مقاربات مشتركة في مكافحة الإرهاب

الحدث السياسي البارز الذي نسجله في السياق الراهن هو المستوى الرفيع الذي بلغته العلاقات الجزائرية ـ الأمريكية التي تشتغل في إطار ما يعرف بالحوار الاستراتيجي الثنائي الذي أفضى إلى تفاهمات تحتاج إلى إبداء الكثير من الارتياح على صعيد الرؤية المتوجهة نحو الملفات الدولية الحساسة كفض النزاعات وتسوية الصراعات الناجمة عن الأعمال الإرهابية.
وفي هذا الإطار كانت للسيد رمطان لعمامرة محادثات واتصالات مكثّفة بالولايات المتحدة خاصة مع كاتب الدولة الأمريكي للخارجية جون كيري تناولت السبل الكفيلة لترقية هذا الحوار الاستراتيجي في جلساته الثالثة وهذا بالسعي لتعميق توجهاته نحو آفاق واعدة والحفاظ على مساره الذي لمس سقفا كان محل إشادة من قبل المسؤولين الجزائري والأمريكي.
ومن خلال قراءة متأنّية للبيان المشترك الصادر عن سلسلة من النقاشات العميقة والتصريحات التي تلت ذلك يتضّح جليا أن الحوار الاستراتيجي بلغ مداه من التفاهم الحقيقي بين البلدين تجاه قضايا الساعة، خاصة ما تعلق بالإرهاب الشغل الشاغل لقادة البلدين بحكم ما سبّبه من لا إستقرار للشعب الآمنة، التواقة للسلم.
ويترجم هذه الإرادة القوية في الارتقاء بالعلاقات الجزائرية الأمريكية إلى مستويات أعلى هو وصف لعمامرة النتائج  بـ«الايجابية والواعدة” وكيري الذي اعتبر دور الجزائر “هاما وبنّاءً” هذا دليل قاطع على أن البلدين قرّرا المضي قدما باتجاه توفير كل الآليات السياسية والأمنية التي تخص المنطقة من كل المحاولات الرامية لزعزعتها منها “تبادل المعلومات” و«تنسيق البرامج الخاصة”.
ولابد من الإشارة هنا إلى الدقة والتركيز على محاور هامة جدا كالإرهاب وحل المشاكل المسلحة بالطرق السلمية وتحسيس المجموعة الدولية بهذه الآفة من خلال إدماجها في مسار مكافحة الإرهاب كالندوة المرتقبة بالجزائر، ومواصلة التنسيق الشامل في مثل هذه المسائل.
وهذه المقاربة المتبعة من قبل الجزائر ولّدت إرتياحا لدى المسؤولين الأمريكيين الذين يرون فيها الصيغة التي لا بديل عنها كونها اندمجت مباشرة في عمل واضح ألا وهو محاربة الارهاب، ومقابل ذلك التحرك باتجاه وضع أسس حوارات بين المتصارعين في مالي أو ليبيا.. وهذا ما حدث بالفعل، فقد توّجت الاتصالات بالتوصل إلى اتفاق حول نقاط معيّنة أساسها عدم إغراق البلد في مزيد من التطاحن وتعرب الولايات المتحدة عن ارتياحها لما تحقّق حتى الآن بخصوص مالي وليبيا.