كشفت التصريحات النارية الأخيرة للمسؤولين السياسيين في المغرب عبقرية هؤلاء في صنع سيناريوهات وهمية، وتركيب مشاهد خيالية ونسج مؤامرات محبوكة من قبل أشخاص مثل بن كيران ومزوار و كل المتهوّرين الذين فشلوا فشلا ذريعا في تسييرحقائبهم الوزارية وسقوطهم الحر في أداء حكومتهم في التكفل بشؤون الناس.
هذه الخلفية هي التي أدت إلى كل هذا الجنون الذي أصاب رئيس الحكومة ووزير خارجيته ضد الجزائرمن خلال كلامهم غير المسؤول النابع عن حقد دفين تجاه هذا البلد، يترجم التراجع الكبير للمغرب على الصعيد الدولي وعدم قدرته على إقناع الآخرين بخصوص احتلاله للصحراء الغربية، وإبادته لشعب آمن.
ناهيك عن الوعي الدولي تجاه ما تقترفه قوات القمع المغربية في الأراضي الصحراوية المغتصبة بالحديد والنار ومطالبة الكثير من البلدان بالكف عن هذه الإعتداءات وهذا بإدراج آلية حماية حقوق الإنسان لدى الميلينورسو وكذلك تكليف المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي بالتقصي في هذا الملف بما فيه الكفاية. وإعداد تقارير مفصلة عما يجري في هذا الجزء المحتل عنوة يضاف إلى ما يقوم به روس في هذا المجال.
هذه الحركية السياسية إفريقيا ودوليا أقلقت كثيرا بن كيران ومزوار من خلال شعورهما بالعزلة الحادة التي لحقت بهذا البلد جراء تلاعبه بمبدأ تقرير مصير الشعب الصحراوي وإخفاء حقائق ساطعة عن تقتيل وتصفية واغتيال وتهجير وتعذيب الصحراويين في الزنزانات المغربية.
لم يجد هذان المسؤولان سوى السعي لتوريط الجزائر في مشاكل لا صلة لها بها أبدا من خلال إثارة “حادثة الحدود” التي للأسف الشديد نقلت إلى البرلمان ووجد البعض فرصة للتفوّه بتصريحات أقل ما يقال عنها أنها تصنف في خانة “التفاهة” نظرا لما تضمّنته من أشياء أظهرت المستوى البائس الذي بلغته السياسة الخارجية المغربية في عهد صلاح الدين مزوار كونه وقع تحت طائلة التصعيد وهذا بدل التهدئة انطلاقا من المسؤولية التي كلف بها.
ونسي مزوار بيان وزارة الخارجية الجزائرية الذي رفض رفضا قاطعا الرواية المغربية، التي تجرأت على تقديم معلومات مغلوطة أرادت بواسطتها إيهام المتتبعين بما ورد في حيثياتها من عناصر لا أساس لها من الصحة. وهي من صنع الخيال لا أكثر ولا أقل.
وقد يخطئ المغرب أن يكون هناك ما أسماه بـ “لجنة تحقيق” التي يطالب بها في حادثة هو من اصطنع فصولها، إنه كلام للاستهلاك المحلي اعتدنا على سماع أتفه منه في مناسبات عديدة، فلماذا “لجنة تحقيق”؟ وهو من بادر واستبق الجميع في اتهام الجزائر. إنها من مهازل أداء السياسة الخارجية المغربية وكل من يقف وراءها إنها من الاختلال العقلي الذي أصاب النواب المغاربة الذين أخطأوا هذه المرة في العنوان عندما استعملوا أوصافا لا تليق ضد الجزائر وندرك جيدّا مرامي مثل هذا العمل المغرض مثلما يرد ذلك في خطابات الملك محمد السادس إنها استراتيجية مكشوفة ومفضوحة لكل هذه الحلقات من تبادل الأدوار بين تلك المؤسسات في حين أن القضية الصحراوية توجد في الإتجاه الصحيح إفريقيا، وأوروبيا وأمميا.