أكّدت مديرية الصحة والسكان بولاية باتنة تحسّنا كبيرا في الوضع الوبائي لفيروس كورونا، حيث تم غلق المؤسسة الإستشفائية الخاصة بالأمراض الصدرية «السوناتوريوم» بمدينة باتنة والخاصة بمرضى كوفيد التي تم افتتحاها مطلع سنة 2020، بعد تسجيل الولاية لأولى حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19، ليتم إغلاقها لعدم تسجيل حالات إصابة جديدة منذ أكثر من أسبوعين، وتعافي كل المرضى الذين كانوا بداخلها.
أشارت مصادر طبية إلى أن كل المؤسسات الإستشفائية الـ 9 بولاية باتنة، قد سجلت العودة لممارسة المهام العلاجية والصحية بمختلف المصالح الصحية بها، والتي حولت سابقا إلى مرضى كوفيد، حيث تشهد الولاية تحسّنا في الوضع الوبائي الناجمة عن جائحة فيروس كورونا نظرا للتراجع المستمر في عدد الإصابة إلى غاية غيابها تماما، وأنّ الولاية لم تسجل منذ مدة أية إصابات جديدة، غير أنّها أوصت مع ذلك بالاستمرار في التلقيح لتجنب سيناريوهات جديدة للفيروس وإن كانت كل المعطيات حاليا لا توحي بإمكانية تسجيل الجزائر لأي موجة جديدة للفيروس التاجي ومتحوراته.
وفي هذا الصدد، أكّد المختص في علم الجراثيم والأوبئة بمستشفى الأمراض السرطانية بباتنة البروفيسور كاسح لعور أحمد، في تدخّلات سابقة له عبر أمواج إذاعة باتنة الجهوية، أنّ الجزائر مصنّفة في الخانة الخضراء، وخروجها آمنة من الموجة الرابعة التي ضربتها شهر جانفي الماضي، لكن يجب الاستمرار في التلقيح كحل وحيد لتجنب بعض المخاوف من ظهور سلالات جديدة للفيروس.
كما أشار بعض الأطباء بمستشفى الأمراض الصدرية بمدينة باتنة، إلى أنّ إصابة غالبية الجزائريين بفيروس أوميكرون قد خلق نوعا من المناعة الجماعية ببلادنا جعلتها تتكيف مع سلالات الفيروس المنتشرة سابقا، ما يشير إلى إمكانية وجود فيروسات موسمية لا ترقى تداعياتها وتأثيراتها إلى تسجيل موجة خامسة، وإن أكّدوا على أنّ المناعة الطبيعية لأوميكرون لا تحمي من متغيرات مستقبلية قد تظهر، لذلك لا يجب الاعتماد عليها، خاصة وأن متحور أوميكرون سريع، ومتحوّرات الفرعية له عديدة ومتنوّعة، وأكثر سرعة رغم أنها أقل خطرا، لهذا لا يجب التراخي كثيرا لتجنب تسجيل ارتفاع جديد في عدد الإصابات مرة أخرى.
وأكّدت ذات المصادر إلى أنّ التلقيح ضد الفيروس هو الوسيلة الوحيدة المتوفّرة حاليا لضمان تجنّب الإصابة بفيروس كورونا ومضاعفاته، خاصة بالنسبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، محذّرين بالتزامن مع اقتراب فصل الصيف من تشغيل المكيّفات الهوائية وتناول المشروبات الباردة، والتي يمكن أن تزيد من معاناة المرضى، من مختلف أعراض الأنفلونزا وغيرها من الأمراض التنفسية.
لهذا يبقى الالتزام بتدابير الوقاية كوضع الكمامة، خاصة في الأماكن العمومية، العمل والأسواق، الحل الأمثل لتجنب المخاوف من العدوى، حيث دعا الدكتور بوهراوة محمد الصادق، مدير مركز التشخيص والكشف عن فيروس كورونا بمدينة باتنة سابقا، إلى ضرورة تكثيف حملات التلقيح للوصول إلى النّسبة المطلوبة.