طلب رئيس نيجيريا غودلاك جوناثان مساعدة أميركا لمحاربة جماعة “بوكو حرام”، وقال إنّ الأميركيين يحاربون تنظيم “الدولة الاسلامية”، فلماذا لا يأتون إلى نيجيريا؟ في إشارة إلى ارتباط بوكو حرام بـ “داعش”.
تأكيد الرئيس النيجيري ارتباط تنظيم “الدولة الاسلامية” الارهابي بجماعة “بوكو حرام” يشاركه فيه العديد من الخبراء السياسيين، الذين يسجّلون تشابها كبيرا بين التنظيمين، لكن في المقابل يطرحون عدّة علامات استفهام عن سبب التباين الكبير في التعاطي العالمي مع التّنظيمين، حيث استنفرت القوى العظمى إمكانياتها العسكرية والبشرية الضخمة لمحاربة “الدولة الاسلامية” في حين تواجه نيجيريا بمفردها جرائم “بوكو حرام” التي نشأت قبل “داعش”.
تنظيم عابر للحدود
من جماعة محدودة العدد والنّشاط محصورة في مدينة “مايدوجوري” بشمال نيجيريا،إلى تنظيم مسلّح عابر للحدود،تطوّرت جماعة “بوكو حرام” لتشمل عملياتها أجزاء من الكاميرون والنيجر
ومؤخّرا تشاد، وباتت مصدر قلق في المنطقة، وعامل تهديد لاستقرارها، وتمددت جغرافيا، وتزايدت قوتها.
وبالعنف الذي اتّسمت به أقلقت الإقليم، وأصبحت هاجسا يؤرق السّاسة، وملفّا مطروحا في كل القمم والاجتماعات، مما جعل كثيرين يشبّهونها بتنظيم “داعش”، ويطرحون أكثر من علامة استفهام عن إحجام العالم عن تشكيل تحالف دولي لمحاربتها وترك المهمة الصعبة بين أيدي أبوجا والبلدان المجاورة التي حتى وإن كانت تتوفر على الارادة لمواجهة هذه الجماعة المتوحّشة، فهي لا تحوز القدرة والامكانيات لخوض معركة ضد خطر إرهابي بهذا الحجم. وقد جاء قرار الاتحاد الافريقي بتشكيل قوة إقليمية لمحاربة الحركة بتأييد من الأمم المتحدة وتدخل قوات تشاد والنيجر ميدانيا ليطرح سؤالا كبيرا بشأن جدوى وفعالية التدخل الإقليمي، ومدى إمكانية انخراط المجتمع الدولي في الحرب على “بوكو حرام” كما حصل في مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية”.
تمييز في ردّ الفعل
رغم تشابه ظروف نشأة وتطور “بوكو حرام” و«تنظيم الدولة” وتقاربهما في المنهج والولاءات والممارسات، فإنّ تعامل العالم معهما ظل مختلفا باختلاف موقعيهما.
وعن هذا الاختلاف يقول محللون، بأنّ موقع “داعش”، حيث يتداخل النّفوذ الدولي ويوجد أهم مخزون لمصادر الطاقة أوجد اهتماما عالميا به، وتحوّلت محاربته إلى أولوية دولية فتمثّلت ردّة الفعل في إعلان تحالف لمواجهته،
أما “بوكو حرام” فأخذت حصتها من عزلة أفريقيا وانكفائها على نفسها، وسيبقى الاهتمام الدولي بها مقتصرا على التّنسيق العام بشأن الخطر الارهابي في عموم إفريقيا”.
ورغم ما يحيط بها من لامبالاة واضحة، فلا يستبعد هؤلاء المحللين انخراط العالم في محاربة “بوكو حرام”، في حالة واحدة وهي تهديدها لتدفق النفط النيجيري، ومناجم اليورانيوم في النيجر التي تستغلها الشركات الفرنسية على وجه الخصوص.
قوّة إقليمية من 8700 مقاتل
اتّفقت الدول الإفريقية الخمس،وهي النيجر ونيجيريا وتشاد والكاميرون وبنين، قبل أيام على تعبئة 8700 رجل في القوة المتعددة الجنسيات، التي ستكافح جماعة بوكو حرام، في الوقت الذي أطلقت فيه تشاد المعركة إلى خارج حدودها.
وقال خبراء أنّ مفهوم عمل القوة سينقل لاحقاً إلى مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي للموافقة عليه وإحالته إلى مجلس الأمن الدولي.
ومن المقرر إقامة مقر هذه القوة في نجامينا المتحمّسة جداً بخصوص هذا الملف.
وكان برلمان النيجر صوّت لصالح إرسال قوات إلى نيجيريا لمكافحة بوكو حرام، كما انخرطت التشاد بقوة في محاربة هذا التنظيم الارهابي الذي يصفه البعض بـ “الدولة الاسلامية” السّمراء.
ويبقى السؤال المطروح هو هل تتمكّن هذه القوة من هزم “بوكو حرام”؟
في سطور
❊ المساحة: 923.768 كيلومترا مربعا.
❊ نظام الحكم: جمهوري. فدرالي
❊ الرّئيس: غودلاك جوناثان.
❊ العاصمة: أبوجا.
❊ عدد السّكان: 177.155.754 نسمة (تقديرات جويلية 2014).
❊ اللّغة: الإنجليزية (رسمية)، فضلا عن 500 لغة محلية.
❊ تاريخ الاستقلال: 1 أكتوبر 1960 عن المملكة المتحدة.
❊ العملة: نايره نيجيري.
❊ الموقع: تقع نيجيريا في غرب إفريقيا، تحدّها شمالا النيجر، شرقا تشاد والكاميرون، غربا بنين وجنوبا خليج غينيا في المحيط الأطلسي.
❊ الموارد الطّبيعية: خام الحديد وحجر الكلس والرصاص والزنك والغاز الطبيعي والنفط.
❊ أهم المنتجات: النّفط ومشتقاته، الفحم، زيت النخيل، الكاكاو، القطن، الأرز.
❊ المناخ: مداري في الجنوب، استوائي في الوسط، قاحل في الشمال.
❊ الدّيانة: 50% مسلمون، 40% مسيحيون، 10% معتقدات محلية.