بعد تجاوز تونس المرحلة الانتقالية

هل تتبع دول الحراك العربي التجربة لإجهاض “سايكس بيكو جديدة”؟

س/ ناصر

كانت بداية الحراك العربي قبل أربع سنوات من تونس، تحت عنوان ثورة الياسمن التي قام بها البوعزيزي وتبعه العديد من الشباب من أجل تغيير الأوضاع المتدهورة التي يعيشها ضد الإضطهاد والظلم والتهميش من لدن نظام شمولي إلى وضع أحسن وتبعتها “ثورات” أخرى بعدة بلدان عربية فهل تحققت الأهداف التي قام من أجلها الشباب أم أن الوضع أصبح أسوأ مما كان عليه ؟

لا يخفى على أي متتبع للشأن العربي لا سيما بالدول التي عرف اضطرابات والتي كانت بدايتها من تونس الشقيقة وهي أحسنها لأنها اتسمت بالسلمية وقد مرّت انتخاباتها التشريعية الأخيرة في أحسن الظروف وبذلك يمكن اعتبارها نموذجا يقتدى به أنهت من خلالها مرحلة انتقالية.
بخلاف ما يجري في سوريا وليبيا واليمن ومصر حيث عرفت هذه البلدان أزمات دموية أتت على الأخضر واليابس وأوقعت قتلى وجرحى بالآلاف واليتامى والأرامل ودمارا في البنى التحتية وقدرات البلد والهجرة الداخلية الخارجية. بصريح العبارة فإن وضع هذه الدولة قبل “الثورات” أو “الحراك” أو “الربيع العربي” أحسن بكثير ممّا هو عليه اليوم وأن المستفيد من تحطيم قدرات الدول العربية هم أعداؤها وعلى رأسهم إسرائيل والدول الغربية التي تريد ثروات هذه الدّول وتقسيمها فالسودان انقسمت إلى دولتين والعراق وسوريا صنع لها الغرب ما يسمى بداعش لذات الهدف وهاهي ليبيا أيضا تعرف تناحرا كبيرا بين أبنائها فهل الشعوب العربية واعية بما يحاك ضد العرب وبما يراد بأوطانهم ؟
أعتقد أن الخيرين بهذه البلدان لن يدخروا جهدا لبسط السلم والأمن بها وهاهي الجزائر التي عرفت قبل هذه الشعوب الإرهاب وخرجت إلى برّ الأمان بفضل سياسة المصالحة الوطنية هي اليوم تعرض تجربتها تلك لاحتضان ملتقى للأخوة اللّيبيين للخروج من أزمتهم.
وهاهو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يؤكّد على أنّ الشعوب العربية وفي مقدّمتها الشعب المصري واعية بما يحاك ضدّها ولن تدّخر جهدا من أجل صون أوطانها، وشدّد على أنّ مصر ستظل آمنة وسيتم خلال الفترة القادمة إصدار مجموعة تشريعات استثمارية في مختلف المجالات التجارية والصناعية والزراعية.
وأكّد السيسي على أنّ الاقتصاد المصري بخير ويتعافى وأن سايكس بيكو جديدة موجودة وجار تنفيذ بنودها على الأرض في إشارة منه إلى اتفاقية سايكس بيكو الموقعة عام ١٩١٦بين القوى الاستعمارية لتقسيم منطقة المشرق العربي وحول سبل التعامل مع هذا المخطط وما الذي يتعيّن على دول المنطقة فعله للحيلولة دون تطبيقه هو تعزيز وترسيخ أركانها وتفاهمات عالية المستوى فيما بينها ولابد من اتحاد هذه الدّول وتسخير قدراتها وإمكاناتها الهائلة لهذا الغرض وهو الأمر الكفيل بأن يعطل أيّ مشاريع تتم على حسابها وضد مصالح أوطانها وشعوبها.
ولحسن الحظ فإن الشعوب العربية منتبهة لما يحاك ضدّها ويراد بأوطانها ولن تدخر أيّ جهد وعطاء أو تضحية من أجل صيانتها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024