بلغت عمليات البرنامج المحلي للتشجير لولاية خنشلة في إطار الحملة الوطنية لإعادة تشجير المناطق المتضررة من الحرائق الصائفة الماضية، 386608 شجيرة موزّعة على 10 بلديات، منها 22120 شجيرة تم غرسها في إطار العمليات التضامنية مع مختلف الشرائح المعنية بهذه العملية التي تتواصل وفقا لنظرة جديدة ومدروسة مبنية على إعادة تأهيل الأنظمة الايكولوجية الغابية بمشاركة كل الفاعلين في هذا المجال، حسب ما استقته «الشعب» من مصلحة توسيع الثروة الغابية وحماية الأراضي من التصحر لمحافظة الغابات بولاية خنشلة في هذا الريبورتاج.
تمّ اعتماد شعار «دائما من أجل عمل مشترك لتشجير الفضاءات المتضررة» لهذه الحملة وفقا لنظام ايكولوجي جديد يحمل خصائص تتلاءم مع التغيرات المناخية الحاصلة بكل منطقة من حيث نوعية الأصناف المغروسة والمبرمجة للغرس، ومن حيث طريقة غرسها ومرافقتها تقنيا، وبالنظر كذلك لفوائدها الاقتصادية والايكولوجية والاجتماعية بمشاركة عدة فئات مجتمعية لغرس ثقافة بيئية للمحافظة على الغابة.
وضعت محافظة الغابات بالتنسيق مع الوزارة الوصية ومختلف الفاعلين في هذا المجال حسب ذات المصدر، آفاقا قد تصل لغراسة مليون شجيرة لموسم الغرس الجاري 2021 - 2022، والذي تخلّله الحملة الوطنية لإعادة تشجير المناطق المتضررة من الحرائق المستمرة إلى غاية 21 مارس الجاري، حيث تمّ غراسة حوالي 70 بالمائة من المساحة المحددة للحملة، والمقدرة بـ 550 هكتار بالأشجار المثمرة والغراسة الرعوية.
وبهدف إنجاح عمليات الغرس وتثبيت الأشجار في ظرف زمني قصير لإعادة إعمار الغابات المحروقة، في أقرب وقت ممكن بإعادة تأهيل الأنظمة الايكولوجية الغابية، تمّ اختيار أصناف نباتية متلائمة مع المناخ الصحراوي والشبه الصحراوي الذي يسود الكثير من المناطق المتضررة بالولاية منها شجرة الخروب، التين الشوكي، الفستق والزيتون لما تتميّز به هذه الأشجار من مقومتها للجفاف، ونموها السريع من جهة ولخصائصها الايكولوجية والاقتصادية والطبية وغيرها حتى تساعد في جبر الأضرار من جهة، وتكون بديلا ونموذجا للفلاحين في مختلف المناطق لتشجيعهم على غرسها.
وتمّت برمجة غرس مساحة 47 هكتارا من شجرة الخروب في إطار الحملة المذكورة، أي غراسة 550 هكتار، حتى تشكّل بديلا فعّالا لإعادة التشجير في ظرف زمني قصير، وتعطي آفاقا اقتصادية تدر مداخيل على الاقتصاد لوجود مستثمرين في هذا المجال يعزمون مستقبلا الاستثمار في هذه الشجرة لتصدير ثمارها بعد طحنها لما تتميز به من خصائص طبية وعلاجية واستعمالها في عدة صناعات غذائية.
أما بخصوص شجيرة التين الشوكي كغراسة رعوية بديلة، والتي تشترك في عدة خصائص مع شجرة الخروب من حيث مقاومتها للجفاف ونموها السريع، تم في هذا السياق مباشرة غراسة 80 هكتارا بعدة مناطق متضررة، بآفاق ونظرة تشجيعية اقتصادية واعدة لما تتميز به الشجيرة من خصائص متنوعة من عدة جوانب وزيادة الوعي العالمي بخصائصها.
ودعت منظمة «الفاو» منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى إعطاء التين الشوكي أو الصبار أو التين الهندي مكانة هامة كسلاح لمجابهة التغيرات المناخية في المستقبل بفضل ما يتميز به من قيمة غذائية للإنسان والحيوان، إضافة إلى كونه مصدراً للماء، علما وان سعر زيت بذوره يبغ 1000 أورو للتر الواحد لمميزاته المتعددة خاصة في مقاومة الشيخوخة.
التّكوين وتفعيل النّوادي البيئية
تجري في هذا الصدد، عمليات الغرس بمشاركة مختلف الجمعيات الفاعلة في البيئة وجمعيات الأحياء والمتطوعين ومختلف الأسلاك الأمنية، إضافة إلى برمجة حملات تطوعية بإشراك المؤسسات التربوية في إطار اتفاقية ممضاة في هذا الشأن، تهدف إلى التوعية وغرس ثقافة المحافظة على الطبيعة والبيئة والاعتناء بالغابة لدى الأجيال كعنصر فاعل يعوّل عليه حاضرا مستقبلا في ترقية الغابات والمحافظة عليها، وجعلها مصدرا للتوازن البيئي وموردا اقتصاديا بديلا.
ومن أجل تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الحملة سواء على المديين القريب أو البعيد، دعا في هذا الصدد رئيس جمعية أوكسجين لترقية السياحة البيئية فورز بورابحة، السلطات الوصية إلى تنظيم ورشات تكوينية في الغراسة لفائدة الجمعيات لتلقينهم طريقة الغر السليم، والناجع من حيث العمق الوقت والمتابعة والأصناف وغيرها بما يضمن نجاعة العملية ككل.
كما اقترح رئيس الجمعية في حديثه لـ «الشعب»، على سلطات قطاع التربية بالولاية العمل على تفعيل النوادي البيئية في المؤسسات التربوية، وجعلها حاضنة للثقافة البيئية وغرس الأشجار والمحافظة عليها بما يمكن من لمساهم بشكل كبير في إنجاح عمليات الغرس مقترحا إدخال تدريس مقياس التربية البيئية بما يضمن إذكاء ثقافة الفعل البيئي لدى الناشئة.
وتعتزم جمعية أكسجين في الأسابيع القادمة، القيام بعمل تشجيري في منطقة العمود ببلدية المحمل شرق خنشلة بإشراف مقاطعة الغابات المحمل، وبالتنسيق مع جمعية مكافحة الآفات الاجتماعية، حيث سيتم غرس 1000 شجيرة من صنفي الصنوبر الحلبي والسرو في إطار حملة الغراسة الجارية.