أطلق الحوثيون مطلع السنة الماضية (٢٠١٤) من معقلهم بمحافظة صعدة شمال اليمن حملة عسكرية على محافظة عمران المجاورة، وامتدت سيطرتهم إلى صنعاء واستيلائهم عليها في سبتمبر ٢٠١٤ بتعاون غير معلن من الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي خاض في عهده ستة حروب ضدهم.
واستولى الحوثيون على مخزونات الجيش وضيّقوا الخناق على حكومة “خالد بحاح” ودفعوا بالرئيس “هادي” إلى الإستقالة ثم وضعوه تحت الإقامة الجبرية وحلوا البرلمان وأصدروا إعلانا دستوريا ينص على إنشاء مجلس انتقالي وآخر رئاسي، لكن فرار “هادي” إلى عدن وتراجعه عن الاستقالة غيّر قواعد اللعبة، الشيء الذي دفع بالحوثيين إلى العمل على إسقاطه من معقله الجديد بعدن وهو ما دفع “هادي” إلى طلب النجدة من دول مجلس التعاون الخليجي، فجاءت عملية “عاصفة الحزم” تحت عنوان “إعادة الشرعية”.
وبعد دخول “عاصفة الحزم” أسبوعها الثاني لم تعد العمليات الجوية الكثيفة للتحالف ضد اليمن كافية ومقنعة، فهل بدأ الترويج لما هو أوسع أي لحرب برّية لاسيما مع الأخذ بعين الاعتبار عجز القصف المكثّف جوا وبحرا عن تحقيق نتائج استراتيجية، طالما أن الحوثيين يسجّلون بعض التقدم الميداني ولا تبدو عليهم بوادر الاستسلام؟
أزمة إنسانية
عارضت دول غربية وعربية في مجلس الأمن مؤخرا، مشروع القرار الرئيسي الداعي إلى هدنة إنسانية في اليمن لإغاثة المدنيين مطالبة مواصلة النقاش بشأن مشروع قرار خليجي يدين أنصار الله ويدعوهم للتخلي عن السلاح.
وجاء مشروع القرار الروسي مع تفاقم الوضع الإنساني باليمن وسقوط نحو ألف قتيل من المدنيين في جلسة طارئة لمجلس الأمن لفرض دخول مساعدات إنسانية وإجلاء الرعايا الأجانب، وفرض هدنات منتظمة واعتبروا كل معرقل منتهك للقانون الإنساني الدولي وهو الأمر الذي تحفظت عليه الدول الغربية والخليجية.
وقد اعتبر نائب مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة “بيتر ولسون” أن الحوثيين انتهكوا مرات عديدة وقف النار ولجأوا لأعمال عسكرية بالقوة بدلا من الدخول في حوار أصيل لافتا إلى أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة يكون بالعودة إلى المباحثات السياسية الجادة على قدم المساواة من دون استخدام القوة، لكن مندوب السعودية، قال إن الشأن الإنساني متضمن في مشروع القرار الخليجي قيد البحث.
الحوثيون يضعون العربة أمام الحصان
قال “صالح الصماد” المسؤول الحوثي الذي شغل سابقا منصب مستشار الرئيس هادي أن الحوثيين لا يسعون للسيطرة على الجنوب، بل التصدي لتنظيم القاعدة، وأضاف أن الحوثيين يرفضون عودة هادي بعد أن فرّ إلى السعودية.
وقال “الصماد” نحن لازلنا على موقفنا من الحوار ونطالب باستمراره رغم كل ما حصل على أساس الاحترام والاعتراف بالآخر، ولا نشترط سوى وقف القتال والجلوس إلى طاولة الحوار وفق سقف زمني محدّد بل ونطلب أن يتم بثّ جلسات الحوار للشعب اليمني ليعرف من هو المعرقل.
وكان الملك “سلمان بن عبد العزيز” قد صرّح يوم الاثنين أن المملكة مستعدة لاجتماع سياسي للأطراف اليمنية تحت إشراف خمس دول من مجلس التعاون الخليجي الست المشاركة في التحالف العسكري الذي يقصف الحوثيين.