أكّد المشاركون في لقاء برشلونة الأخير قبل النّدوة الوزارية على ضرورة تعزيز التنمية في حوض المتوسط من أجل الاستجابة للتحديات التي تواجهها المنطقة، وإعطاء دفع جديد للتنمية في حوض المتوسط. ويعتبر اللقاء رسالة سياسية قوية من أجل الوحدة، وكذا المشاريع الاقتصادية الملموسة لجميع البلدان من أجل ضمان حقوق السكان والشغل للشباب، وسيقدم الاتحاد من أجل المتوسط قريبا خارطة طريق من أجل إعداد برنامج مشترك مع العديد من المنظمات، منها الاتحاد الأوروبي بهدف تعزيز الروابط بين ضفتي المتوسط.
الإتحاد من أجل المتوسط منظّمة حكومية دولية، تجمع بين الدول الثماني والعشرين أعضاء الاتحاد الأوروبي وخمسة عشر بلداً من الساحلين الجنوبي والشرقي للبحر المتوسط. وهو يتيح منتدى فريداً من نوعه لتعزيز التعاون الإقليمي والحوار في المنطقة الأورو متوسطية، التي تعتبر أول هيكل دائم مكرّس للشراكة المتوسطية الحكومية الدولية، وتتّخذ من برشلونة مقراً لها بصفتها المؤسسة التشغيلية التي تخوّل هذا الحوار الإقليمي بين الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة، فتعزّز أوجه التآزر فيما بينها وتروّج لمشاريع ومبادرات التعاون ذات الأثر المباشر على حياة المواطنين.
يجمع الاتحاد من أجل المتوسط بشكل منتظم بين ممثلي دوله الأعضاء الثلاث والأربعين، وهو يعمل كإطار للحوار بشأن السياسات وتبادل أفكار المشاريع والتجارب، وأفضل الممارسات بين الحكومات والمؤسسات الدولية الرئيسية وهياكل التعاون. ويتيح الاتحاد من أجل المتوسط منصة فريدة من نوعها لبلورة الأولويات الإقليمية، والبت في مبادرات التعاون المعينة التي يتم تنفيذها.
مشاريع ومبادرات
ضماناً للمتابعة التشغيلية للأولويات الإقليمية التي يتم تحديدها، تروّج الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، بالشراكة مع الأطراف الفاعلة الدولية الرئيسية، لمشاريع ومبادرات تعاون في عموم المنطقة تعالج الأسباب الجذرية للتحديات الأمنية والاجتماعية الاقتصادية الإقليمية الراهنة، معززةً التكامل الإقليمي والتنمية المستدامة لاسيما بعد استفحال ظاهرة الإرهاب وانتشاره بالعديد من الدول والأزمات الاقتصادية العالمية، وبخاصة بعد انخفاض سعر البترول بالنسبة للدول النفطية.
يتمّ تنفيذ المشاريع والمبادرات في إطار الاتحاد من أجل المتوسط ضمن ستة مجالات أولوية استراتيجية، من ضمنها تنمية الأعمال، الشؤون الإجتماعية والمدنية، التعليم العالي والبحث العلمي والنقل والتنمية الحضرية والمياه والبيئة الطاقة وتغير المناخ.
وتندرج مجالات الأولوية هذه ضمن ثلاثة استراتيجيات مواضيعية رئيسية، تسمح للاتحاد من أجل المتوسط بالتصدي بشكل متقاطع للشواغل الرئيسية التي تواجه المنطقة في يومها هذا وتوفر حلولاً إنمائية دائمة مصمّمة، بحيث تمسّ حياة آلاف المواطنين مباشرة وتحقق نتائج ملموسة على الأرض (التنمية المستدامة ـ صلاحيات الشباب للتوظيف والنمو الشامل للجميع ـ التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة).
وخلال عام 2015، أعدّت الأمانة العامة وسرّعت تنفيذ 33 مشروعاً إقليمياً معتمداً بتكلفة نحو 5 مليارات يورو في المجالات الرئيسية كلها.
ينفَّذ عمل الاتحاد من أجل المتوسط في إطار تعاون وثيق مع شبكة من المؤسسات الشريكة الرئيسية وحكومات الاتحاد الثالثة والأربعين والمؤسسات المالية في مجال الشؤون الأورومتوسطية الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
نهج عملي
تقوم حوكمة الاتحاد من أجل المتوسط على الأداء المنصف والمسؤولية المشتركة، رئاسة مشتركة بين الشمال والجنوب تضمن التكافؤ بين بلدان الضفتين الشمالية والجنوبية.
يوفّر هذا المبدأ درجة من المرونة يجوز بموجبها لعدد أصغر من البلدان أن يقرر، بموافقة الدول أعضاء الاتحاد من أجل المتوسط كافة، التعاون والمشاركة في المشاريع ذات الاهتمام المشترك.