إذا كان ثمّة خيط مشترك يصل بين الحركات الإرهابية المنتشرة عبر ربوع العالم، فهو استهدافها للنساء والفتيات.
وقد روت نساء هربن من أسر تنظيم “داعش” الإرهابي المنتشر خصوصا بين العراق وسوريا، قصصاً مروّعة عمّا يتعرضن له من اعتداءات، فمنهن من يتاجر بهن ويقايضهن المقاتلون، ومنهن من يزوّجن بالقوة، أو يتعرضن للاغتصاب المتكرّر.
وتتكرّر تفاصيل هذه الانتهاكات الجماعية المرعبة في روايات الفتيات النيجيريات اللواتي استطعن الهروب من أسر مجموعة “بوكو حرام”، وفي حكايات النساء الصوماليات اللواتي تحرّرن من حكم حركة “الشباب”، وفي أوصاف الحياة المريعة تحت سيطرة مجموعات إرهابية تحمل الكثير من الأسماء وتتوزع في العديد من الدول.
ربّما يتغير الاسم والمكان، لكن الأجندة المشتركة ونوع الإجرام الوحشي الذي تمارسه كل هذه الجماعات الإرهابية في حق المرأة واحد، وهو ما يعكس “سادية” و شذوذ وحتى جنون المنتمين لهذه التنظيمات الدموية المنبوذة .
ومن المفارقات الواجب التوقّف عندها، أن الخيارات العسكرية التي يتبناها المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب، كثيرا ما تكون لها هي الأخرى انعكاسات سلبية على المرأة، حيث ينهار النشاط الاقتصادي والاجتماعي، وتهدّم البنية التحتية المدنية من مدارس وأسواق ومرافق طبية تعتمد عليها النساء في أدوار الرعاية التقليدية.
وعندما تركز الحكومات مواردها على الأعمال العسكرية المكلفة، فإن مجالات الصحة، وخدمات الأسرة، والتعليم، تكون هي الأولى التي غالباً ما تواجه الخفض في الميزانيات.
كما تتسبب حالات تشريد المدنيين بجعل النساء والفتيات عرضة للعنف الجنسي و للكثير من الجرائم الأخرى.
وهكذا تصبح المرأة ضحية متكررة، ويفضي بها في نهاية المطاف إلى مزيد من الفقر واليأس، وقد يدفع فتيات مراهقات للهروب من منازلهن وأوطانهن والانضمام إلى هذه المجموعات المتوحّشة.
يتعرّضن للاغتصاب والتعذيب والقتل
النساء ..الهدف السّهل للجماعات الإرهابية
د- ف
شوهد:688 مرة