزال مصدر إلهام لحكام ومواطني العالم أجمع من أجل بناء قارة آمنة ومزدهرة. وذكّرت المجلة بالسوق الأوروبية المشتركة التي تمّ تأسيسها سنة ١٩٩٢ في صفحتها ٢٢ مبرزة أهمية تلك السوق.
وعبّرت المجلة في صفحاتها ٢٣، ٢٤ و٢٥ عن قلق رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، من تنامي النشاطات الاستيطانية بالقدس الشرقية، ومن عنف المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين معلنة عن دعم الاتحاد الأوروبي وبلجيكا للفلسطينيّين بأغلفة مالية معتبرة.
بينما تناولت الصّفحة الأخيرة من العدد ٢٢ لضيف الشرف في الاجتماع الشهري لرؤساء بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر، وهو وزير الخارجية الجزائري آنذاك مراد مدلسي ومعرض لصور الجزائر في منطقة بروكسل.
“الاتحاد الأوروبي”..منبر للعمل الدّبلوماسي
مرآة عاكسة للعلاقات بين أعضاء الاتحاد والدّول الشّريكة
ناصر سابع
شوهد:895 مرة