كان يحضر إلى الجزائر من اجل تجديد النفس وإعادة بعث المقاومة

في ذكرى رحيل حامل البندقية وغصن الزيتون

سعيد بن عياد

في مثل هذا اليوم 11 نوفمبر من سنة 2004 أعلنت وفاة الزعيم الفلسطيني الثائر، ياسر عرفات أبو عمار، بعد أن تعرض طويلا لحصار قاتل بمكتبه برام الله مسجلا قبل أن ينقل مريضا إلى باريس موقفا بطوليا لرجل رفض الانكسار إلى آخر لحظة، متحملا مختلف الممارسات الصهيونية التي تكالبت عليه من أجل التخلص من رجل بقي كالشوكة في حلق الاحتلال الغاصب.
ويمثل أبو عمار الذي قاد منظمة التحرير الفلسطينية منذ الستينات إلى أن تولى السلطة في أعقاب تفاهمات غير متكافئة فرضها الكيان الصهيوني بدعم من حماته الدوليين رمزا للشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من تبعات اتفاقيات لم تحقق السلام إنما جزأت الأرض وقطعت الأوصال وشردت السكان بينما تواصل دولة الاحتلال القائمة على إرهاب المدنيين واغتيال الأطفال والتنكيل بالشباب والاعتداء على النساء مشروع تهويد القدس وتدنيس المقدسات.
كان حامل البندقية بيد تعبيرا عن الكفاح وغصن الزيتون باليد الأخرى تعبيرا عن السلام- كما أعلنها بالأمم المتحدة التي دخلها ثائرا لما كانت الجزائر من خلال عبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية آنذاك تترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1974- يشد الرحال إلى الجزائر كلما ضاق به الأفق واشتدت عليه الضغوطات حتى من أبناء جلدته،ن كان لا يتوقف عن القول انه يحضر إلى الجزائر من اجل تجديد النفس وإعادة بعث المقاومة الفلسطينية ضمن إرادتها الحرة فهي أي الجزائر على مر السنوات وتعاقب القادة لا تتدخل في الموقف الفلسطيني بل يقف إلى جانب خياره الوطني.
عانى الثائر عرفات خاصة بعد أن توقفت انتفاضة الحجارة الكثير من الضغوطات والابتزاز حتى من عواصم عربية حاولت فرض الوصاية على الثورة الفلسطينية خاصة عقب دخوله معركة المفاوضات مع الكيان الصهيوني الذي تنكر لتعهداته واستفاد كثيرا من دعم عاصم غربية مؤثرة في القرار الدولي،، وتحمل عبء الخلافات العربية إلى درجة الوقوع في أزمات أثرت على مسار القضية كما حصل غداة احتلال العراق للكويت في 2 أوت 1990 وأعلن الراحل يومها موقفا مؤيدا لصدام حسين، مما أثار رد فعل قاس من دولة الكويت قبل أن يعاد ترميم جسر العلاقة.
رحل ابو عمار ولا تزال القضية الفلسطينية تعاني من عدوان الاحتلال مستفيدا من انقسام الصف الوطني وتشرذم فصائله في ظل تكريس انقسام جغرافي بوجود سلطتين واحدة في رام الله تعاني من تبعات التنسيق الأمني مع دارة الاحتلال وأخرى في غزة تواصل حمل لواء مقاومة تعرضت للضرر أيضا جراء تداعيات الأزمة السورية بعد أن اختار قادة حركة حماس خطا غير محايد في فتنة أتت على الأخضر واليابس.
 ولعل أفضل تعبير عن الوفاء لتاريخ لنضال الشعب الفلسطيني ورد الاعتبار لزعيمه ياسر عرفات أن يبذل الإخوة الفرقاء جهدا على مسار الوحدة الوطنية من اجل تحديد المسار الأكثر نجاعة لتحقيق الأهداف الوطنية ضمن الإطار الذي يكرسه القانون الدولي بما في لذلك المقاومة بكل الأشكال الممكنة بدل أن تبقى الجهود عرضة للضياع من خلال أعمال مقاومة فردية يقوم بها الشباب لا يجد من وسيلة للتعبير عن موقفه سوى حمل خنجر ليذكر العالم كله انه موجود وان عدوه محتل غاصب ومعتد عنصري يعيش على الإرهاب وسفك دماء العزل. رحم الله عرفات ودامت مقاومة الشعب الفلسطيني.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024