الأستاذ فؤاد أبركان لـ«الشعب»:

«مسيرة العودة» تعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة

إيمان كافي

الحلّ لن يكون في المنابر الأممية بل عبر مشروع وطني تحرّري

تعرف الأوضاع بفلسطين تطورات خطيرة، خاصة في أعقاب إطلاق «مسيرة العودة »التي أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد السياسي والإعلامي الدولي، فضلا عن التغيرات والتحديات الكبيرة التي فرضتها مؤشرات ومستجدات الساحة العربية والعالمية، وما يرتقب من ردود فعل على تجسيد ترامب  لقراره بنقل سفارة أمريكا إلى القدس شهر ماي القادم، في خطوة لا يمكن وصفها  إلاّ بالتطاول على الشرعية الدولية والعبث  بالقرارات الأممية.
الكثير من التساؤلات حول المنعطف الحاسم الذي تمرّ به أمّ القضايا العربية طرحتها «الشعب» على أستاذ العلوم السياسية بجامعة تيزي وزو فؤاد أبركان، الذي خلص إلى أن المخرج الوحيد للقضية الفلسطينية لا يمكن أن يكون إلا بحشد الصفوف الفلسطينية ونبذ الخلافات الحزبية ورسم مشروع وطني تحرّري يستعيد الحقوق الضائعة على مرّ سبعة عقود.

«الشعب»: مسيرة العودة «أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد السياسي والإعلامي الدولي فما قولكم؟
الأستاذ فؤاد أبركان: فعلا كانت الهبة الجماهيرية الفلسطينية في إطار ما أطلق عليه «مسيرة العودة» بمثابة نداء وتذكير للاحتلال الإسرائيلي وللعالم بأسره بشرعية الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وضمان حق العودة للاجئين، وهي بذلك رسالة قوية للقريب والبعيد على أن أي تسوية لا تتضمن هذه الحقوق لن يقبل بها الشعب الفلسطيني.
 رغم أن العالم بأسره يقف على سلمية «مسيرة العودة»، إلا أن الكيان الصهيوني يواجه المحتجين العزّل بالرصاص الحي ويسقط العديد من الشهداء ولا عدالة دولية تحرّكت، ما تعليقكم؟
 مواجهة المحتجين الفلسطينيين بالرصاص والاعتقال والتهجير، ليس جديدا على الاحتلال الإسرائيلي، فالكيان الصهيوني لم يتوقف عن ممارسة سياسة الترهيب والتقتيل والتشري مند اغتصابه للأرض الفلسطينية وإقامة «دولته اللاشرعية» عليها سنة 1948، والمشين في كل هذا، أن العدالة الدولية لم تتمكن من إنصاف الفلسطينيين وتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال الإجرامية للمحاكمة أو حتى إدانتهم في ظلّ توفير غطاء أمريكي غربي لإسرائيل للتمادي في عدوانها.
 مرّ شهر على الانتفاضة الجديدة فما هي النتائج المحققّة لحدّ الآن؟
 في البداية أود أن أشير إلى أن ما تشهده الأراضي الفلسطينية على الرغم من أهميته، إلا أنه لا يرقى لأن نسميه بانتفاضة، لأنها أحداث محدودة المكان (قطاع غزة) والزمان (أيام الجمعة)، لذلك أفضّل أن أطلق عليها هبة جماهيرية، وفيما يخصّ النتائج التي حققتها هذه الأخيرة فيمكن ذكر أنها مثلت سبيلا لإسماع الصوت الجماهيري الفلسطيني على المستوى العالمي ومواجهة المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
يترقب العالم أن تشهد القضية الفلسطينية منعطفا حاسما مع حلول منتصف ماي القادم وهو تاريخ النكبة أولا، وثانيا تاريخ  تجسيد ترامب لقرار نقل السفارة؟
 يتّضح جلياّ أن الرئيس الأمريكي ترامب في خطى ثابتة نحو تجسيد وعوده الانتخابية وأخطرها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بما يعني الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهذا يمثل تنكّرا وتحديا أمريكيا للشرعية الدولية التي تعتبر القدس مدينة تحت الاحتلال.
 كيف تتوقعون ردة الفعل على هذه الخطوة؟
 بكل أسف، لا أعتقد أن الموقف العربي أو الدولي يمكن له أن يتجاوز حدّ الإدانة لهذه الخطوة، بل ربما قد يصبح أداة لابتزاز السلطة الفلسطينية في الحصول على تنازلات في مسار التسوية السياسية.
 نقف على موقف عربي متخاذل تجاه قضيته الأولى، حتى أنّ هناك من يتحدث عن مؤامرة تحاك في الخفاء تحت عنوان صفقة القرن؟
 في نظري، الموقف العربي لم يكن في مستوى التحديات التي واجهتها وتواجهها القضية الفلسطينية، وما زاد من خفوت الصوت العربي تجاه قضيته الأولى حالة اللااستقرار السياسي والأمني والاقتصادي التي تعرفها المنطقة منذ أزيد من سبع سنوات جراء أحداث ما سمي بـ»الربيع العربي» الدموي، التي أشغلت العديد من الدول العربية بأوضاعها الداخلية، وأدّت إلى تدمير وتراجع العديد من بلاد العرب المعروفة بمساندتها للقضية الفلسطينية مثل سوريا والعراق.
أما فيما يتعلّق بصفقة القرن التي يتم تداولها، فهي انعكاس لحالة التردي العربي الذي بلغ مستويات خطيرة، حيث وصل الأمر ببعض الدول إلى المتاجرة بالقضية الفلسطينية مقابل مصالح شخصية تتعلق باستحقاقات سياسية.
 أيّ مخرج لهذه القضية بعد 70 سنة من الاحتلال؟
 أعتقد أن مخرج القضية الفلسطينية لن يكون في منابر الأمم المتحدة، وإنما بحشد الصفوف الفلسطينية على اختلاف مشاربها، ونبذ الاختلافات الحزبية التي كانت ولازالت معطّلا لأي توافق، ورسم مشروع وطني تحرري يضمن استعادة الحقوق المسلوبة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024