بسط العثمانيون سلطتهم على شمال اليمن عام 1849، في حين كان البريطانيون قد احتلوا الجنوب سنة 1839، ومند ذلك الحين واليمن منقسم على نفسه، وحتى لما تخلّص الشّطران من الاحتلال في ستينيات القرن الماضي، لم تستطع الوحدة مقاومة آفة الانفصال، وبقي اليمن الواحد دولتان بنظامين وإيديولوجيتين مختلفتين إلى أن حسم اليمنيون أمرهم بعد 30 سنة وأعلنوا الوحدة عام 1990.
لكن هذه الوحدة كانت ولا زالت مهددة من طرف الحراك الجنوبي، ومن الحوثيّين في الشمال.
الشّمال..حكم الأئمّة
لما بسط الأتراك ولايتهم على شمال اليمن كان هذا الأخير ولقرون طويلة يحكمه نظام الإمام، حيث تأسّست بالمنطقة ما يعرف “بدولة الإمامة الزيدية”،
واستمرت تحكم بسلطة الدّين والنّسب والفردية المطلقة المفضية إلى التسلّط والاستبداد.
وانعزل اليمنيون تحت حكم الإمام عن العالم الخارجي، وانغلقوا على أنفسهم فلم يصلهم تطوّرا ولا تنمية أو تقدّما، وعاشوا في فقر وتخلّف، ولازالت مخلّفات هذه الحقبة قائمة إلى الآن في الشمال.
واستمرّ نظام الأئمة إلى أن انتفض اليمنيون ضدّه ونجحت ثورتهم في جرفه، ليحلّ محلّه الحكم الجمهوري في سبتمبر 1962.
الجنوب كان تحت الاحتلال البريطاني
احتلت بريطانيا الجنوب اليمني عام 1839، وبعد عام من انتفاضة الشمال ضدّ نظام الأئمة، قامت ثورة في الجنوب في 14 أكتوبر 1963، ممّا اضطرّ الاحتلال إلى المغادرة ليحصل اليمن الجنوبي على استقلاله في 30 نوفمبر 1963.
الوحدة عام 1990
كان أمل اليمنيين في الشمال والجنوب بعد الاستقلال من الاحتلال البريطاني ونظام الأئمة،التوحّد في جمهورية واحدة، لكن تحقيق الأمل طال وتأسّست في الشطرين دولتين بنظامين مختلفين وإيديولوجيتين متناقضتين، واحدة تتّجه شرقا والثانية غربا، وظلّت الوحدة تسكن القلوب إلى أن تحقّقت بعد ثلاثة عقود كاملة أي عام 1990.
وقد تعرّضت الوحدة لهزّة قوية عام 1994، إذ حاول الحراك الجنوبي إجهاضها لكنه فشل، كما ظلّت التهديدات ولازالت تحيط بهذه الوحدة سواء من طرف الانفصاليين في الجنوب أو الحوثيين في الشمال، الذي يقول البعض أنّهم يسعون لإحياء دولة “الأئمة الزيدية الشّيعية”.
رغبة الانفصال...إرث استعماري
لماذا ظلّ اليمن مقسّما لثلاثة عقود؟
فضيلة دفوس
شوهد:684 مرة