على الرّغم من تغيير تنظيم “الدّولة الاسلامية في العراق والشّام” اسمه إلى “الدّولة الاسلامية” في نهاية جوان الماضي، واقتران هذا الاعلان بتنصيب “الخليفة” هو أبو بكر البغدادي، إلاّ أنّ الاسم الأكثر شيوعا لهذا التّنظيم الإرهابي هو “داعش”، الذي يعني مجموع الأحرف الأولى لعبارة “الدّولة الاسلامية في العراق والشّام”.
أصبح الجميع في الشّرق كما في الغرب يتفادى عبارة “الدولة الاسلامية” وحدها، حتى لا يستشف في أي حال أنّ هذه المجموعة تشكّل “دولة” أو تمثّل المسلمين عموما.
تجنّب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الذي أعلن فيه الحرب على التّنظيم الارهابي عشية الـ 11 سبتمبر، عبارة “الدّولة الاسلامية”، وقال: “هذه المجموعة تطلق على نفسها اسم “الدولة الاسلامية” لكن لا بد من إيضاح أمرين، “آيزيل” أي “داعش” بالانجليزية ليست إسلامية فلا توجد ديانة في العالم تبرّر قتل الأبرياء، وغالبية ضحايا “آيزيل” من المسلمين”.
وأشار أوباما إلى أنّ الايضاح الثاني وهو أنّ “آيزيل” ليست بالتّأكيد دولة، بل كانت سابقا فرع تنظيم القاعدة في العراق.
كيف نشأت داعش؟
نشأ هذا التّنظيم الارهابي الذي نعتقد بأنّه خرج من مخابر صنّاع القاعدة في العراق، وضمّ ما كان يعرف آنذاك بتنظيم “قاعدة الجهاد في بلاد النهرين” ومجموعات متطرّفة صغيرة، وسمي “دولة العراق الاسلامية”.
وما لبث أن تراجع نفوذه مع وقوف شريحة واسعة من العراقيّين ضدّه، وتشكيل “الصّحوات” التي قاتلته.
وظهر التّنظيم في سوريا بعد اندلاع الأزمة في منتصف مارس 2011، وأعلن في 2013 انصهاره مع “جبهة النّصرة” التي تمثّل القاعدة في سوريا، إلاّ أنّ الجبهة رفضت الاندماج معه، وطلب منه زعيم القاعدة أيمن الظواهري الانسحاب من سوريا، ما ساهم في تباعد بين تنظيم “الدّولة الاسلامية” وتنظيم القاعدة.
وسرعان ما أطلق عليه خصومه اسم “داعش”، وهي كلمة ناتجة عن ربط الأحرف الأربعة الأولى من اسمه، لكن مؤيّدي التّنظيم وعناصره يرفضونها، على الأرجح لأنّها تغيب كلمتي “الدّولة” و«الاسلامية”.
ولا وجود لكلمة “داعش” في القواميس العربية، لكنّها بعد شيوعها، باتت مرادفا لصفات غير مستحبّة، مثل الشدّة والقسوة، وأحيانا التعصّب وصولا إلى الاجرام.
“الخلافة الاسلامية”
رغم إعلان التّنظيم في 29 جوان الماضي، إثر هجومه الواسع في العراق، إقامة “الخلافة الاسلامية” ونصّب عليها “الخليفة ابراهيم” (أبو بكر البغدادي زعيم التّنظيم)، طالبا الاكتفاء بتسمية “الدّولة الاسلامية” التي يريدها قابلة للتّوسّع حتى خارج العراق والشّام، بقي اسم “داعش” هو الاسم المعتمد له خصوصا بين الخصوم، بينما اكتفى الاعلام الذي يريد الحفاظ على الحياد باعتماد تسمية “تنظيم الدّولة الاسلامية”.