أثبتت الوسائل التكنولوجية الحديثة انها قادرة على التأثير في المجتمعات، فقد “استولت” على كل الأماكن العمومية التي يقصدها الشباب، وأصبح الانسان مدمنا على آلته، هذا ما أبعده عن الكتاب الذي فقد رونقه بالمنافسة مع الأجهزة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. أصبحت الأجهزة الالكترونية الرفيق الدائم للشباب أينما حلوا، في قاعات الانتظار، الحافلات داخل البيوت، مما أدى الى “ الفُرقة” بين أفراد الأسرة الواحدة، فأصبح لكل واحد عالم افتراضي يعيش فيه، خصوصا مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفقا للاحصائيات، فإن عدد مستخدمي تلك المواقع يزداد زيادة مطردة في كل ثانية ، ويعد موقع فايسبوك من أكبرها، حيث تعدى عدد مستخدميه المليار عبر العالم.
فبالرغم من كونه مكسبا للمعلومات الهامة وتبادل الخبرات الحياتية عن طريق المحادثات مع الأصدقاء، إلا أنه يؤدي الى الادمان حيث يقود الشباب خاصة الى العزلة والانطوائية عن مجتمعاتهم.
كما أبعدت الأجهزة الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي الشباب عن الكتب الورقية، فخفت نورها وقل الاقبال عليها فبعد أن كان الكتاب خير جليس في الأنام أصبح بلاجليس عند مجتمع سار به بحر العولمة عكس الأمواج فغرق في جوفه.
من هنا فإن الابحار في سفينة العالم الافتراضي لن تصل بنا الى شاطئ الأمان بقدر ماتحجبنا عن رؤية جمال يابسة الواقع، فالكتب التقليدية كانت ولاتزال تراثا انسانيا لابد من المحافظة عليه.