إرتبطت الأمم المتحدة بالنسبة للشّعب الفلسطيني بالتّقسيم، وبالقرار رقم ٢٤٢ وبعشرات القرارات والإدانات لإسرائيل، قرارات ولوائح صدرت عن أجهزة الأمم المتحدة لم يكن لها تأثير فعلي على مجرى الأحداث.
تصاعدت القرارت المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني تصاعدا مستمرا لاسيما في الفترة ١٩٦٩ ــ ١٩٧٣، وحتى قيام الدولة الفلسطينية مؤخّرا.س ــ ناصر
غير أنّ إسرائيل لا تحاسب ولو أصدرت محكمة العدل الدولية قرارا ضد العنصرية الممارسة ضد فلسطين، فهي لا تبالي لأنّها تدرك أنّ أمريكا جاهزة لاستعمال الفيتو ضد أي قرار يدينها ويعطي الحق لأصحابه.
استعملت أمريكا ٤٥ فيتو لحماية إسرائيل في تاريخ المجلس، فهل أنّ مجلس الأمن يمثّل فقط أمن إسرائيل والدول الغربية؟ إنّ القرار الوحيد في الأمم المتحدة الذي يصف إسرائيل بالعنصرية قد ألغي، وقد ساهم بعض العرب في ذلك.
ولم ينجح العرب في تمرير أي قرار مهم في مجلس الأمن، الذي لم ينصفهم يوما بل ولو مرة واحدة في تاريخهم، وذلك بسبب الهيمنة الأمريكية على مجلس الأمن والمنظّمة الأممية بالرغم من أنّ موسكو وبكين و«دول البريكس” وغيرها تدعو إلى عالم متعدّد الأقطاب.
فواشنطن وحلفاؤها لم يطلبوا إذنا من مجلس الأمن في شنّ حروب متى استدعت مصلحتهم ذلك.
وكانت أمريكا وبريطانيا قد اجتازتا من قبل العراق خرقا للشّرعية الدولية ولم يوقفهما أحد.
وقد استباحت دول الأطلسي ليبيا بذريعة تقديم مساعدات إنسانية، وقالت موسكو أنّ هذه الدول كذّبت مستخدمة الجانب الإنساني للاطاحة بالعقيد القذافي وقتله، ليبيا اليوم ممزّقة ومتناحرة، فمن ينقذها ومن يحاسب المتسبّبين في مآسيها؟
إنّ التّحالف الذي أقامته أمريكا ضد ما سمي داعش قامت به لأجل مصالحها الخاصة لأنّ المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة في حالة الدفاع المشروع عن النّفس عندما تتعرّض لاعتداء بإمكانها استخدام القوة أو عندما يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا فيه استعمال القوة حسب الفصل السّابع، إلاّ أنّ الحالتين لا تنطبقان ولا يبيحان لها تكوين تحالف واستعمال القوة فقط، وقد تذرّعت أمريكا بقتل وذبح أمريكي على يد التنظيم الإرهابي “داعش”، وتذرّعت أيضا بحماية الأمن القومي الأمريكي رغم أنّها لم تتعرّض لأي هجوم ومجلس الأمن لم يصدر أي قرار بخصوص التّحالف، وقد عارضت دول عربية القرارات الأمريكية لكن عرب آخرين شاركوا في التّحالف لضرب عرب آخرين.
ولذلك يمكننا القول أنّ النّظام الدولي الحالي تحرّكه العلاقات وموازين القوى، وليس القانون الدولي للأسف، فذبح أمريكي ليس بالعمل الإنساني، ومع ذلك تشكّل تحالف دولي لأجله، وقتل وذبح المئات بل الآلاف في فلسطين والعراق وسوريا فيه نظر!! لأنّ أمريكا وإسرائيل فوق القانون تعملان على تحقيق مصالحهما بناء على موازين القوى ولا يأبهان بالقوانين والأعراف الدولية،
بينما العرب لا يستخدمون مصادر قوتهم لأجل صالح شعوبهم وشعب فلسطين فتفرّقت وتمزّقت.
وقد أصدر مجلس الأمن الدولي ٨٠٧ قرارات لصالح فلسطين لكن هذه القرارات لم تطبّق بسبب التحدي الإسرائيلي وضربها للقرارات الدولية عرض الحائط.
إنّ قرار تقسيم فلسطين فرض نتيجة موازين قوى معينة، لكن بعد صدوره تمّ تطبيق الشّق الأول وهو قيام إسرائيل كدولة فقط ومنع الفلسطينيين من قيام دولتهم في الجهة الأخرى، في حين فرضت الأمم المتحدة تطبيق اتفاقيات رودوس حول الهدنة، وكانت لصالح إسرائيل كونها كانت تسيطر على ١٥ ٪ من مساحة فلسطين، إضافة إلى المساحة التي خصّصت لها في قرار التقسيم ١٨١ ثم دعّم إسرائيل في حربها لاحتلال باقي فلسطين في عام ١٩٦٧، ولم يستطع العرب والفلسطينيون تطبيق القرار ٢٤٢ أو مساعدتهم في التحرر من الإحتلال رغم أنّ الكل يعترف بأنّ إسرائيل محتلة للضفة الغربية وشرق القدس وغزة، ولكّنها في الوقت نفسه تدعّمها بكل قوتها وتحميها كي لا تتحرّر فلسطين من الاحتلال.