الميثاق قادر على التكفل بكل من قاوم التخريب
وصف الإمام جلول حجيمي المصالحة الوطنية بالمكسب التاريخي والإنجاز الحضاري الذي لا بديل عنه في استعادة السلم والأمن عبر كامل التراب الوطني، وهذا بفضل الاستجابة لنداء عقلاء الأمة وتفهم الأطرف الأخرى، سمح بالعودة إلى الاستقرار وبعث التنمية.
واستنادا إلى حجيمي، فإن هذا التوافق السياسي تجاه مصير البلد، والسعي لإخراجه من براثن الضغوط التي كان يتعرض لها يستحق منا كل التثمين في أسمى صوره من القوى الحية وضحايا المأساة وكل طرف تنازل عن حقه من أجل مصلحة الجزائر ومستقبل شعبها الآمل العيش في كنف الهدوء.
واعتبر إمام مسجد الورتلاني ما قام به الأئمة والعلماء والفقهاء وشيوخ الزوايا في الدعوة الى المصالحة بالمهام الاستنثائية وبقناعة تامة وفق ماورد في الآية الكريمة، {ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}.. هذا مايؤكد على أن هناك نبذا للعنف ورفضا للتطرف وابتعادا عن الغلو حفاظا على البلاد والعباد.. وينضوي الكل تحت مظلة السلم تبعا لقوله تعالى: {فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.
ولابد من الإشارة، هنا أنه مهما قيل عن المصالحة فإنها جاءت بالاستقرار، وفي هذا الصدد يجدر بنا الإقرار بالفضل لرئيس الجمهورية في هندسة هذا المسعى ويدخل هذا الخيار التاريخ من بابه الواسع، ويتحول الى مرجعية بالنسبة للشعوب التواقة إلى الطمأنينة في أوطانها، لاستلهام منها المبادئ المرسمة في مضامينها.
وخير دليل على هذا هو أن الخيرين في هذا البلد، قرروا دسترة المصالحة وإدراجها في أسمى وثيقة في البلاد، لتكون محمية بقوة القانون وبفضل هذا التوجه الجديد المبني على التسامح مابين أبناء الوطن الواحد، واستعادة الأمن عادت منطلقات التنمية الوطنية الشاملة بالانطلاق في مشاريع لا تعد ولا تحصى لاستدراك كل مافات.
والمصالحة الوطنية اليوم قادرة على التكفل بكل المطالب التي لها صلة وثيقة بالمواد المعنية بذلك أو التي تشير صراحة إلى هذا الجانب في النص المعد لهذا الغرض والأمر متوجه الى كل من دافع عن هذا الوطن وخدمه بصدق وتفان وإخلاص من أجل إخراجه من تلك الحالة المأسوية التي عاشها خلال التسعينيات وينعم اليوم بالهدوء بفضل كل من تصدى لدعاة تكسير الدولة الوطنية.