الحل السلمي يفرض نفسه في ليبيا

هل تنتصر قوة العقل على منطق القوة؟

س/ناصر

تسعى الأطراف المتصارعة في ليبيا إلى كسب أوسع مساحة لها على الأرض لفرض أطروحاتها ومواقفها على طاولة الحوار والمفاوضات لإنهاء الصراع والاقتتال لفائدتها أو على الأقل بأقل الخسائر. ويتهم في ذلك كل طرف الآخر بالمسؤولية عن عدم التوصّل إلى اتفاق أو تسوية لأزمتهم التي طالت.

وتتواصل المساعي الدولية للوصول إلى إنهاء القتال والخلاف والأزمة عن طريق الحوار الجاد الذي تحتضنه الجزائر وتحت رعاية أممية لاسيما وأن للجزائر خبرة في المصالحة الوطنية وترفض أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للبلد الشقيق الجار، فهي تشجّع إقامة حكومة وحدة وطنية ووفاق وطني، إلا أن الجبهات القتالية تشهد تصعيدا واضحا من قبل الأطراف المتصارعة بغرض كسب أكبر قدر من المكاسب السياسية في المفاوضات السلمية.
يعتبر مراقبون تواصل القصف المتبادل بين أطراف الصراع بمناطق ليبية عديدة خطوة إستفزازية قد تفشل الحوار، بينما يرى عسكريون أن محاولة يائسة من كل طرف لكسب أرضية أكبر في الحوار وتمرير شروطه فارضين بذلك منطق القوة بدل قوة المنطق، وبهذا الخصوص أوضح مستشار فريق المؤتمر الوطني العام للحوار “محمود القطيسي أن أطراف الصراع القائم لم توقع على اتفاق يلزمها بوقف اطلاق النار حتى الآن وقد يتم الاتفاق في حوار الجزائر أو في الجولات القادمة وهذا سبب وراء التصعيد العسكري.
وتبدو فرص التسوية السياسية كبيرة، حيث جدّد مسؤول بقوات فجر ليبيا “حسين بودية” استعداد القوات لوقف كامل لإطلاق النار وفق حل تفاوضي يحقّق طموحات الليبيين.
وأضاف بودية أن قوات فجر ليبيا لم تتراجع عن وقف إطلاق النار وأنها ترد فقط على الهجمات التي تتعرض لها.
ويبدو أن القتال لن يتوقف وسيستمر في ليبيا مادامت الأطراف متشبثّة بمواقفها المبالغ فيها والمتطرفة ولابد من الجميع أن يتنازل عن مصالحه الحزبية والخاصة الضيقة ووضع مصلحة ليبيا فوق الجميع، حينها نقول إن قوة العقل انتصرت على منطق القوة، كون قوة المنطق الممثلة في الحوار السياسي هي المخرج لأي أزمة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024