أصدر مجلس الأمن يوم الأحد قرارا بخصوص الأزمة اليمنية أدان فيه استيلاء الحوثيين على السلطة في اليمن مطالبا برفع الإقامة الجبرية على الرئيس “عبد ربه منصور هادي” ورئيس الوزراء خالد بحاج، كما أدان استعمال القوة ضد المتظاهرين السلميين، وطالب فيه حركة أنصار الله ـ الحوثيين ـ بالإنسحاب من مؤسسات الدولة ويدعو للإحجام عن التدخل الخارجي منعا لإذكاء الصراع في البلاد ولذلك خالف القرار ما ذهب إليه مجلس التعاون الخليجي بعدم إدراج القرار تحت الفصل السابع وتمّ إدراجه تحت الفصل السادس.
ودعا القرار الذي تقدّمت بمشروعه بريطانيا والأردن الحوثيين إلى الإنخراط في الحوار الجاد للخروج من الأزمة والانسحاب من مؤسسات الدولة التي استولوا عليها بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وهدّد المجلس إذا لم يتم الالتزام بالقرار بفرض حزمة عقوبات، غير أن الحوثيين عبروا عن رفضهم لأية تهديدات معتبرين ماقاموا به مكافحة لرموز الفساد وتصديا للتهميش الذي أطالهم لسنوات كما أن مسعاهم يصبّ في المصلحة العليا للوطن كما يقولون، وقال الناطق الرسمي باسم الحوثيين “محمد عبد السلام” أن الشعب اليمني لن يركع أمام أي تهديد أو وعيد وأدان الحديث المتكرر والإبتزاز المستفز للشعب اليمني في لقمة عيشه والتبشير له بانهيار اقتصادي ومجاعة، مؤكدا أن ذلك يحتّم عليه أهمية التخلص من التبعية للخارج وإلغاء هذه الورقة التي تستهدفه في كرامته وحرّيته، وكان مجلس التعاون الخليجي قد دعا في ختام اجتماعه يوم الأحد إلى التصدي لما قام به الحوثيون من انقلاب على الشرعية بتبني قرار أممي تحت الفصل السابع يبيح استعمال القوة، وهذا ما اعتبره الحوثيون مواقف نابعة من البحث عن مصالحها السياسية وليست لمصلحة الشعوب المستضعفة.قلّل المتحدث باسم الحوثيين من شأن مغادرة البعثات الدبلوماسية لليمن، معتبرا ذلك تحررا مما وصفه بالهيمنة الخارجية، لأن هذه البعثات كانت ترعى مصالح أوطانها واتهم دول الخليج بدعم من وصفهم بالنافذين وشراء الذمم وتسليح التكفيريين والقاعدة وتشجيع الفوضى وليس دعم الشعب اليمني.
رفض الإنقلاب
عرفت العاصمة اليمنية وعدد من المحافظات خلال هذا الأسبوع مظاهرات حاشدة للمطالبة بخروج المسلحين الحوثيين من العاصمة ورفضا للإعلان الدستوري الذي أصدرته جماعة الحوثي، وقد رفع المشاركون في المظاهرات لافتات تندد بما وصفوه بـ “أنقلاب” الحوثي على سلطات الدولة الشرعية وفرض السيطرة عليها بالقوة دون مشاركة الأطراف السياسية الفاعلة في البلاد، وتسعى جماعة الحوثي كما أكد المشاركون إلى جرّ البلد نحو الفوضى والتقسيم مطالبين من القوى الفاعلة في البلاد من ضرورة مواجهة تصرفات الحوثيين بكل حزم والعمل بشتى الطرق لاستعادة الشرعية ومؤسسات الدولة، كما دعوا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الأوضاع الراهنة في اليمن والضغط باتجاه استكمال المرحلة الانتقالية تحت قيادة السلطات الشرعية.
خطوة استباقية
تمكّن مسلحو اللجان الشعبية بعد اشتباكات عنيفة في عدن من السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون ومبنى جهاز الأمن السياسي ـ المخابرات ـ ومراكز عدد من المديريات والمراكز الحكومية، وذلك في خطوة استباقية لمنع تسلل الحوثيين إلى المدينة للسيطرة عليها.
وكانت حشود كبيرة من قبائل يافع وشبوة ومأرب وصلت إلى محافظة البيضاء لمساندة رجال القبائل وقامت بالهجوم من عدة محاور على تجمعات الحوثيين فقتلوا وآسروا العشرات منهم وأسقطوا كافة المواقع التي سيطر عليها الحوثيون.
وأمام هذا الوضع المتردي في اليمن الذي لم يعد سعيدا أعلنت الجامعة العربية يوم الأحد عقد اجتماع طارىء على مستوى وزراء خارجية البلدان العربية، وقد تحدّد اليوم الأربعاء موعدا للقاء بعد إجراء مشاورات تحت رئاسة الجمهورية الموريتانية. فهل سيوفّق العرب في إطفاء نار الفتنة في اليمن ويتحقّق أمل الشعوب العربية؟