الإرهاب جريمة ضد الإنسانية

س / ناصر

شهد التاريخ في مساره الطويل أنواعا من العنف والإرهاب تتوزّع على الشعوب والأمم والدول، ولذلك ينبغي رفض أي ربط للإسلام بالإرهاب، حيث إن الظاهرة دولية ولا تعرف حدودا أو جنسية، ولا تفرق بين الكبير والصغير وليست فقط حكرا على الدول الضعيفة أو النامية بل لا تستثني حتى أكبر الدول تقدما في الجانب الأمني والعسكري، حيث تعرّضت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا لاعتداءات دموية رهيبة.
تعرض العالم لموجات متتالية من الإرهاب الغاشم. وأغار الإرهابيون على الديار تحت جنح الظلام وأضرموا النار في المؤسسات، نكّل الإرهاب بضحاياه بتجميع المواطنين العزل في الساحات وأعدموا بالرصاص على أيدي قتلة محترفين أو عن طريق الذبح بالسكاكين كالخرفان على أيدي المجرمين المتعطشين للدماء لأنهم قالوا “إن أفكار الإرهاب هدّامة وأنها لا تفرض إلاّ على عقول الجهلاء وغير المتعلمين الذين خلت قلوبهم من الرحمة الإنسانية”. حتى الأطفال والرضع ورجال الدين استهدفهم الإرهاب كذلك، فهو يشنّ غاراته على سكان القرى محاولا جعلها مناطق غير مأهولة يدمر المدارس  ويشعل الحرائق وينسف الجسور والسكك الحديدية ويزرع الألغام في الطرق العامة ويدمّر مراكز العناية الصحية كما يقوم الدمويون بالاغتيالات العشوائية للناس.
وللأسف يتلقى الإرهابيون دعما وملاذا من بعض الدول مثلما فعلوا ذلك في سوريا حيث هيأوا الأرضية ودعموا بالتدريبات وبالمال والأسلحة وهذا باعتراف هيلاري كلينتون في كتابها الأخير بأنهم هم من صنعوا تنظيم “داعش” وكوّنوا تحالفا لمحاربتهم ولكنهم اكتووا بالنار التي عانى منها السوريون طيلة خمس سنوات والعراقيون سنوات عديدة وليبيا ومصر وتونس ولبنان، واليمن ومن قبل الجزائر أكثر من عشر سنوات.
لذلك أقول للجميع، لا تسمحوا للإرهابيين أن يجدوا مأوى بينكم كونه أزهق أرواح الكثيرين من الأبناء والشيوخ من الرجال والنساء والأطفال والرضع والركع السجود، ولولا الإرهاب لكان اليوم آلاف البشر يعيشون بين أهاليهم وأحبائهم وذويهم، لكنهم رحلوا عنهم إلى الأبد ضحية إجرامية. ويستخدم الإرهابيون لارتكاب جرائمهم عدة أساليب منها:
الترويع العشوائي للمواطنين سواء أكانوا من الأطفال أو النساء أو المسنين ومقصدهم من ذلك هو إرغام السكان المحليين على الخضوع لهم وإيوائهم، النيل من سمعة مؤسسات الدولة وخلق جو من عدم الاستقرار، الاتجار بالمخدرات وتهريب الأسلحة والابتزاز وتهريب البشر وخطف الأطفال وغسل الأموال وتجنيد المتمردين وتدبير الموارد المالية التي يحتاجها، وتلجأ المنظمات الإرهابية إلى وسائل غير مشروعة لتمويل جرائمها، وهو الأسلوب الذي تستعمله إسرائيل تجاه الفلسطينيين دون أن تبالي بالقرارات الدولية التي تضرب بهم عرض الحائط.
إن إعلان الأمم المتحدة بشأن تدابير القضاء على الإرهاب الدولي الذي اعتمدته الجمعية العامة في دورتها التاسعة والأربعين، يلقي أضواء على القلق الذي يساير المجتمع الدولي إزاء تنامي العلاقات الخطيرة بين الجماعات الإرهابية وتجارة المخدرات وعصاباتها التي تشبه الجيوش والتي تلجأ إلى كافة أشكال العنف مهدّدة بذلك النظام الدستوري في مختلف الدول منتهكة حقوق الإنسان الأساسية، ولذلك على المجتمع الدولي أن يتجنّد بكل الوسائل المتاحة لمحاربته وبسط السلم والأمن والاستقرار في كافة دول المعمورة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024