خلّد الشعب الصحراوي قبل أيام الذكرى الـ42 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “جبهة البوليساريو”، والتي عقد مؤتمرها التأسيسي في 10 ماي 1973 تحت شعار “ بالبندقية ننال الحرية “ وأقرّ اندلاع الكفاح التحريري المسلح ضد الإدارة الاستعمارية الإسبانية بعد فشل كل أساليب النضال السلمي التي قمعت بعنف وهمجية في 17 جوان 1970.
في الواقع لم يترك الاستعمار الاسباني أي خيار أمام الصحراويين غير حمل السلاح للحصول على الحرية، وعشرة أيام بعد تأسيسها، أي في 20 ماي 1973، أشعلت البوليساريو شرارة الثورة، فكانت عملية الخنكة التاريخية التي شكّلت بداية العمل المسلح الذي تواصل في مواجهة الاستعمار الإسباني ثلاث سنوات قبل أن يفرض على الشعب الصحراوي الانخراط في الكفاح مجددا بعد تعرض وطنه للغزو والاحتلال من طرف المغرب سنة 1975.
ولم يتوقف القتال حتى 6 سبتمبر 1991 مع إعلان وقف إطلاق النار الذي لازال ساري المفعول، دون أن تتقدّم القضية الصحراوية خطوة نحو الحلّ العادل
وتمر هذه السنة الذكرى الـ42 لتأسيس جبهة البوليساريو في ظلّ إحساس بالظلم والغبن وعدم رضا من طرف الشعب الصحراوي عن القرار الأخير الذي صدر عن مجلس الأمن حول الصحراء الغربية تحت رقم 2218، والذي مدّد للبعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء في الإقليم المحتل “المينورسو” لعام آخر في المنطقة، ولم يمكّنها من مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها.
لقد تجاهل مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الأخير المطالبة الأفريقية الواسعة بضرورة الإسراع بتطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالصحراء الغربية لأجل تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره لإنهاء معاناة آخر مستعمرة في القارة السمراء.
كما يأتي تخليد هذه الذكرى في ظلّ تشبث إفريقي قويّ بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي ودعم مستمر لقضيته العادلة، وكذلك مطالبة العديد من المنظمات الدولية بضرورة احترام حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وكذا تنديد واسع بالنهب غير الشرعي للثروات الطبيعية الصحراوية من طرف الاحتلال المغربي وشركائه من الشركات الأجنبية.
طفح الكيل
على هامش الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ42 لميلاد البوليساريو أكد وزير الدفاع الصحراوي محمد لمين البوهالي “أن الجيش الصحراوي جاهز للعودة الى الكفاح المسلح لنيل استقلال بلاده في حال استمرار تجاهل نظام الاحتلال المغربي للشرعية الدولية”.
وقال الوزير البوهالي “أن الشعب الصحراوي ليس من دعاة الحرب بل هو شعب يريد السلام ويسعى بكل بالوسائل لحل قضيته عن طريق المفاوضات وتنظيم استفتاء تقرير المصير”.
وأوضح “أن قرار العودة إلى العمل المسلح من صلاحيات رئيس الجمهورية الصحراوية والقائد الأعلى للقوات المسلحة محمد عبد العزيز”.
في الواقع إن جنوح الصحراويين إلى السّلام مند أزيد من عقدين من الزمن،لم يقابله من طرف الاحتلال غير مزيد من الانتهاكات والتعنت والهدر للحقوق والنهب للثروات، لهذا يجب على المغرب أن يحذر من نفاذ صبر الصحراويين، ويحسب ألف حساب لتلويحهم وتهديدهم بالعودة إلى الكفاح المسلح.