نعم المصالحة الوطنية لا يحس بها إلا من عاش ويلات الدمار والموت
ساعد استتباب الأمن الذي عرفته قرى ودشور ولاية المدية منذ نهاية التسعينيات على عودة الكثير من النازحين والمهجرين إلى أرزاقهم بهذه الولاية بعد المجازر والأعمال الدموية التي شهدتها بلديات ضمن ما كان يطلق عليها بولايات مثلث الموت.
وإن لا تزال بعض المناطق تعرف من حين إلى آخر عمليات اجرامية كما هو الحال بمناطق ضواحي بلدية دراق. يتذكر رجل الدفاع الذاتي «حميد .ل» ابن بلدية بن شكاو، بعد مرور 24 سنة من حمله للسلاح في وجه عصابات الدم ما عانته هذه المنطقة من ويلات العشرية السوداء والتي بقيت آثارها ساكنة في نفوس آهاليها إلى يومنا، رغم عودة الإستقرار والطمأنينة إلى أرياف هذه البلدية.
يسرد ابن دشرة بياتة أهم المجازر الدموية التي بقيت عالقة في مخيلته والتي شهدتها هذه البلدية الجبلية وراح ضحيتها الكثير من الأشاوس وبخاصة تلك الليلة الحزينة التي استشهد فيها عمه المجاهد «أحمد .ل» اثر كمين ارهابي نصبته له مجموعة دموية متكونة من 05 أفراد مسلحين، عقب اقدامها على قتل المجاهد المدعو «بورجو» ليتم بعد ذلك ـ حسبه ـ ملاحقتهم واستدراجهم إلى حوش فنيو ببن شكاو، ثم نحو الغابة المجاورة وتم اطلاق النار عليهم وتم القضاء على ثلاث ارهابيين واسترجاع بندقيتين من نوع كلاشينكوف ومسدس آلي من عيار 136، فيما فر رابع، بعد ما دام تبادل اطلاق النار قرابة الساعتين.
واصل المقاوم «حميد» سرد ما حدث في هذه الفترة قائلا «... وبعد 35 يوما تقريبا استشهد أيضا المجاهد المدعو «رابح.ق» على اثر كمين نصب له بحوش مورة، كما لقي ابن المجاهد «أحمد .ل» المدعو الرميلي حتفه، قبل أن يقضي المجاهد رابح على الإرهابي المدعو مراد ليتم بذلك تجفيف منابع الغذاء على المجموعات الدموية التي كانت تنشط وتتسلل إلى هذه البلدية وتتخذ من مزرعة حمامو مكانا للتقوت، عقب التحاق الكثير من شباب البلدية بصفوف القوات الأمنية وقتها مطوقين بذلك أي تحرك للجماعات الدموية، اختتم حميد ونحن نعيش سنوات الراحة، حديثه بأنه بعد تسليم الارهابي «يعقوب .ش» برتبة أمير جماعة إرهابية للسلطات العسكرية بالبرواقية ما بين 1998 و2000، صرّح لقادتها آنذلك بأن كل محاولات الارهابين لقرية بياتة باءت بالفشل جراء صعوبة اختراقها بفضل استماتة مجاهديها ومقاوميها، مؤكدا في هذا الصدد بأنه بعد هذه السنوات المرة استعادت بلدية بن شكاو الجبلية عافيتها بفضل نجاح مسار المصالحة الوطنية وحقن الدماء، وبعدما انخرط شبابها في هذا المسعى ودفاعهم قبل ذلك على شرف عائلاتهم وآراضيهم بحيث تحول هؤلاء إلى خدام الأرض بما مكّن الكثير منهم للعودة إلى آرزاقهم.
«الشعب» تخوض في يوميات العشرية السوداء وتلتقي رجالاتها
حميــــــد أحد رجال الدفــــــاع الذاتــــــي ببلديــــــة بن شكــــــاو بالمديــــــة
المدية: ع . ملياني
شوهد:724 مرة