تنفيذا لصفقة القرن

سيادة إسرائيل على الجولان قرار زائف لن يغيّر التاريخ والجغرافيا

حظي اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ»سيادة» إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة بتنديد واسع، ووصف بعض الكتاب في صحف عربية القرار بأنه «أرعن»، بينما أكد آخرون أنه «لن يغير التاريخ والجغرافيا، وسيظل حبراً على ورق»، ولم يتردّد البعض في التأكيد على أن الإدارة الأمريكية تنفذ «صفقة القرن بشكل عملي قبل أن تعلن عن مضمونها».

على خطى وعد بلفور

يرى محللون سياسيون أن «قرار ترامب الأرعن يضع المشهد الإقليمي والدولي على لائحة الانفجار».
ويقولون إنه «رغم الفارق بين وعد بلفور ووعود ترامب زمنياً وتاريخياً، من منظور العلاقة الجدلية التي تملي شروطها السياسية، فإن التشابه هنا أو التطابق في الولاية التي تنتزع الحقوق التي لا تملكها، وتعطي الوعود التي تفتقد المسوغات الشرعية، تحاول أن تمنح من خلالها صكوكاً متخمةً بالعدوانية والتسلط.
ويضفون: «غير أنَّ المقارنة ليست ذا قيمة في حدود التطابق، ومساحة الاختلاف باعتبار أنَّ الحامل السياسي ذاته، والعهدة فيها على القوة التي تفيض عن الحاجة، لتضع حداً فاصلاً بين الأفكار المتوارثة استعمارياً، وبين الواقع المحسوب على أساس الأطماع، وتحقيقها فرقاً على أساس السطو المعلن على رؤوس الأشهاد».

قرصنة سياسية للشرائع الدولية

وعلى نفس المنوال، يقول خبراء «آخر ما تفتقت عنه عقلية ترامب هو إعلانه أن (الوقت قد حان للاعتراف بضم) الجولان العربي السوري المحتل لـ (إسرائيل) في خطوة تعدّ سابقة خطيرة لم يجرؤ عليها أي من الرؤساء الأمريكيين السابقين، فضلاً عن كونها تتعارض مع كل الأعراف والقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي صوتت عليها الولايات المتحدة نفسها».
ويضيف هؤلاء الخبراء أن «ما فعله ترامب يندرج في إطار القرصنة السياسية للشرائع الدولية التي ترفض احتلال أراضي الغير، وضمها بالقوة الغاشمة وممارسة الاضطهاد والتهجير القسري لسكانها والتنكيل بهم لإجبارهم على (الرضوخ والتعايش) مع الأمر الواقع».
وتشير بعض الكتابات إلى أن «ترامب ما زال مصراً على الوقوف ضد تيار الإجماع الدولي، بدا ذلك منذ اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017، بالرغم مما سبب هذا القرار من سخط ورفض دوليين».

قواعد جديدة لعالم بلا ضوابط وبلا أخلاق

ووصفت صحف عربية قرار ترامب بأنه «عدواناً صريحاً وسافراً على الأمم المتحدة وكل المؤسسات والقوانين والمواثيق الدولية».
وكتبت «عندما يتمّ تبرير منطق القوة الغاشمة، وتسويغ الاحتلال والاعتراف به أمراً واقعاً، فهذا يعني وضع قواعد جديدة لعالم بلا ضوابط وبلا أخلاق، لا قيمة فيه لقانون دولي أو شرعية دولية. في مطلق الأحوال.. إن هذا العدوان المتمثل بقرار زائف لن يغيّر التاريخ والجغرافيا وسيظل حبراً على ورق ولن يساوي أكثر من الحبر الذي كتب به، لأن مرتفعات الجولان المحتلة ستبقى عربية سورية».

تنفيذ صفقة القرن قبل الإعلان عنها

وتضيف إن «الإدارة الأمريكية تقوم حالياً بتغيير الوضع القانوني للصراع العربي الاسرائيلي بشكل كامل، وتقوم بتصفية الملفات الكبرى الخلافية من طرف واحد، ومن دون أي تفاوض، ومن الواضح أيضا أنها تقوم بتنفيذ صفقة القرن بشكل عملي قبل أن تعلن عن مضمونها، وهذا ما ينسحب أيضا على قضيتي اللاجئين والقدس».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024