عاد أستاذ العلوم السياسية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو السيد رابح زاوي الى قرار المغرب قطع علاقته الدبلوماسية مع ايران وما رافقها من ادّعاءات واتهامات طالت أكثر من جهة، بدءا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله اللبناني ثم جبهة البوليساريو وبشكل غير مباشر الجزائر.
قال الأستاذ زاوي، أن هذا القرار، وإن صدر من الرباط وعلى لسان وزير الخارجية المغربي،فهو ليس مغربيا بحتا وإنما ناتج عن إملاءات صادرة عن جهات خارجية تسعى لفرض أجندة خاصة في المنطقة، مقابل مكاسب يسعى المغرب الى تحقيقها بغير وجه حق.
ووصف اتهامات الرباط، بأنها مجرّد كذبة لن يصدّقها أحد، لأن جبهة البوليساريو - كما أضاف- هي الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي وليست منظمة إرهابية، كما أنها في غنى عن أي ممارسات مشبوهة، خاصة مع الانتصارات الدبلوماسية المتتالية التي تحقّقها على المستوى الدولي.
اعتبر الأستاذ رابح زاوي في حديث لـ»الشعب» أن التصريحات التي صدرت عن وزير الخارجية المغربي قبل أسبوع، هي تصريحات غير مسؤولة ولا تعبر إطلاقا عن أية نية لتحسين العلاقات بين الدولتين الجارتين «الجزائر والمغرب»، خاصة أنها لا تستند إلى أية أدلة أو براهين، وإنما تقوم على أسلوب عهدناه وأصبح سمة بارزة للسياسة الخارجية المغربية، وهي مهاجمة الجزائر كلما تعلق الأمر بعجزه عن مسايرة نسقها خاصة على المستوى الإقليمي ثم الدولي.
من ناحية أخرى، أكد محدثنا أن هذه التصريحات تأتي كنتيجة للضغط الذي تعرفه المملكة داخليا وخارجيا، فداخليا يتعلق الأمر بفشل الحكومات المغربية المتعاقبة في إيجاد حلول جذرية للمشاكل التي يتخبط فيها المغرب، وهوما ظهر بشكل جلي في تعامله مع أزمة منطقة الريف وجرادة، وخارجيا تزايد الضغوط الدولية فيما يتعلق بدعم المجموعة الدولية لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وأوضح المتحدث، أن الأمر يجب أن يفهم في سياق أوسع وليس ضمن المستوى الإقليمي، حيث أنه لا يخفى على أحد - كما ذكر- التقارب الحاصل ومنذ فترات طويلة بين المغرب من جهة وبين بعض الدول الأخرى والذي انعكس بشكل واضح على القضايا الأساسية المطروحة في المنطقة، على غرار دعم الطرح المغربي غير الشرعي للحكم الذاتي وإقرار سيادته على الصحراء الغربية بدون وجه حق، وخير دليل على ذلك الدعم الدولي وليس الإقليمي فقط لحقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، مشيرا إلى أن الهدف الحقيقي من وراء الموقف الذي اتخذه المغرب ليس مغربيا بحتا وإنما ناتج عن إملاءات خارجية تفرض عليه من طرف المحور الذي اختار الاصطفاف به، ومن أجل تحقيق مكاسب يطمح لتحقيقها ولو تعلّق الأمر بمعاداة جارته الجزائر.
وتوقع الأستاذ زاوي، أنه في حالة ما إذا استمر الأمر على ما هو عليه من استفزازات مغربية، فقد تلجأ الجزائر إلى تخفيض التمثيل الدبلوماسي كخطوة تنم عن الرفض التام لمثل هذه الممارسات التي لا تخدم إطلاقا مسألة التأسيس لعلاقات أخوية بين البلدين، ولو أن الدبلوماسية الجزائرية مثلما هو معروف عليها هي دبلوماسية أفعال وليس أقوال.
وأضاف، أنه لابد من الإشارة إلى نقطة هامة، وهي أن جبهة البوليساريو هي الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي وليس منظمة إرهابية حتى يتمّ اتهامها بهذه الممارسات، موضحا أن مسألة الدعم الإيراني للجبهة تميل أكثر لكونها كذبة أطلقها النظام المغربي وصدقها بنفسه ويحاول إقناع الآخرين بها، ذلك أن الجمهورية العربية الصحراوية لم يعهد لها ومنذ تأسيسها مثل هذه الممارسات، خاصة مع الانتصارات الدبلوماسية المتتالية التي تحققها على المستوى المغاربي والإفريقي فالدولي.
أما عن مسألة معاداة النظام الإيراني وقطع العلاقات معه دفعة واحدة وبدون بوادر واضحة وممهدة لهذا الفعل، فهي تنمّ عن كونها جاءت نتيجة لتوجهات معينة وأجندة خاصة يحاول المغرب تطبيقها في المنطقة.