«المدينـة التـي لا تنـام»...عنابة تحــن إلى مصطافيها

سكـون يخيّـم علـى الكورنيش وعائلات تشتـاق لسهرات ليليّــة

عنابة: هدى بوعطيح

 عنابة..والتي يطلق عليها اسم «المدينة التي لا تنام» باتت اليوم شبه مهجورة من زوّارها، الذين يأتونها مع حلول موسم الإصطياف من مختلف جهات الوطن، ومن أرجاء العالم، بسبب جائحة كوفيد 19، هذا الوباء الخبيث، الذي جعل من شواطئ بونة التي تزخر بها تحن لأبنائها وللمصطافين، ولتلك السهرات الليلية التي تستمر إلى ساعات متأخرة من الليل.
لم تكن عنابة لتعيش هذا الوضع، لولا هذا الفيروس المفاجئ، الذي قلب الموازين، وجعل منها مدينة نائمة، تنتهي بها السهرات في حدود الساعة الثامنة مساءً تنفيذا للحجر الصحي، حيث يلتزم سكانها منازلهم لأمنهم وتفاديا لانتشار الوباء، لتصبح شواطئ بونة مهجورة تماما، وهي التي تعوّدت على الحركية التي لا تتوقف لا ليلا ولا نهارا، طوابير لامتناهية لعائلات تتجول على الكورنيش، وأخرى تفترش الرمال، بحيث ترافقها في قعدتها كؤوس الشاي والفول السوداني، في حين أن هناك بعض الشباب من يفضّلون السباحة ليلا.  
اليوم عنابة تحن إلى مصطافيها من مختلف جهات العالم، والذين غابوا عنها في إطار الإجراءات والتدابير الرامية إلى حماية صحة وسلامة المواطنين من خطر الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد 19)، لاسيما التدابير المتخذة من أجل التصدي لانتشار عدوى هذا الوباء المستجد في الأوساط العامة والفضاءات المستقطبة للجماهير.
 

جوهرة الشرق «بونة» تفقد بريقها

سكان جوهرة الشرق «بونة» يحنّون بدورهم للسهرات الصيفية على شواطئها، فلا توجد عائلة عنابية لا تقضي لياليها بإحدى شواطئ عنابة، حيث أن أغلبهم لا يلتحقون بمنازلهم إلا مع الساعات الأولى لبزوغ الفجر، خاصة وإن عرفت شواطئ عنابة سهرات فنية متنوعة.
لكن بالرغم من الإجراءات التي قامت بها السلطات الولائية، لمنع ارتياد شواطئ بونة، إلا أن الكثير من سكانها لم يمنعهم هذا الوباء من التجوال على الكورنيش، لا سيما في الفترة المسائية، وهو ما وقفت عليه «الشعب» بشاطئي «سانكلو» و»شابي» على وجه الخصوص، حيث يرتاده سكان بونة للترويح عن أنفسهم في ظل الحجر المفروض عليهم، فهناك من يفضل التجوال فقط على الكورنيش، وآخرون يفضلون الجلوس قبالة البحر للتمتع بنسيمه. في حين أن فئة تفضل الجلوس على شاطئ البحر، ولم تمانع في أن يستمتع أطفالها بالسباحة، حيث أكد البعض منهم أنه من المستحيل أن يبقى هؤلاء الأطفال حبيسي أربعة جدران، على إعتبار أنهم بحاجة إلى الترفيه والإبتعاد قليلا عن ضغوطات المنزل في ظل الحجر المنزلي المفروض عليهم، مع العلم أن ما يلاحظ هو أن أغلب سكان الولاية والذين كانت وجهتهم البحر، يراعون الإجراءات الوقائية اللازمة بارتداء الكمامات، وتجسيد التباعد الجسدي..
من جهة أخرى، فإن السلطات الولائية وبالرغم من الفيروس المستجد كوفيد 19، إلا أنها عملت على التحضير لموسم الاصطياف، بتسخير مختلف الإمكانيات المادية والبشرية، حتى تكون جاهزة لاستقبال زوّارها، في حال تحسّن الوضع الصحي للبلاد، حيث قامت بتسطير برنامج خاص يعيد لعنابة بريقها، لا سيما شواطئها، من خلال تزيين الطرقات المؤدية إليها وتنظيف محيط شوارع وأحياء مدينة عنابة، وتنظيف الشواطئ، والعناية بالمساحات الخضراء، إضافة إلى تعميم الإنارة العمومية على طول الكورنيش والساحل العنابي الذي يُعتبر الوجهة الأولى للمصطافين، فضلا عن تجديد وتثبيت الكراسي المقابلة للشواطئ، ووضع حاويات القمامة وإصلاح مصبات المياه القذرة..إلى جانب تجهيز الحمامات والمراحيض ومراكز الحراسة الخاصة بالأمن والدرك الوطني.
ويأمل أبناء عنابة أن تعود الحياة إلى طبيعتها ويزول هذا الوباء، ليعود بريق جوهرة الشرق بونة، والتي تعتبر مدينة سياحية بامتياز، يحج إليها المصطافون كل سنة من مختلف أرجاء العالم.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024