عبّرت أمريكا عن أملها في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي خلال أيام، وقال كيري أنه من الممكن إبرام اتفاق مؤقت مع طهران في حال أثبتت أن برنامجها النووي ليس له سوى أغراض سلمية.
جاءت تصريحات كيري عشية إجراء جولة مباحثات جديدة مع وفد إيراني في مدينة لوزان السويسرية، وكانت إيران ومجموعة 5+1 قد اتفقوا على التوصل إلى اتفاق إطاري بشأن البرنامج النووي بحلول نهاية الشهر الجاري. ويأمل الطرفان في أن يبرم اتفاق نهائي بحلول جوان المقبل، وتقول تقارير أن الاتفاق الإطاري ينص على وقف أنشطة إيران النووية الأكثر حساسية لمدة 10 سنوات مقابل تخفيف تدريجي لبعض العقوبات المفروضة على طهران، وصرّح كيري بأن تقدما في المفاوضات تحقّق غير أن هناك بعض الخلافات المهمة لاتزال قائمة.
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: “إنه يشعر بالخجل من إرسال أعضاء جمهوريين من مجلس الشيوخ رسالة مفتوحة إلى القادة الإيرانيين بشأن المفاوضات حول برنامجها النووي والذين يصفونهم بأعدائهم اللدودين يحثونهم فيها عدم إبرام الاتفاقية مع الرئيس الأمريكي، لأنه لا يوجد يقين في أنه سيلتزم بتنفيذها، في حين اعتبرها الإيرانيون أن لا قيمة قانونية لها.
وكان الأسبوع الماضي قد نشر 47 سيناتورا في مجلس الشيوخ من أصل 54 عضوا جمهوريا رسالة مفتوحة موجهة للقادة الإيرانيين محذرين إياهم من إبرام اتفاق نهائي حول الملف النووي مع أوبا ما لأن إدارته غير مطلقة الصلاحيات دستوريا وقد ينقضه الكونغرس لاحقا، ويبدو أن هؤلاء النواب تأثروا بخطاب نتنياهو الذي وصف المفاوضات بالخطر المحدق على العالم وإسرائيل خصوصا. وقد شعر أوباما بالخجل من رسالة الجمهوريين مشدّدا على أن الهدف ليس التوصل إلى مجرد اتفاق، بل إلى اتفاق جيد وأنه بات ملحا مع إيران، وهو ما أكده وزير خارجيته “جون كيري”، وقد أكد أوبا ما على أن تركيزه الآن ينصب على رؤية ما إذا كان بإمكان المفاوضين التوصل إلى أتفاق أم لا معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق برغم رسالة الجمهوريين منتقدا وواصفا إياهم بمن سماهم المتشددين الإيرانيين الذين يعارضون الاتفاق على حد تعبيره.
وقد رفض البيت الأبيض تهديد الجمهوريين ووصف زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ “هاري ريد” الرسالة بالهجوم السياسي الصبياني والصفعة القوية للمفاوضات الدبلوماسية، وانتقد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لاستصدار قانون ينص على ضرورة تصويت الكونغرس على أي أتفاق مع إيران.
وجاء الرد الإيراني على الجمهوريين على لسان وزير الخارجية “محمد جواد ظريف” الذي قال، عليهم أن يعلموا أن العالم لا يقتصر على أمريكا فقط وأن العلاقات الدولية مبنية على التعهدات الدولية لا على أساس القوانين الداخلية للولايات المتحدة معربا عن استغرابه لعدم معرفة هؤلاء النواب بدستور بلادهم وما يتيحه من صلاحيات للرئيس، ووصف الرسالة بأنها مجرد دعاية وليس لها أي قيمة قانونية.
أي اتفاق يجب أن يمر عبر مجلس الأمن
وصف المرشد الأعلى في إيران “علي خامنائي” تهديد الجمهوريين في رسالتهم إبطال أي أتفاق نووي بين إيران وأمريكا بأنه يشير إلى انحلال أخلاقي وسياسي، أما كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي مساعد وزير الخارجية، “عباس عراقتشي” فقد أكد على أن أي أتفاق نهائي حول الملف النووي يجب أن يمر عبر مجلس الأمن الدولي، وأشار إلى أن الاتفاق النهائي هو بين إيران ومجموعة 5 + 1 وليس الولايات المتحدة فقط وبالتالي سيكون ملزما للجميع الآن ولاحقا.
ويرى عراقتشي أن احتمال التوصل إلى اتفاق نهائي يتجاوز 50 بالمائة، وأن الجولات الأخيرة حققت نوعا من التقدم وأن المفاوضات لن تمدد وأنها وصلت مرحلتها الأخيرة بغض النظر عن النتائج.
رسالة ٤٧ سيناتورا أخلطت الأوراق
الخـلاف بـين أوبامـا والجمهوريـــين يطغـــى عـلى مفاوضات النووي الإيـراني
س / ناصر
شوهد:637 مرة